لم تكن الحضارة المصرية القديمة خالية من الحجر الصحي'> الحجر الصحي، أو القرارات التي تحجّم حركة المواطنين كنوع من الإجراء الاحترازي لمواجهة انتشار الوباء، كالحظر أو غلق بعض الأماكن ومنع المواطنين من التجمعات، في ظل انتشار الفيروسات، رغم عدم معرفتهم بـ"المستشفى"، فتجربتهم مع وباء الطاعون، باتت أقوى وأهم معلم لهم، الأمر الذي دفعهم لتقديس القطط، ليس لقدرتها على مطاردة الفئران كما يظن الكثير، بل لقدرتها على قتل "الطاعون"، مؤمنين بمقولة: "حيثما كثرت القطط حيثما اختفى الوباء".

 
تحت استشارة الطبيب "سنو"، كان المصري القديم حريص على لزوم المنزل كنوع من الحجر الصحي'> الحجر الصحي، في أوقات انتشار الفيروسات، سواء كانت فترة لزوم المنزل طويلة أم قصيرة، فالمصري القديم لديه ثقافة الطاعة، حسب ما كشفه الدكتور وسيم السيسي، الباحث في علم المصريات.
 
لم يشعر المصري القديم بـ"ملل" من "قعدة البيت"، فحياته البسيطة كانت خير معين له لزوال أي أزمة تجبره على ذلك، فصباحه لا يختلف عن مساءه يقضيهما في الحقول، فالزرع وريّ الأرض نشاطه الأساسي في الحياة.
 
عرف المصري القديم، الحجر الصحي'> الحجر الصحي، رغم عدم درايته بفكرة "المستشفى"، فيتم ذلك في المنزل، ومتابعة الأطباء بشكل يومي لحالة المريض، يقول وسيم السيسي، إنّ "المصري القديم كان بيعمل حجر صحي في البيت لأي مريض مصاب بفيروس"، موضحا أنّ الحجر الصحي'> الحجر الصحي كان يتم بمنع التجمعات، والزيارات بين الأقرباء، أو بين الأقاليم المجاورة.
 
كان المصري القديم يقضي على أي وباء بـ"المقاومة"، فيؤكد الباحث في علم المصريات، أنّ الحضارة المصرية القديمة قضت على انتشار الأوبئة بالثوم والبصل والليمون، لافتا إلى أنّ هيروديت قال: "كيف يمرضون ودائما في طعامهم الثوم والبصل والليمون"، وقال المقريزي: "الشعب المصري من أكثر الشعوب صحة في وقت كان العالم كله (جربان)".