كتب – محرر الأقباط متحدون أ. م
قال الكاتب أحمد علام، يبدو أن شيخ الأزهر لا يدرك أو ربما ينكر أن تحضر الأمم بات يقاس بمقدار إسهامها في الإنتاج المعرفي والتكنولوجى والعلمي وحجم التبادل الثقافى والفكرى بينها، وليس بالعقائد والمذاهب والموروث الديني الذي بات ينظر له في كثير من الدول باعتباره ثقافة بشرية ويدرس كتاريخ إنسانى وعلم اجتماع لا كمشاريع حكم تصلح للتطبيق اليوم.
وتابع علام في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، فحتى الشيوعية تخلت عن شعاراتها وأخذت الكثير من مبادئ الرأسمالية والصين نموذج واضح، فيما نحن لا نزال نغرق فى ما قاله البخاري ومسلم وزيد بن علي وفلان وعلان -فأصبحنا سرابًا بين الأمم والدول لأننا نعيش بوعي وثقافة لم تعد موجودة ونناقش قضايا عمرها أكثر من ألف عام - ولا زال شيخ الأزهر يرتبط وجدانيًا بكلمة غزو -فهو يصر فى برنامجه على تكرار جملة ( يجب علينا مواجهة الغزو الغربي الفكرى) وذلك فى كل حلقة - ليخلق صراعات واهمة يدور فى فلكها المسلمين ويزيد من تقوقعهم وانعزال مجتمعاتهم عن العالم.
وأضاف، دائمًا يحدثنا عن مواجهة الغزو الفكرى الغربي ليتنصل من الفشل الحضاري، والمحك هنا ماذا قدمنا نحن وما المنجز الذى لو أختفينا سيؤثر سلبًا على العالم، وبالمقابل ماذا لو تختفي الحضارة الغربية المادية كما يحبون أن يطلقوا عليها -ولنتخيل أن ينقطع النت وبرامج التواصل والأنظمة الرقمية والبرمجيات التي تعتمد على شركات غربية - أتصور أننا سنعيش كما كان يعيش أسلافنا تحت حكم الإحتلال العثمانى - وسنظل عالة على الحضارة البشرية مادمنا نعيش تحت نير الخرافات والأوهام والتقوقع الدينى ووهم المؤامرة الذى جعل الشيخ يقول أن الغرب يبيع لنا السلاح لنقتل بعض ليتبرئ من الإرهاب وتلك المغالطة هى محاولة هروب وتنصل من مسؤلية تراثه عن ازمتنا.
مشددًا بقوله، فنحن نقتل أنفسنا بتراثنا وفتاوى الدم المستدعاه من ألف عام خلت، ولو لم نجلب السلاح من الغرب فسنصنع السيوف كأجدادنا ونجز بها الأعناق طالما يتصدى الشيخ لأى محاولة لتفكيك ترسانته الناسفة - الموجودة فى هيئة كتب - ولن نخرج من تلك الدائرة إلا بتسمية حقيقية وتوصيف واقعى لمشكلاتنا.