حامد عبد الصمد
يا من تعشون في الكهوف و بؤر الظلام
بشرٌ من العصر الحجري لم يتطورُوا يخافون النور
كالخفافيش يحرقهم ضياه ...
-هو
يجلس في المقهى فاتحاً ساقيه على مصرعيهما
يمتص سيجاراً من نوعيةٍ رخصة إستعاره من مثيله الجالس بقربه
يترشف بقايا قهوةٍ رافقته يوماً كاملاً في ذاك المكان
حتى تورمت مؤخرته من كثر البروك كبروك البعير
يفركُ منخريه بإصبعه السبابة
و لا أريد أن أصف أشياء أخرى كي لا يتقيء القاريء
هذا الكائن الذي أصبح عقله في مؤخرته الضخمة
لم يجد بما يثرثر مع من حوله من مخلوقات لا شغل لهم
جعلوا من شخصي موضوع مجلسهم و كلٌ منهم يقول ما شاء
و لو سئلت أحدهم عن أمور دينه لن تجد جواب
-هي لا تهتم بأمور زوجها و أطفالها ، هي لا تهتم بجمالها و لا نظافة بيتها
لا تهتم بصلاتها و حجابها أصلاً تناست كالجميع أمور دينها
منذُ الصبح تهوم بين منازل الجيران تهوى الثرثرة و القيل و القال
تذهب لتقف عند باب المدرسة ساعةً أو أكثر ليس لإطمئنان على وضع الأطفال
بل لتغتاب فلان و تتحدثة عن فلانة
هي لا شغل لها منذُ أيام إلا الحديث عن محمد مربي الطفولة عابد الشيطان
تشربُ كأسين من الماء و تكاد تفقد حبالها الصوتية من شدة النباح
فتقول أنه يُربي الأطفال ضد تعاليم الإسلام هكذا قال زوجها المغوار و جارتها المتفيهقة
-زوجها المغاوار أمطر كل من يجلسُ قربه في الطاولة رشاتٍ من نتن فمه القذر
يعمل بدون وقود منذُ شهور كي يصد الناس عني ، هو كبقية من حوله من " رجال"
يقضون النهار في القيل و القال كزوجاتهم يشِنون الناس و لاشيء يعجبهم
- هو و هي تزوجا و أنجبا أطفالاً و بالنظر للوضع البائس الذي نحن فيه وغرقنا جميعاً في وحل ثقافة القاع بسبب كم النفايات البشرية التي تحيط بنا فإننا مقبلون على عصر الظلمات و الجاهلية و هؤلاء القوم المجرمين سيجرمون في تربية أطفالهم الأبرياء و هم يُعبّدون الطريق للسلفيين و أتباع الخلافة كي تكون لهم بيئة صالحة للنموا و الترعرع وسط أرضاً جدباء ينبتُ فيها الجهل بكل شيء بالحياة بالفن و بالأديان و المصير هو إنتاج أجيال مُدجنة على هيئة " ڨبي ڨبي " أو نسخ متعددة من الإنتحارين الجاهزين للموت في كل مكان أينما تشحنهم يمضون إن قالوا لهم الجنة في أوروبا ألقوا أجسادهم في البحر و إن قالوا لهم الجنة في سوريا فجرونا جميعاً .
هذا مستقبل أطفالكم يا من تتجسسون من بعيد ...الحساب مفتوح حتى تتلصصوا بكل حرية و سأكتب ما يمليه عليّ عقلي و نعم الوكيل ...