الأقباط متحدون | الفــجر العتيد.. القيـامة والمواعيد
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٤١ | الاربعاء ١٨ ابريل ٢٠١٢ | ١٠برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٣٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الفــجر العتيد.. القيـامة والمواعيد

بقلم- إبراهيم إفرايم | الاربعاء ١٨ ابريل ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

الموت مذهولاً حائرًا
صُنعتُ قويًا لا يُهزَمُ جبارًا عتيًا لا يُغْلَب.. من بدء الخليقةِ لا أقاوَم إلى انقضاء الدهر.. شوكتي لا تُكْسَرُ.. من قاومني غالبًا من تحداني هازمًا.

ملكٌ على عرش ثابت، على الأرواحِ مُتسلط.. الجميعِ مملكتي دخول صغارًا كبارًا أمامي مثول.. على العبد غيرَ مُشفق، غني أو ملك غير راحم.

لسطوتي لا حدود، ممتد ظلامي على الكل يسود.. غزوت أجيالاً سيدًا اقتحمت أزمانًا مُسيطرًا.. سوط الخوفِ أمامي ضاربًا سيف اللعنة بذراعي حاصدًا.

فجر بلا ضياءٍ يومَ مولدي، همس القدير بالخلاص واعد.. ظننتُ أنني بلا ندٍ وإذا بخروفٍ مُعد.. عقبه بالغدرِ أنا ساحق ولكنه لرأسي مُهشم ساحق.

طال الزمان، أنا متوج أنسي القدير وعده السابق.. بلا تمييزٍ الكلُ تحت عبائتي خاطف، أين موعد الخلاص؟ أم لم تعد مُباليًا؟.. يمينًا شمالاً ملكوتي ممتد، أين موعد ملكوتك متي وقت خلاصك؟

نجم أشرق مُعلنًا، اهتز عرشي، اضطرب ملكوتي.. نبواتُ النبيين في سمائي أبرقت، كلمات وموعد القدوس تحققت.. رأيت نهايتي قد اقتربت الخوف واللعنة أسلحتي فزِعتْ.

يومٌ حارت فيه نفسي.. يومٌ غامت فيه مملكتي.. ألنبيين غير صادقين؟ أم مُخلصًا آخر مُنتظرين؟ .. قاعدة مملكتي الخطية لذاك اليوم عينه مُشتهية.. تزينت بمسوحٍ ارتدت اللعنة الشقية.. إنني اليوم رداؤه في تلك الساعة أكونُ لباسه فوق رأسه أصير تاجه.

دقات رُعب على أبواب ملكوتي هادرة.. هالني من أستقبلُ.. راعني منظره.. غشاني هوله.. أباريء الحياة حشايا يسكن؟ أمن بوعد شوكتي يكسر اليوم جوفي يبتلعه؟.. ويلٌ ويلٌ ويلٌ.. أانتهت القصة؟ لا خلاص بعد؟ أنهاية الكلِ لخالق الكُل نهاية؟.

القبر صارخ مُتألم
أهِ يا سيد الحياة، أأنت عليّ ضيفًا نازلا؟.. أأوقد ظلامي لك ضيًا ساطعًا؟ أي ضيٍ لكَ مُرضيًا وضي الأزل منك هاربًا؟ أي وسعٍ فيَّ يكفيكَ وفسيح الكونِ لا يكفيك؟.

الأحياء هنا لا ينزلون يا خالق الحياة.. لما أنت هنا؟.. مسكنُ هوان أنا، قصر ظلامٍ شامخ يا باريء الضياءِ، لما أنت هنا؟.. صانع أبدأني يا من بلا صانعٍ مُبدئًا، لما أنت هنا؟.. أشرار فيما حولي نازلون يا من لا يساكنك الشرير، لما أنت هنا؟.. الساكنون هنا دومًا مكتوفون صامتون يا من حللت الأسير مُحررًا الأخرس مُتكلمًا، لما أنت هنا؟.

