د. مينا ملاك عازر
في خيال حضرتك، وفي أحسن توقعاتك الطبية والصحية، بحسب معرفتك بالشعب المصري وأفكاره وعناده وقدراته المادية على حيازة الكمامات واتباع ما يلزم من إجراءات احترازية مكلفة كاقتناء زجاجات الكحول والكمامات والجوانتيات وما شابه، كيف تتوقع عودة الحياة المصرية لطبيعتها من منتصف الشهر القادم وإجبار المواطنين على ارتداء الكمامات؟
مبدئياً نحتاج قبل إجابة السؤال السالف الذكر في الفقرة السابقة، أن نضع في اعتبارنا أن أنه ثمة أطباء مصريين أصيبوا بكورونا، وهم مسلحين بحسب المفترض بأقوى أسلحة الإجراءات الاحترازية، بل هناك منهم من أصيب وهو مسؤول في مستشفيات عزل أو حميات، يعني على خط النار وأصيب برغم كل ما يتبعه ويعش فيه ويعايشه من إجراءات احترازية، هذا لا يلقي باللوم على الأطباء المصريين فقط، ولكن أيضاً يذكرنا بأننا نتعامل مع فايروس مش سهل من الآخر، ولكي أبرئ نفسي، وأؤكد على ما أريد الذهاب إليه، دعني أن اثبت في مقالي هذا قبل ما يقولها أحد أو يهاجمني آخر، أن أطباء كثر على مدار العالم بدءً من الطبيب الصيني المكتشف الفايروس، ومروراً بكل بقاع العالم أصيبوا بالفايروس، وإما ماتوا به أو نجاهم الله، المهم في النهاية أنه في أشد الاحتياطات قسوة وتركيزاً نجح الفايروس في الامتحان في بعض مرات، وليس دائماً حتى لا أكون متشائماً، وهذا يعيدني للسؤال السابق، كيف تتخيل موقف مصر بداية من الشهر القادم، مع الإلزام بارتداء الكمامات ومن منتصف الشهر القادم بعودة الحياة لطبيعتها مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية في ظل معرفتك بالشعب المصري وقدراته المادية المتطلبة لاتباع الإجراءات الاحترازية المكلفة بشكل أو بآخر؟
مرة أخرى، وقبل أن تجيب سيادتك على السؤال، دعني أزيدك من الشعر بيت أن البنوك الآن تلزم عملائها بارتداء الكمامات، فيروي أحدهم مشهد شاهده بعينه يتمثل في أن أحد الخارجين من البنك أعطى كمامته لصديقه الذي كان واقف بالخارج، انتبه أنهم عملاء مصرفيين أي من المفترض أنهم أصحاب قدر مقبول مادياً، قادر على شراء الكمامة واتباع باقي الإجراءات الاحترازية ففعلوا هكذا، فما بالنا بالباقين، كما أنني أزيدك بمشهد رأيته سيادتك كما رآه العالم بأثره، وهو وزيرة الصحة المصرية وهي تزور الصين ومن بعدها إيطاليا وهما وقت الزيارة -أكبر بؤرتين مصابتين بالفايروس- كانت تتجول وسط الوفد المستقبل لها والمصاحب بدون كمامة، طبعاً لن أعلق ولن أفسر المشهد الأخير ولن أزيد على تبعاته وتحليلاته وأي شيء بخصوصه لإجابة السؤال، ولأن الباقي من المقال ليس الكثير فسأجيب في كلمة واحدة وإجابتين، هي أتوقع مع عودة الحياة لطبيعتها واتباع الإجراءات الاحترازية مع علمي بالشعب المصري وأفكاره وقدرات أغلبيته المادية وظنونهم وشكوكهم وفهلويتهم وغلو الإجراءات والتدابير الاحترازية وخاصة في ضوء ما سبق ومع العلم بشراسة الفايروس وخطورته، وكل ما سبق، ويعن لسيادتك لرصده أتوقع كارثة.
المختصر المفيد ربنا يستر، ويرفع عنا قبل حلول الشهر القادم، وقبل بلوغنا منتصفه.