الكاتب
- البابا "شنودة".. قداسة وخفة دم
- بصالون الأجيال: الكاريكاتير قادر على اختراق سقف الحريات الدينية والسياسية
- بعد العفو عن "خيرت الشاطر" و"أيمن نور".. هل يحق لهما الترشح للرئاسة؟
- د.حنفى : مشكلة الثورة قام بها الشباب وحصد نتائجها التيارات الإسلامية و الفلول
- بندوة بمكتبة الف: المراة تُستَغل لاشعال الفتن الطائفية
جديد الموقع
البابا "شنودة".. قداسة وخفة دم
بقلم- ميرفت عياد
عزيزي القارئ، كل سنة وأنت طيب.. بمناسبة عيد القيامة المجيد.. وشم النسيم..
الحقيقة، أريد أن آخذك اليوم في رحلة بعيدًا عن عالم السياسة وصداع حرب الرئاسة، وهذه الرحلة مع روح الفكاهة التي تميز بها قداسة البابا "شنودة"- بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية- خاصة في تلك الأيام التي نشعر فيها بافتقادنا لأبينا المحبوب الذي ظل أكثر من أربعين عامًا نحتفل معه بالعيد..
هذا الرجل رغم قداسته وانشغالاته المتعددة ومعاناته المرضية، كان يتميز بابتسامة طفل فى براءتها وحنوها، كما كان يتميز بقفشات ومواقف لطيفة تدل على روح الفكاهة المتأصلة بداخله والنابعة من خفة دم المصريين بوجه عام..
فالمتابع لاجتماع قداسته الذي كان يتم عقده كل أربعاء ورده على أسئلة الناس، يكتشف سرعة البديهة في خلق الردود اللطيفة على الأسئلة الموجَّهة له، وقدرته على إثارة ضحكات جميع الحضور، ومن هذه الأسئلة أحد الأشخاص يقول: "أنا بنام في اجتماع قداستكم.. فماذا أفعل؟" فرد البابا: "إبقى فكرني أعمل اجتماع وأنت صاحي".. وسؤال آخر: "أنا عندي داء النسيان، ماذا أفعل؟"، فأجاب سيدنا: "خايف أقول لك تنسى بكره".. وفي إحدى المرات شكت له إحدى السيدات قائلة: "الواد مكفر سيئاتي".. فقال لها: "طيب إنتِ ليه يكون عندك سيئات علشان يكفرها الواد؟".
ومن المواقف التي تدل على خفة دمه منذ طفولته، ما قاله للدكتور الذي كشف عليه لتحديد عمره، حيث نبه الطفل "نظير" الدكتور أن يكتب تاريخ ميلاده قبل وفاة والدته لأن الطفل يمكن أن يُولد بعد أبيه لكن لا يمكن أن يولد بعد أمه، مما أثار إعجاب وضحك الطبيب.
كما أن معظم وعظات قداسة البابا لم تخلُ من سرده لبعض المواقف الضاحكة والهادفة في نفس الوقت، ومن هذه المواقف أن "مرة أحضروا كاهن مسيحي وكاهن يهودي وسألوهما كيف تعرفان أن الفلوس دي بتاعة ربنا، فقال الكاهن المسيحي أنا برسم دائرتين واحدة صغيرة وأخرى كبيرة وأرمي الفلوس واللي تيجي في الكبيرة تبقى بتاعة ربنا، أم اليهودي قال أنا بأرمي الفلوس لفوق وأقول يارب خد اللي أنت عايزه وسيب لي الباقي."
ومن هنا يتضح أن القداسة والتعليم والجدية لا تعني التجهم أو العبوس في وجه الآخرين؛ لأن الفكاهة والمرح يساعدان على إدخال السرور إلى القلوب المتعبة والحزينة، ويقومان بتأليف القلوب وتعميق المحبة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :