عرضت الحلقة 29 من مسلسل الاختيار، معركة الواحات التي وقعت في أكتوبر 2017، بعد استشهاد العقيد أحمد منسي ورجاله في كمين البرث بـ3 أشهر، واستشهد فيها 16 بطلًا من رجال الشرطة، بينما تمكنت الشرطة والقوات الجوية من القضاء على جميع العناصر الارهابية المشاركة في الحادث، وعلى رأسهم الارهابي عماد عبد الحميد الذراع الأيمن للإرهابي هشام عشماوي.
ومن بين شهداء الشرطة في الحادث، النقيب اسلام مشهور، وتعرض "الوطن" في التقرير التالي قصة الشهيد البطل، والذي جاء اسمه في لوحة البطولة والشرف التي أعلنتها وزارة الداخلية، وهي تنعى أبطال معركة الواحات التي وقعت في أكتوبر 2017، حيث استشهد هناك مع 15 ضابطًا ومجندًا، في مواجهة مع عناصر تكفيرية.
كان البطل الشهيد النقيب إسلام محمد مشهور، من قوة قطاع الأمن المركزي بمعسكر سلامة عبدالرؤوف، أو "خريج المدرعة" كما كان يلقب نفسه.
نشأ الشهيد، في كنف أب يعمل بالقوات المسلحة، حتى وصل إلى رتبة اللواء، فتأثر بوالده وانضباطه وبتعامله مع الناس واحترامهم له واحترامه لهم، وقرر الالتحاق بكلية الشرطة، وتخرج فيها.
والتحق بالعمل في قطاع الأمن العام، وكان توزيعه على قسم شرطة الزاوية الحمراء التابعة لمديرية أمن القاهرة "عامل الناس باحترام يا اسلام ومتظلمش حد".. كانت هذه نصيحة الأب لنجله الشهيد بعد تخرجه في الكلية، التي سار عليها وعمل بها حتى لقى وجه ربه الكريم.
وانتقل الشهيد للعمل بالأمن المركزي، والتحق بقطاع الشهيد سلامة عبدالرؤوف بالقاهرة، وشارك في عدد من المأموريات والمداهمات، التي أبلى فيها بلاء حسنا مع زملاءه.
على الجانب الآخر، كان الشهيد مسارعا في الخيرات حيث كان يخصص جزءً من راتبه مع زملائه بقطاع سلامة عبدالرؤوف، لكفالة الأيتام والتصدق بعد كل عملية أو مأمورية ناجحة لهم.
"ماما دي صاحبتي وحبيبتي".. كانت هذه العبارة على لسان الشهيد البطل، وهو يتحدث لخطيبته التي اختطفه الموت منها قبل زفافهما بـ3 أشهر.
كما كان بارا بأمه وكان يقول لها: "محدش هيحبنى فى الدنيا زيك أنت يا ماما"، وكان يداعبها بقوله: "أنت كده هتكلفينى كتير يا ماما عشان عيد ميلادك مع عيد الأم".
وبينما كانت الوقت يشير إلى ظهر الخميس 19 أكتوبر 2017، حيث كان من المقرر عودة الشهيد إلى المنزل، أجرى والده اتصالا به، أخبره أنه في القطاع وسيعود للمنزل بعد ظهر الجمعة 20 أكتوبر، وفي اليوم التالي، كان الشهيد من بين أبطال داهموا وكرًا إرهابيا لعناصر تنظيم داعش الإرهابي بالواحات.
واستشهد مبتسما، بعدما نطق الشهادتين، وتلقت والدته اتصالات من الجيران، الذين أخبروها باستشهاد البطل.
وتمكنت وزارة الداخلية، بالتنسيق مع القوات المسلحة من تتبع الارهابيين وتعقبهم، وتحرير الضابط المختطف محمد الحايس، والقضاء عليهم، ومن بينهم الارهابي عماد عبدالحليم مساعد الارهابي الهالك هشام عشماوي، كما أُلقى القبض على الارهابي الليبي عبدالرحيم المسماري، الذي قضت المحكمة العسكرية بإعدامه شنقا.