حصدت النجمة اللبنانية «نور» إشادات الجمهور والنقاد عن تجسيدها شخصية «علا»، ضمن أحداث مسلسل «البرنس»، للمخرج محمد سامى، ومن بطولة الفنان محمد رمضان، إثر اقتحامها منطقة تمثيلية جديدة عليها لم تتطرّق إليها فى مشوارها الفنى، والتى تدور داخل إطار شعبى. وكشفت «نور»، فى حوارها مع «الوطن»، عن أصداء دورها فى المسلسل، لا سيما مشهد صفعها لـ«فتحى»، الذى يجسّد دوره الفنان أحمد زاهر، والذى أثار حالة من التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعى بعد عرضه، كما أعلنت رد فعلها بعد تسريب أحد المشاهد عبر صفحات الإنترنت، وتكلمت عن تعاونها لأول مرة مع الفنان محمد رمضان، وحسمت موقفها من المطالبات التى تدعو إلى تقديم جزء ثانٍ من فيلم «الرهينة»، الذى تعاونت خلاله مع النجم أحمد عز والنجمة ياسمين عبدالعزيز قبل 14 عاماً.
كيف تابعتِ أصداء دورك فى مسلسل «البرنس»، خاصة مشهد صفعك لـ«فتحى» الذى أحدث دوياً كبيراً بعد عرضه؟
- ردود فعل الجمهور إزاء شخصية «علا» كانت مبهرة، حيث تلقيت رسائل تفاعلية منهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وفوجئت بأشخاص يُحدثوننى رغم غيابهم عن التواصل معى لفترات طويلة، وتصاعدت هذه الحالة مع مشهد اعتدائى بالضرب على «فتحى»، إذ شعرت «وكأننى جبت جول فى كأس العالم»، والحقيقة أن جمال شخصية «علا» يكمن فى عدم ظهور وجهها الآخر إلا حال تعرّضها لمضايقات، أو بالمعنى الدارج «لو حد داس ليها على طرف»، لكنها إنسانة مكافحة ومجتهدة ولذيذة فى تعاملاتها الحياتية، حيث أحببت هذه التفصيلة على مستوى ملامح الدور، ومن هذا المنطلق، شعر المشاهدون بارتياح بعد مشهد الضرب، «لأن فتحى كان طايح ومحدش قادر عليه».
- «ضاحكة» العبرة اللى الناس شافته واقتنعت بيه، بغض النظر عن كواليس تصوير المشهد، لأن ما يعنينى أنه أحدث التأثير المطلوب.
وهل تُشبهين «علا» فى هدوئها، الذى قد يتحول إلى وجه آخر حال تعرّضها لمضايقات؟
- نعم، فأنا إنسانة هادئة و«رايقة» حسب طبيعتى الشخصية، لكننى قد أتحول إلى النقيض رغماً عنى كحال أى بنى آدم.
ألا ترين أن مصارحة «علا» لـ«رضوان» بحبها له رغم رفضها المسبق الارتباط به، علاوة على اعتذارها عن طلب أحد الأثرياء الزواج منها، كان أمراً غير منطقى؟
- «رضوان» كان يحب «علا» منذ نعومة أظافره، وحينما تزوج من «لبنى» لم يتخلص من حبها، لكنه كان يصغرها عمراً منذ كانت تذاكر له دروسه مع شقيقها، والفتاة حينما تتخطى عمر الشاب تنظر إلى من يكبرها سناً، وعلى أثر هذه النظرة، تزوجت لأول مرة وتوفى زوجها، وبعدها تزوجت من جواهرجى الذى حول حياتها إلى جحيم مثلما شاهدنا، وبالتالى «هى جربت العز» وأصبحت لديها وجهة نظر فى الحياة، وباتت تفرّق بين الجدع وابن الأصول من عدمه، كما أدركت أن المال ليس كل شىء. وعلى الجانب الآخر، لمست جدعنة «رضوان» فى الكثير من المواقف معها ومع والدتها، كما أنها احترمت الثرى حينما عرض عليها الزواج، لكن الاحترام لا يعنى الحب بالتبعية، لذلك أرى أن ما حدث برمته تطور طبيعى ومنطقى.
هل تحضيرك للشخصية التى نشأت فى بيئة شعبية استلزم نزولك للمناطق النائية لمشاهدة نماذج قريبة منها؟
- لم أجد داعياً لنزولى إلى مناطق شعبية، لأننى مقيمة فى مصر منذ سنوات كثيرة، وشاهدت كل أنماط البشر دون استثناء، كما أننى لا أصنّف «علا» كفتاة شعبية، لكنها تربّت فى بيئة مغلفة بالإطار الشعبى.
