الأقباط متحدون | عنتر ولبلب
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٠٦ | الجمعة ١٣ ابريل ٢٠١٢ | ٥ برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٢٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

عنتر ولبلب

بقلم د. غادة شريف | الجمعة ١٣ ابريل ٢٠١٢ - ٠٣: ١٠ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 عزيزى القارئ.. أقصد، عزيزى المشاهد، لأنك شكلك كده غاوى أفلام أبيض وأسود، ولأنك أحد المواطنين الشرفاء المختبئين تحت الكنبة، ولأنك عند من يهمهم الأمر أصبحت أعز من ولد الولد، لذلك فأنت مدعو للجلوس أمام تليفزيون الوطن حيث يعرض عليك أحداث فيلم عنتر ولبلب.. لكن نظراً لمتطلبات العصر هناك فارق بسيط فى التفاصيل.. فبعد أن كان لبلب ممثلاً فى شكوكو ينفرد بسكع عنتر السبعة أقلام، فى حالتنا هذه، من الواضح والمستبين أن كل بطل فى الفيلم غاوى يرد القلم بقلم للبطل الآخر.. القلم الأول كان عندما فوجئ الجميع بتكويش الأغلبية البرلمانية على تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور.. فارتد القلم بقلم مقابل بالطعن على التشكيل وفى محكمة القضاء الإدارى.. فارتد القلم بقلم ثانٍ يلوح بسحب الثقة من الحكومة..

 
وبدأت الإجراءات.. وطبعا التانيين لم يسكتوا، فردوا بقلم التلويح بحل المجلس كله على بعضه ومش كل قط يتقاله يا مشمش.. الجانب المقابل اتعصب وحلف يرد القلم بقلم أكثر لسوعة فقاموا بدفع مرشح للرئاسة بعد أن كانوا قد أقسموا أنهم لن يرشحوا أحداً، لكن الحلفانات ساحت وراحت مطرح ما راحت.. قام دوكهم اتزرزروا فردوا القلم بأن جابوا البت فكيهة التى فرشت الملاية ووقفت فى منتصف الحارة تعاير المرشح الفلانى بأنه لا مؤاخذة رد سجون.. حضرتك عديت معايا كام قلم إلى الآن؟..
كده وصلنا ثلاثة أقلام والتعادل بين الفريقين.. قام دول أعلنوا عن الدفع بمرشح ثانٍ منهم احتياطى للأولانى الذى قد يبطل ترشحه.. وكان قلم عالسريع كده.. فما كان من دوكهم إلا أن دفعوا بالزغلول الكبير مرشحاً.. فكان قلماً على وجه لبلب وإخواته اللباليب وأنا وإنت.. من المفترض بقى أنه إذا كان لبلب واللباليب على قدر من الذكاء فلابد لهذا القلم أن يوحد الصفوف.. وبين ليلة وضحاها وعالسريع أيضا دوى القلم الخامس حين تمت الموافقة على مشروع قانون يمنع رجال مبارك من الترشح.. لكن بينى وبينك هذا القلم مثل الطلقة الفشنك، لأنه جاء متأخراً بعد أن اتفرقت خالتى وخالتك، ولأنه مرهون بالتصديق عليه بالموافقة العليا.. وربما لا يتم التصديق عليه ويتركن فى الدرج وأعدم نظرى لو كان جالى منكم قوانين وفتشنى فتش.. ثم إذا بالقلم السادس يطرقع ويفرقع عندما يهدد المرشح بفتح الصندوق الأسود واللى عنده كلمة يلمها واللى يحبنا ما يضربش نار فى فرحنا.. وطبعا هذا الصندوق به سيديهات وتسجيلات وفانلات وأندر ويرات.. كل ناشط بقى يروح يتمم على غسيله.. ومازلنا فى انتظار القلم المقابل وعلى السادة المقيمين خارجها مراعاة فروق التوقيت.. المهم، واخد بالك إنت إن الجميع منهمكون فى لسوعة الأقلام لبعضهم البعض ويعتبرونك غير موجود؟..
 
لا أحد منهم يفكر فيك.. لا عنتر ولا لبلب ولا اللباليب.. جانب يفكر فى التكويش وتعويض سنين الحرمان وجانب يصمم على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.. ذلك الوراء الذى تفضلت سيادتك مشكورا ورفعت له الحذاء فى ميدان التحرير!.. وجانب مستخسر المكاسب التى حصل عليها سواء فى البرلمان أو الفضائيات.. وكل منهم متفرغ للآخر مثل توم وجيرى والمركب بتغرق يا قبطان!.. إذا كنت حضرتك بقى واد جدع ولم تكن ثورتك صدفة يبقى المفروض أن تبادر أنت بالقلم السابع والأخير الذى يخرس الجميع إلى الأبد، فلا يسمع إلا صوتك ولا تطاع إلا رغبتك.. أما بقى إذا ظللت سيادتك فى مكانك تحت الكنبة تشجع اللعبة الحلوة وتفخر وتفتخر بأنك من المواطنين الشرفاء يبقى ليس مرجوا منك غير أن تستمر فى مشاهدة الفيلم وتستكمل عد الأقلام.. وساعتها مش هتقدر تغمض عينيك!
نقلاً عن المصري اليوم 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :