كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
تقدم كهنة وخدام وشمامسة الكنيسة المعلقة بمصر القديمة، ببرقية تعزية في نياحة مثلث الرحمات نيافة الأنبا رويس الأسقف العام الذي تنيح أمس الخميس عن عمر 81 عاما.
ونشر موقع "مبتدا" ، نص برقية التعزية، وجاءت :
أَكثر الناس يُنادون كل واحد بصلاحه، أَما الرجل الأمين فمن يجِده؟ .. على رجاء القيامة ونودع أبينا وراعينا البار الرجل الأمين الأنبا رويس الأسقف العام".
هذا الأسقف الذى لم تغادره ثياب الرهبنة طوال حياته وإلى يوم انتقاله عن عالمنا الفانى، وكأنه كان على عهد مكتوب مع سيده وربه أنه لا يغادر حياة الرهبنة بقلبه وعقله وجسده حتى، وإن أثقلته أمور الرعاية.
كان راعيا صالح وأب حنون لكل أولاده وحتى المحيطين به كان ابنا مطيعا لكل رؤساه وآباؤه. أؤتمن على الكثير والكثير من الأسرار والقصص فقد كان لفترة زمنية يعمل سكرتيرا لصاحب الغبطة والقداسة مثلث الرحمات البابا كيرلس السادس وأيضا سكرتيرا لصاحب الغبطة والقداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث الذى كان له دالة مخصوصة عنده وكان يحبه كثيرا.
كان كالبئر العميقة قد لا تقدر أن ترى بعينيك عمق المياة الغزيرة التى بداخلها، ولكن إن شربت منها ارتوت نفسك بكلمات الماء الحى، لم يكن واعظ ذو صوت عال وخطب رنانة، لكنه كان كالملائكة حتى فى صوته وتعاليم.
كانت تعاليمه وعظاته كسيده ربنا يسوع المسيح تعاليم حياتية لخلاص النفس والروح مع بساطة الكلمات والتعبيرات، وكانت الرهبنة والحياة لأجل السيد المسيح ربنا هى هدفه الوحيد والأسمى والتى لأجلها ترك كل شىء برغم من عراقه أصله وعائلته.. كانت الكنيسة وخصوصا كنيسة السيدة العذراء قصرية الريحان هي أمه وحياته، ارتضى وأراد أن يكون خادما لها حتى يوم انتقاله.
الأنبا رويس كان يعتبر الكنيسة حقيقة هى قصر الملك الرب، والذى فى حضرته يجب أن يكون الجميع فى منتهى الهندام والصمت لسماع كلام الرب والالتقاء به، ولذلك لا عجب فى إننا نراه حازما فى نظام الكنيسة والهدوء داخلها، والتأكيد على المصلين بالدخول للكنيسة بالثياب اللائقة بها وخصوصا السيدات والفتيات، وكان دائما يحثهم على التزيين بصليب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.
كان يهرب دائما من كرامة وأمجاد الأسقفية، لكنه لم يهرب من ثقل خدماتها وأعبائها، فهو لم يشأ أبدا إن يكون أسقف على أى إيبارشية، وربما سمعنا عن قصة هروبه الشهيرة من رسامته أسقفا على دمياط، لكن فى نفس الوقت أطاع مثلثات الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث عندما أسند إليه متابعة كنائس إيبارشية كندا وشعبها لبعض الوقت.
كان هو بنفسه وحياته قدوة وقامة روحية عالية تعلمنا لذة الحياة الروحية مع الله، حيث تشبه بآباؤنا النساك والمعترفين.. كانت صلواته فى القداس كمثل تسبحة الملائكة الدائمة فى السموات.. كان شديد الاهتمام بخدمات الكنيسة ونهضاتها الروحية وبالأخص النهضات الروحية أيام صوم السيدة العذراء ليشعر الشعب بروحانية الصوم، والكثير لا تستطيع الكلمات إن تسرده من أجل غزارة فضائله وقامته الروحية العالية المتواضعة.
حقا يا أبانا كنت أبا حنونا وقديسا متواضع القلب. أذكرنا أمام عرش النعمة وأطلب عنا لكى يعيننا الرب في أيام غربتنا كما أعانك طول حياتك الطاهرة المقدسة.