خالد منتصر
كل الممثلات أصبحن نفس الشبه والملامح بفضل البوتوكس والفيللر، من حق كل امرأة أن تتجمّل، ومن حق الممثلات أن يظهرن بأجمل صورة، لكن ليس من حقهن حقن وجوههن وشفاههن دون حد أقصى، بحيث يفقدن التعبير الذى هو أهم أدوات الممثل، وتصبح كل منهن استنساخاً «فوتوكوبى» من زميلتها، ويصير النفخ للوصول إلى «مس بوجى» هو الهدف الأسمى!!، الخطأ جمالى وفنى أيضاً، فالنفخ إلى هذا الحد لا يمنح جمالاً ولا يصنع فناً أيضاً، ويجعل المشاهد لا يصدق الممثلة، ويجعل المرأة العادية نموذجها هو ما تراه على الشاشة، فتدخل عيادة الطبيب، وبدلاً من أن تقول «تلك التجعيدة تضايقنى، وتقدم السن جعل الترهلات تزيد»، تقول «أنا عايزة أبقى نانسى عجرم أو هيفاء وهبى»، وكأن الطبيب يمتلك ماكينة «سبعاوى» فؤاد المهندس اللى بتطلع قماش وبلوبيف!!
أرجو من كل الأطباء ألا يرفعوا شعار «الزبونة دايماً على حق»، وألا يحول الطبيب عيادته لسوبر ماركت، تدخل عليه البنت أو السيدة قائلة «عايزة خمس حقن من فضلك»، هذا عيب، فأنت أيها الطبيب المتخصّص فى التجميل لست واقفاً فى كشك سجائر تبيع «خمس سجاير فرط»، أنت فنان تشكيلى ونحات ماهر، وقبل ذلك طبيب تحترم علمك، فماذا يقول العلم عن كمية الفيللر الزائدة وعيوبها؟
أكبر المشكلات ما يسمى بالوجه المنتفخ المخدة!، هذا المظهر العجيب هو نتيجة الإفراط فى ملء الخدود ومنطقة تحت العين، وهى متلازمة استسلم لها الكثير من الممثلات والممثلين أيضاً، طبعاً وجود الخد الممتلئ يمنح انطباعاً بالشباب، أوافقك على ذلك، لكن الإفراط مع شخص أكبر سناً، تنتج عنه خدود منتفخة للغاية، تبدو غير طبيعية وغير متناسبة معهم، عندما تملأ الخدين بشكل مفرط ثم تمزق منطقة الحوض تحت العينين، فإن التقاطع مع الخد الطبيعى يتم مسحه، يصبح منتصف الوجه بأكمله انتفاخاً مزمناً مثل الوسادة، مما يجعل العيون تبدو ضيقة وعميقة مثل المغارة، ثانى مشكلات الإفراط فى الحقن ما يُسمى بعظام الوجنة الخبيثة، مثل شخصية أنجلينا جولى فى فيلم Maleficent، التى ظهرت فيها عظام الخد البارزة بشكل مفرط، مما يخلق مظهراً «صعباً» وغير طبيعى، أما أكبر الجرائم فهو ما نسميه شفاه البطة، والأخطر والأكثر تطرفاً هو شفاه السجق، ويحدث هذا عندما تكون الشفاه ممتلئة بشكل واضح لدرجة فقدان شكلها، مما يجعلها تبدو وكأنها نقانق وضعت فوق بعضها البعض!!، وفى كثير من الأحيان يتجاوز الحقن حتى حدود الشفاه، مما يؤدى إلى انتفاخ المنطقة المحيطة بالشفاه أيضاً!
المشكلة أكبر وأعمق من مجرد حقنة فيللر أو بوتوكس يذهب تأثيرها بعد شهور قليلة، لكن المشكلة فى العلاقة بين الطبيب والمريض، وتوزيع وتحديد الأدوار وعدم اختلاطها، هل المريضة زبونة تفرض ما تريده على الطبيب؟، وهل طبيب التجميل مجرد حاقن إن صح التعبير، أو حامل حقنة!!، هناك شكل جمالى يعرفه الطبيب ويقدّر حدوده جيداً، يعرفه أكثر من السيدة نفسها ولا أقول المريضة، عليها أن تشرح شكواها ولا تفرض خيالها، هذا هو المطلوب طبياً وإنسانياً وفنياً أيضاً.
نقلا عن الوطن