يامن وضعت أُسس الأرض، من وضعك هنا؟.. يا من تنسب لملائكتك حماقة، أي إثمٍ أتى بك إلى هنا؟ يا من لم تعرف خطية، أي خطية عرفتَ لتسكن هنا؟ يا من عيناكَ أطهرَ من أن تنظر الشر أي شرٍ عَمِلْتَ ليرسلوك هنا؟ يا قدوس يا قدوس يا قدوس، لماذا أنت هنا؟.

الساكنُ هنا لا يُنتزعُ، النازل الأسافل لا يخرجُ، من أمسكته لا أفرجُ عنه مُطلقًا، محكوم عليه حكم مؤبد.. ضيف، لا بل مقيم، لا مُهلة، لا فُسحة، لا رِجوع.

ماذا أصنعُ بكَ وأنت عليّ سيد لا نازلاً؟.. كيف أمسِكَكَ وأنا مِنْكَ مُمْسَكًا؟ كيف أحوطك وأنا بك من كلِ جهة مُحاطًا؟.. كيف؟ كيف؟ كيف؟..

كم تظل في حشايا قابعًا؟ أإلى أبدٍ؟ أم لحظة تظل هكذا بلا حراك ساكنًا؟.. أبوقت زمانك أم من الأزمانُ ضحكاتُكَ ساخرة؟.. ضاقت جدراني، لا تحتمل وجودك، أجبني أرجوك أرجوك.

فجأة لم يعد موجودًا، صرت فارغًا مشدوهًا.. أكفان موضوعة، منديل مربوط، أين هو؟ مني لم يعد ممسوكًا.. كيف خرج ومعه كنت مُتحدثًا؟ كيف حل وثاقه وعليه أُقمتُ ضامنًا؟ يالي من قبر، لن أعود يومًا قبرًا، صرتُ شاهدًا، ولقيامته معاينًا.

حجر آمنَ فعاين
صنعني الخالقَ يومًا، أن أُعاين مجده لم أصدق يومًا.. شكلني بأصابعه حجرًا أصمًا عن سماع صوته لم أكن أصمًا.. اختارني من دون جميع الأحجار لأوضع على قبر البار.

أحجرٌ مثلي عليه يغلقُ؟ أأصم مثلي جبروته يحجز؟.. من أنا لأقف أمامه؟ ضعيفٌ أنا أمام جلاله.. أأمام كلمته أصمدُ أم لهمس إرادته أعاند؟ بكلمةٍ صنعني، بلا إصبِعٍ يشجّني .

أوقفني جهلاء عليه حارسًا، وضعوني عليه مُراقبًا.. أصرتُ أكثر من الإنسان فاهمًا؟ أم من ابن آدم أكثر تعقلاً؟.. أمن عيناه تخترقان أستار الظلام أكون عليه مُراقبًا؟ أفاحص القلوب ومختبر الكُلى له أنا حارسٌ؟

عند الفجر آمنت به قبل أن يكون فيّ ضياءٍ بلا ضيٍ يبهر العيون.. عند موعدٍ سابقٍ محتوم أشرق الربُ مُزلزلاً الصخور.. مزامير الأقدمين تحققت.. قبور القديسين تفتحت.

بلا مُعينٍ رأيته واقفًا، من بين أنياب الموتِ خارجًا.. انتصبَ منتصرًا، من الأكفانِ مُتحررًا، المنديلُ نازعًا.. جسدٌ مُمَجد، بالجراح مُمَيز.. الموت أمامه هارب، القبر تحته ساجد.. أكفانه مُرتبة، منديل رأسه منفردًا واضعًا.
 
من مكاني سمعت صراخ الهاوية مولولة على كسرتها باكية.. رأيته رئيس سلطان الهواء مُجردًا، كل قواته هازمًا داحرًا.. رد كل مسلوبٍ من بين يدي القوي، أنهى سطوته للأبدِ، تاجه مُحطمًا.

نظر نحوي باسمًا، إلي كياني بروحه هامسًا.. اشتهى كثيرون أن يروا ما أنت ترى.. امكث هنا علامة إيمانٍ للورى. طوبى لمن آمن و لم ير.. كهمس ريح عابرة مر من خلالي عابرًا. من أنا لأوقف سيدي وكلمته لي آمرة.. طوباي حجر أصم؟ طوباي شاهدًا عاينت. طوباي برسالة حية آمنت.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :