الأقباط متحدون | وداعًا رائحة الفسيخ
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٣١ | الاثنين ١٦ ابريل ٢٠١٢ | ٨ برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٣٢ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

وداعًا رائحة الفسيخ

الاثنين ١٦ ابريل ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم- مينا ملاك عازر
الحمد لله، في شم النسيم ده لم تؤرقني رائحة الفسيخ التي عادةً ما تجعلني متحفز من قبل شم النسيم ما ييجي لمجيئه، وتجعلني قرفان وواخد جانب من الناس كلها، لا ليس لأننا لم نشتريه ولا لأننا لم نأكله، لكن لأن صفقات الفساد السياسي التي تبرم بين الإخوان والمجلس العسكري لاتزال تزكم أنوفنا، لا أظن أن رائحة الفسيخ تصل لمستواها من الأرف بعيد عنكم.

ففي هذه السنة، باع المجلس العسكري البلد للإخوان عدة مرات، مرة لما إدى لهم مجلس الشعب على طبق من فضة، ومرة لما إدى لهم مجلس الشورى، ومرة لما أعطى لهم العفو عن "الشاطر"، ومرة لما عملوا قانون يسمح بأحزاب دينية، أيوه يا سيدي، عارف إن مافيش قانون بيقول كده، لكنهم أعطوا لهم الحق بأحزاب ذات مرجعية دينية، يعني كده كده الحق في حزب ديني شغال وموجود.

والحقيقة يا جماعة، الروائح النتنة دي ملأت أنوفنا حتى جعلتنا مرتاحين جدًا من رائحة الفسيخ التي تكرهني في أكله، ولكنها لا تكره الكثيرين من عشاقه وعشاق الملوحة في أكلهما، لكن رائحة صفقاتهم المفضوحة والتي أبرموها سويًا دفعتني أن أقرف من السياسة كلها، وجعلتني أشيح بوجهي عنهم حتى لا أشم رائحة صفقاتهم المشبوهة والعفنة، ولا تنسوا الصفقة التي قام بها الاثنان معًا بالاشتراك مع "أمريكا"، والتي لطخت سمعة القضاء المصري الذي كان نزيهًا حتى فضحوه بتصرفاتهم الصبيانية. على أي حال، القضاء سيبقى شامخًا في نظرنا ونزيهًا، لكن هما من سيسقطان من نظرنا، بعد أن زكما أنوفنا بروائح لا طاقة لنا بها. أظن حضرتك تشتم رائحة مجاري طافحة، لا تقلق على منزلك، فهي فقط رائحة صفقة جديدة قادمة بينهم ستطل علينا بوجهها العكر قريبًا، ولا تنتظروا طويلاً.

فقد تكون تلك الصفقة تمرير الانتخابات للسيد "عمر سليمان" أو للسيد "خيرت الشاطر" أو للراجل إللي واقف على الخط بيسخن، أيوه أيوه الراجل الاحتياطي إللي نزلوه لو "الشاطر" جاله كرامب ولا حاجة ينزل يكلم المشوار! الصفقة جاية جاية، بس أنا مش عارف ضمائرهم فين؟ وأين وطنيتهم؟ وكيف يقبلون على أنفسهم أن يجعلوا "مصر" صفقة يتناقلوها بين أقدامهم وبين أدراج مكاتبهم وعلى مناضدهم. يبيعون ويشترون فيها وفي شعبها، المهم كيف يقبل شعبها بهذا!؟.

وأخيرًا، عزيزي القارئ، سامحني لأنني قلبت بطنك وأرفتك في وقت كهذا، واعذرني لأنني قلَّبت عليك المواجع والروائح الكريهة هذه، لكن هانعمل إيه؟ لا تلم عليّ بل لُم على من استباحوا أنوفنا، واستهتروا بعقولنا، وتنكروا للمبادئ حتى صرنا لعبة بين أيديهم، وصفقة من صفقاتهم، وكل سنة وإنتم طيبين، وأرجو أن تكونوا شممتم نسيم بشكل جيد بعيدًا عن روائح الصفقات المشبوهة، وقريبًا من الجناين، ومستهينين بتكفير السلفيين لمن يحتفل بالعيد، ومن يحتفل بشم النسيم، ومن يهنئ ومن لا يهنئ، ولعنات المتشددين الذين يريدون حرق دمنا.

المختصر المفيد، كفاياكم صفقات، وأيقظوا ضمائركم ولو مرة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :