د. محمد طه يكتب.. بركة العجز..
مين كان يتصور انه هايكون من جيل يحصل فيه وباء عالمى يقفل مطارات وشركات ومدارس وجامعات العالم كل هذه الشهور..
مين خطر على باله انه هايشوف مشهد فيه الناس العادية لابسيين كمامات فى كل شوارع الكرة الأرضية..
مين يصدق اننا خايفين نسلم على بعض.. مش قادرين نحضن بعض.. مش قادرين حتى نزور أقرب وأعز الناس لينا..
ازاى كل أفلام نهاية العالم تجتمع وتتحقق، هكذا بكل بساطة، أمام أعيننا، بدون سابق انذار..
عجز تام.. أمام مرض يسرى بيننا كالشبح..
ملايين المصابين فى العالم.. مئات الآلاف من الموتى.. إصابات ووفيات جديدة كل يوم.. وسط سباق عنيف من كل معامل العالم، وكل مراكزه البحثية المختصة.. لإيجاد علاج أو مصل.. لا يعلم عنه أحد أى شئ حتى الآن..
أطقم طبية كاملة مصابة، مستشفيات ومنظومات صحية انهارت.. مقابر جماعية فى دول كأمريكا وايطاليا تُدفن فيها جثث أكثر من الحروب العالمية'> ضحايا الحروب العالمية..
قلة حيلة مطلقة.. أمام شريط RNA لا يرى بالعين المجردة..
من حوالى عشر سنين ، سمعت من استاذى د. رفعت محفوظ جملة غريبة.. بتقول: "يا بركة العجز".. قالنا ماتعرفوش يا جماعة بركة العجز؟ أول مرة تسمعوا المصطلح ده؟ العجز بييجي معاه بركة..
أعتقد انى دلوقت مش بس فهمت الجملة دى.. دانا شايفها بعينيا.. وعايشها.. كلنا عايشينها..
لما تتقطع كل السبل.. ولا يبقى غير الأمل.. ننتظر بركة العجز..
لما تتطأطأ الرؤوس.. وتنخفض العيون.. نتوق إلى بركة العجز..
لما نسلم ما لدينا.. وتخور طاقاتنا وقوانا.. تحل بركة العجز..
الأنظمة الصحية لن تحتمل أكثر مما احتملت.. والوعى والرهان عليه خاسر بكل الطرق.. والدواء والمصل ما زال فى علم الغيب..
مش فاضل غير انك وبشكل شخصي تعمل كل اللى عليك لحماية نفسك، والدايرة القريبة منك.. كل الاجراءات الوقائية اللازمة.. وبس..
خلينا نرفع ايدينا العارية إلى السماء..
ونقول بكل الرجاء: يا بركة العجز..