سليمان شفيق
والجمهوريين يتقدمون ماليا عن الديمقراطيين نحو الرئاسة
تحدث الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما السبت الماضي إلى طلاب في حفل تخرج افتراضي، في كلمة علنية نادرة منذ ظهور وباء فيروس كورونا انتقد خلالها بشكل غير مباشر إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب للجائحة
جاء ذلك الانتقاد من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ضمنا إدارة الرئيس دونالد ترامب لأزمة فيروس كورونا مشيرا إلى أن عددا من المسؤولين " لا يحاولون حتى التظاهر بأنهم مسؤولون". وأضاف أوباما في حفل تخرج أقيم عبر الإنترنت وبث مساء السبت لخريجي "شبكة الكليات والجامعات السوداء تاريخيا" بأن الأمريكيين السود يعانون من اللامساواة وعبر عن استيائه من قتل الشاب الأسود أحمد أربيري الذي قتل عندما كان يمارس رياضة الجري في ولاية جورجيا، من دون أن يذكر اسمه
ولا يهاجم الرئيس الديمقراطي السابق عادة دونالد ترامب بالاسم علنا، لكنه وجه انتقادات ضمنية له في أغلب الأحيان. ففي رسالة تهنئة تم بثها خلال حفل مساء السبت لخريجي "شبكة الكليات والجامعات السوداء تاريخيا"، تحدث أوباما عن الوباء. وقال "قبل كل شيء هذا الوباء قضى أخيرا على فكرة أن العديد من مسؤولينا يعرفون ماذا يفعلون". مضيفا بأن "عددا منهم لا يحاولون حتى التظاهر بأنهم مسؤولون".
وأكد أوباما أن الأزمة الصحية كشفت اللامساواة التي يعاني منها الأمريكيون السود، معبرا عن استيائه من قتل أحمد أربيري، من دون أن يذكر اسمه
وقد قتل هذا الشاب البالغ من العمر 25 عاما في 23 فبراير رميا بالرصاص بينما كان يمارس رياضة الجري في حي سكني في مدينة برونسويك بجورجيا، إحدى الولايات الجنوبية
وقال إن "مرضا كهذا يكشف اللامساواة الكامنة والعبء التاريخي الذي تحمله المجتمعات السوداء في هذا البلد". وتابع "نلاحظ ذلك عندما يمارس رجل
أسود رياضة الجري ويقرر أناس اعتراض طريقه وسؤاله وقتله إذا لم يرد على أسئلتهم".
صراع المال في انتخابات الرئاسة الامريكية :
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن أوباما وصف في أحاديث خاصة بشكل صريح إدارة ترامب لأزمة الوباء بأنها "كارثة فوضوية مطلقة" في اتصال هاتفي مع مساعدين سابقين له في الثامن من مايو ، وفق ما ذكرت وسائل إعلام أمريكية.
وأكد أنه سيخصص "أكبر قدر ممكن من الوقت ليقوم بحملة مكثفة من أجل جو بايدن" المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في نوفمبر ، بعدما عبر عن دعمه له رسميا في تسجيل فيديو في 14 أبريل.
كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" وفق ما قال قيادات من الحزب الجمهورى، أن الحملة الانتخابية للرئيس ترامب قد وصلت الي حوالي 200 مليون دولار ، مما يمنحه صندوق مالي يفوق إلى حد كبير موارد خصومه الديمقراطيين وذلك قبل الانتخابات القادمة .
ووفق ما صرح به القيادات في الحزب لصحيفة "واشنطن بوست"، فإن حملة إعادة انتخاب ترامب والحزب الجمهورى ولجنتين مشتركتين لجمع التبرعات قد جمعوا معا مبلغا قياسيا بلغ 154 مليون دولار فى الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، وهى مبالغ كبيرة جأت كرد فعل لمحاولات الحزب الديمقراطي عزل ترامب ، اكتسب حملة الرئيس واللجنة الوطنية للحزب الديمقراطى 600 ألف مانح جديد، كرد فعل لمحاولات عزلة من الكونجرس.
من تلك المبالغ تم جمع 72 مليون دولار من قبل اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، مدفوعة من المانحين الأثرياء.
كما واصل المانحون الصغار تقديم الأموال للحزب وحملة إعادة انتخاب ترامب التى جمعت 46 مليون دولار، وهو ما يفوق بكثير الديمقراطيين البارزين الذين يتنافسون على ترشيح حزبهم.
وفى المجمل، حصل ترامب والحزب الجمهورى مع على ما يقرب من 463 مليون دولار فى عام 2019، وفقا للمسئولين. فى حين، أن الرئيس السابق باراك أوباما والحزب الديمقراطى جمعا تقريبا 220 مليون دولار فى عام 2011 الذى سبق إعادة انتخابه.
وقالت رونا ماكدينال رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهورى فى بيان إن التزام الرئيس ترامب المستمر بالحفاظ على وعوده للشعب الأمريكى قد دفعنا لتحقيق أرقام قياسية فى جمبع الأموال.. وأضافت أن مساعى العزل التى لا أساس لها جعلت الدعم للرئيس ترامب أقوى.
فى المقابل، فإن الحزب الديمقراطى يتأخر فى جمع التبرعات عن نظيره الجمهورى. فحتى نهاية نوفمبر جمعت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطى مبلغ 83.6 مليون دولار هذا العام، وكان عليها ديون بقيمة 6.5 مليون دولار، وفقا لبطاقات تمويل الحملات الانتخابية. بينما يقول مسئولون بالحزب الجمهورى إلى لجنتهم جمعت 241 مليون دولار طوال العام كله.
وبحسب الأرقام المعلنة حتى الآن، فإن ترامب يحلق فى منطقة بعيدة عن منافسيه الديمقراطيين من حيث جمع التبرعات. فقد أعلنت السيناتور إليزابيث وارن عن ولاية ماسوشستس أن حملتها جمعت فى الربع الأخير من العام الماضى 21.2 مليون دولار، وهو انخفاض طفيف عن الربع السابق وخلف ثلاثة من منافسيها الرئيسيين فى سباق الحزب الديمقراطي
أما المتصدر فكان السيناتور بيرنى ساندرز الذى جمع 34.5 مليون دولار، وفى المركز الثالى عمدة بيند بيت بوتيجيج الذى جمع 24.7 مليون دولار، ثم جو بايدن، نائب الرئيس السابق الذى جمع 22.7 مليون دولار.
وجمع رجل الأعمال أندرو يانج 16.5 مليون دولار، ثم سيناتور مينيسوتا أمى كلوبوشار 11.4 مليون دولار.
وبذلك، فإن أقوى خمسة مرشحين فى السباق الديمقراطى جمعوا معا ما يزيد عن 115 مليون دولار فى الربع الأخير من العام، وانضما إلى المليارديرين الذين يمولان حملتيهما ويضعان ثروتيهما فى حملات إعلانية واسعة، وهما دونالد ترامب والمرشح الديمقراطى مايكل بلومبرج.
لكن صحيفة نيويورك تايمز تقول إنه أيا كان الفائز فى السباق الديمقراطى، فإن سيواجه قوة مالية هائلة فى الرئيس ترامب الذى جمع 46 مليون دولار فى الربع الأخير.