بقلم: القمص صليب إلياس الديك
قالوا أكتب عن البابا أو العيد .......؟
ولكون ذلك صعب على نفسي وقفت حيران ..وفوجئت بأن أمامي جبران فاستأذنته أن أقتبس منه ما بلإمكان فرحب بي وقادني إلى يسوع المصلوب لفداء الإنسان بلهفة قرأته فألهمني إلى هذا العنوان0 وإليك ما اقتبست بتصرف بقدر الإمكان
+اليوم تقود الذكرى أرواح المسيحيين المتأثرة بالجالس على كرسي مارى مرقس متنيحاً ..... محدقين بالمعلق على خشبة الصليب باسط ذراعيه أمام اللانهاية ناظر من وراء حجاب الموت إلى أعماق الحياة 0 فينزل الفلاسفة كهوفهم والمفكرون صوامعهم والشعراء أودية خيالهم صاعدين إلى الجلجثة أو جبل الصمت مصغين إلى المعلق يقول :( يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون)
+وتقف بنات أورشليم والنسوة المشغولات ( بحلي وحلل) العيد يشاهدون المرأة التي يجوز في نفسها سيف تحت الصليب واقفة وقُوف الشجرة اللينة أمام عواصف الشتاء
+أمام الفتيان والصبيان الراكضون مع تيار الأيام مع ( النت والفيس بوك ) فيتوقفون ليروا الصبية المجدلية تغسل بدموعها قطرات الدماء عن قدمي ذلك المنتصب بين الأرض والسماء0
+و في مثل ذلك اليوم من كل عام تستيقظ الإنسانية بيقظة الربيع وتقف باكيه لأوجاع الناصري ولكن لا تستدل ستائر هذا النهار حتى يعود كل هؤلاء ويكفنون أرواحهم بأكفان صرا عات حياتهم اليومية 0
أما الربيع فيظل مستيقظا مبتسماً حتى يصير صيفاً مذهب الملابس معطر الأذيال متأكداً بقيامه المصلوب وإرساله لبابا يعزى القلوب
+ الإنسانية امرأة يلذ لها البكاء .. طفله تتأوه أمام الطائر الجريح .. ترى يسوع الناصري مهاناً كالضعفاء مصلوباً كالمجرمين فتبكيه وترثيه وتندبه وهذا كل ما تفعله
+ منذ 21 قرن والبشر يعبدون الضعف بشخص يسوع ويسوع قوياً ولكنهم لا يفهمون معنى القوة الحقيقية في صمت يسوع ولا في صمت البابا ما عاش يسوع مسكيناً وخائفاً ولم يمت شاكياً بل عاش ثائراً وصلب متمرداً ومات جباراً وقام حياً كاسراً شوكة الموت ولغلبة لهاوية ماحقاً
+لم يتجسد يسوع ليهدم المنازل ويبنى من حجارتها الأديرة والكنائس ويستهوى الرجال الأشداء لحمل السيوف والحروب بدليل انتهاره لبطرس قائلاً ( رد سيفك إلى غمده) 0 بل جاء ليبث في فضاء هذا العالم خلاصاً وغفراناً وفداء معطياً روحاً جديدة قوية تقوض قوائم العروش المرفوعة على الجماجم وتسحق الأصنام على أجساد المساكين
+جاء ليجعل قلب الإنسان هيكلاً ونفسه مذبحاً وعقله كاهناً
هذا ما صنعه المصلوب وهذه هي المبادىء التي صلب لأجلها مختارً
ولو عقل البشر لوقفوا اليوم فرحين متهللين بالصليب وضعفه الذي أعطانا انتصارا
+ وأنت أيها المصلوب الناظر من أعالي الجلجثة السامع ضجيج الإثم الفاهم أحلام الأبدية أنت على خشبة الصليب المضرجة بالدماء أكثر جلالاً ومهابة من ألف ملك على ألف عرش في ألف مملكه بل أنت بين النزع والموت أشد من كل هؤلاء وأقوى بطشاً من ألف قائد في ألف جيش في ألف معركة . أنت وسط أصحاب السيوف وبين الجلادين أكثر حرية من نور الشمس وأن إكليل الشوك على رأسك هو أجل وأجمل من تاج بهرام والمسمار في يدك أسمى من صولجان المشترى وقطرات الدماء على قدميك أسني من قلائد عشترون فأنت ملك الملوك ومهوب على كل الألهه
+ مسامح هؤلاء الضعفاء الذين يرون الضعف في صليبك فينوحون عليك ولا يدرون كيف ينوحون على نفوسهم وأولادهم وتابعيهم
اغفر لهم لأنهم لا يعلمون أو لا يؤمنون بأنك صرعت الموت بالموت ووهبت الحياة لمن في القبور
وكيل المطرانية بإدفو _ أسوان