وكيف كان رد فعلك بعد تسريب أحد مشاهد المسلسل قبل عرضها عبر مواقع التواصل الاجتماعى؟
- شاهدت المشهد المُسرّب ولم أنزعج منه، لأنه مثّل جزءاً بسيطاً من الأحداث، والأعمال الناجحة دائماً ما تتعرض لمثل هذه الأفعال، لكننى لم أجد له أى أهمية وقت تسريبه.
ما رأيك فى ما أعلنه المخرج محمد سامى عن عدم تحبيذه فكرة إنجاب الزوج من أكثر من زوجة، لتسبب ذلك فى خلق عداوة بين الإخوة؟
- هذه مسألة نسبية تتوقف على طريقة التربية، لكنه وضع طبيعى أن تكون علاقة الأشقاء سوية، بحكم إقامتهم فى منزل واحد لسنوات وسنوات، لكن ذلك لا يعنى بالتبعية انعدام الحب بين الإخوة إذا كانوا من نفس الأب أو الأم.
على ذكر محمد سامى.. أتعتبرين كتابته سيناريو «البرنس» إلى جانب إخراجه العمل ميزة أم عيباً؟
- ميزة بكل تأكيد، لأننى أتحدث مع شخص واحد بما أنه الكاتب والمخرج، وبالتالى لا مجال لتعدّدية الآراء فى هذه الحالة، والحقيقة أن محمد سامى يملك ميزاناً حساساً فى كتابة الشخصيات، ولديه القدرة على رسم ملامح الأدوار بعناية فائقة، بحيث يعى جيداً كل شخصية «تقول إيه وماتقولش إيه».
وما رأيك فى ما يُثار عنه بأنه دائم الصدام مع نجمات أعماله التليفزيونية؟
- تعاونت مع محمد سامى فى فيلم «تصبح على خير»، ويُعد «البرنس» بمثابة ثانى تعاون فنى بيننا، والحقيقة أننى لم أتعرض لأى مشكلة أو أزمة معه، بل بالعكس، أود أن أشكره على ثقته فى «نور» لتجسيد شخصية «علا»، لأنه مخرج يحب ممثليه ويسعى لظهورهم على أفضل نحو ممكن، بغض النظر عن مساحة الأدوار، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، فهو يتعامل مع أى شخصية بدرجة الأهمية نفسها، كما كان مهتماً بكل الممثلين، سواء محمد رمضان أو أحمد زاهر أو روجينا أو صفاء الطوخى أو أحمد داش وغيرهم.
ألم يضعك هذا الوضع الاستثنائى تحت ضغط عصبى؟
- بكل تأكيد، ولكن «الواحد ياما عدّى عليه فى الشغل، واحنا بنبقى عارفين أن الضغط ده حاجة وقتية»، وأعود وأكرر أننى أتناسى أى تعب طالما أننى سعيدة بما أؤديه.
كيف تُقيّمين تعاونك الأول مع الفنان محمد رمضان؟
- سعيدة للغاية بتعاونى الأول معه، لأنه ممثل شاطر ومحترف، وجسّد شخصية «رضوان البرنس» بعناية بالغة.
ألم يُحذّرك أحد من التعاون معه فى ظل ما يتردّد عن تدخلاته فى السيناريو؟
- على الإطلاق، فهو ممثل محترف كما أشرت، ولا يتدخل فى عمل غيره، فربما يعطى رأيه فى تفصيلة مثلما أعطى رأيى تماماً، لكنه لم يفرض شيئاً علىّ أو على غيرى.
بحكم تعرّض «رضوان» للظلم على أيدى إخوته.. هل ترين أن تيمة الظلم مضمونة النجاح جماهيرياً؟
- هذه المسألة تتوقف على طبيعة القصة نفسها، فإذا كانت مُقدّمة بشكل درامى مُقنع، سيتقبلها الجمهور، حتى لو كانت قُدّمت من قبل، لكن إذا كانت بلا معنى أو «أكليشيه» فلن يحالفها النجاح.
متى تعرّضت «نور» للظلم فى حياتها؟
- مرات كثيرة لأن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، فبالتأكيد الإنسان يتعرّض للظلم على مدار سنوات عمره.
وهل تلجأين إلى الانتقام لاسترداد حقك؟
- من المستحيل أن ألجأ إلى الانتقام، لأنه ليس من طباعى أو سماتى الشخصية.
أخيراً.. ما رأيك فى المطالبات التى تدعو صناع فيلم «الرهينة» إلى تقديم جزء ثانٍ منه؟
- أرى أن طبيعة الفيلم لا تتحمّل تقديم جزء ثانٍ منه، إلا أن ظهور «إرينا إفانوفتش»، التى جسّدتها فى مشهد النهاية لا يعنى بالتبعية وجود جزء ثانٍ، لكن المخرجة ساندرا نشأت أرادت بعث رسالة مفادها أن الشر قد يتلون فى أشكال وألوان أخرى.