بقلم: د. أيمن زكريا
شاءت اراة الله ان ينتقل عنا ابونا الحبيب والغالى قداسة البابا شنودة ومصر كلها تمر بادق واحرج اوقاتها عبر كل تاريخها الطويل، كنا نحتاجة بشدة نحتاج حنانه وصلاته وحبه ومصر كلها كانت تحتاجه تحتاج حكمته واتزانه ومشورته ولكن هذه ارادة الله، فارقنا البابا ونحن ومصر كلها فى حاجة شديدة الية .
.ولكن ما يعزينا اننا نثق تماما فى انه يصلى لنا جميعا ويذكرنا جميعا ويحبنا جميعا وايضا نثق ان مصر ستبقى دائما فى قلبة غالية ومبارك
مازلنا مصدومون فى فراق البابا ومازلنا نفتقده جدا مازلنا نشعر احيانا انه مازال موجود وباقى بيننا ,,كثيرين منا كان ينسى ويبحث عنه على كرسية فى قداس ليلة العيد ولكنه للاسف لم يكن موجود ....مازلنا حتى الان نفاجى بان البابا رحل وانتقل عنا. و على قدر صدمتنا وحزننا لفراق البابا شنودة ايضا صدمتنا وحزننا على حال بلدنا الغالية مصر ، فمصر ايضا الان نحن نفتقدها نفتقد امان مصر نفتقد روح مصر نفتقد شخصية مصر .. لن أجتهد واحلل واتعمق كثيرا فى حالة مصر فيكفينى ما قالة رئيس الوزراء د/كمال الجنزورى مؤخرا ان احوال مصر تجاوزت مرحلة القلق واصبحنا فى خطر كبير على مستقبل هذا الوطن وهذا الشعب.
 
وهذه الظروف الحرجة والمقلقة تدعونا فى ان نفكر فى الظروف والاحداث التى سوف تواجة مبكرا البابا الجديد فور بداية فترة خدمته وكرازته
البابا الجديد الذى ننتظر منه ان يحبنا جميعا ويهتم بنا جميعا وينشغل بنا جميعا ونستمد منه الحكمة والاتزان والخبرة اليس من حقه علينا وواجبنا نحوه ونحن ننتظر ونطلب ونطالب منه كل هذا ان نهيى له الوقت والتوقيت المناسب لبداية خدمته وكرازته.
 
اشفق على البابا الجديد كثيرا ان نضعه فى مواجهة مباشرة مع كل هذه الاحداث الملتهبة والاطراف المتشابكة وجميعنا يعلم ان بابا الكنيسة الارثوذكسية مهما حاول الابتعاد عن هذه المعادلة السياسية المعقدة فهو طرف رئيسى وهام جدا وسيتم اقحامة برغبته او بدون رغبته فى الاحداث السياسية مع العلم انه من المحتمل والمسموح به ان يكون البابا الجديد راهب باحد الاديرة ترك العالم بمشاغله ومغرياته وتوجه الى الدير للصلاة والاقتراب من الله و يوجد لدية خبرة فى مثل هذه الامور الصعبة.
ولذلك فقد تقدمت باقتراح رسمى وجاد الى نيافة الانبا باخوميوس القائمقام البابا وطلبت منه تاجيل انتخابات البابا الجديد لمدة ستة اشهر او حتى اخر العام وهى الفترة المحددة لكتابة الدستور وايضا انتخابات رئاسة الجمهورية والتى نامل بعدهم فى ان تبدا البلاد فى الاستقرار وتعود مصر الى سابق استقرارها وهدوئها كعادتها على مر العصور .
 
وتاجيل انتخابات البابا لمدة ستة او ثمانية شهور ليس بالشى الغريب او المزعج فى تاريخ باباوات الاسكندرية فكثيرا جدا ما تم تاجيل انتخاب البابا 
فالبابا شنودة الثالث تم اختيارة لكرسى الباباوية بعد نياحة البابا كيرلس بثمانية شهور واسبوع وذلك فى ظل اللائحة 57 ، والبابا كيرلس السادس جلس على الكرسى البابوى فى 10/5/ 1959 اى بعد اكثر من عامين ونصف من نياحة البابا يوساب الثانى البطريرك رقم 115 فى تاريخ باباوات الاسكندرية والذى تنيح فى 13/11/1956 وايضا بعد عامين من اقرار اللائحة 57 التى مازلنا نعمل حسب لوائحها حتى الان.
 
ومن الاسباب الهامة ايضا التى قدمتها الى نيافة الانبا باخوميوس القائمقام البابا لتاجيل انتخاب البابا الجديد ان الاحداث السياسية المتوترة التى تشهدها مصر حاليا هى الشغل الشاغل لمعظم فئات الشعب وهى مسيطرة على اهتمام الكثيرين واخشى ان يؤثر هذا على معايير انتخاب الناخبين للبابا الجديد وبمعنى اوضح ان يهتم ويركز الناخبين فى اختيارهم للبابا الجديد على مقومات الخبرة والحنكة السياسية وسابق التجارب فى التعامل الاعلامى والشعبى على حساب الجانب الروحى والرعوى والعقائدى.
 
وايضا ولا اخفى عليكم ان الاداء المسئول والحكيم من نيافة الانبا باخوميوس القائمقام البابا والذى يقوم بدورة بمنتهى الخبرة والتعقل والاتزان جعلنا جميعا نشعر بالاطمئنان على ادارة شئون الكنيسة فى هذه المرحلة وهذا يدعونا الى عدم التعجل فى انتخاب البابا الجديد . وبصراحة اكثر ونحن مقبلين على انتخابات رئاسية شديدة الضبابية والتعقيد وقد يصاحب هذه الانتخابات اضطرابات وتوترات بالبلاد.
 والكنيسة ومهما حاولت الابتعاد عن هذه المعركة ولكن مع كم الاشاعات والادعاءات التى تصاحب الانتخابات, و كما سبق وذكرت , فان الكنيسة دائما يتم اقحامها كطرف وطرف هام فى هذه المعركة وذلك قد يعرضها للاختلاف والتوتر مع الاطراف المختلفة وهذا الاحتمال متوقع جدا حدوثة ولذلك فانه فى حالة حدوث هذه الاحداث قبل انتخاب البابا فان مع تنصيب البابا الجديد سيتم نسيان هذه الاحداث تماما والجميع بلا استثناء سوف يبدا صفحة جديدة مع البابا الجديد واما العكس فيدعونا لان نشفق على البابا الجديد من الدخول فى هذه الاحداث مبكرا  وفى بداية تولية المنصب .
 
اخوتى الاعزاء ... مع تاجيل انتخابات البابا لفترة نكون قد جنبنا وعبرنا بالبابا الجديد فوق هذه الاحداث المقلقة والشائكة وهذا واجبنا وحقة علينا 
اخوتى الاعزاء اثق تماما ولدى قناعة تامة بان اختيار البابا الجديد هو اختيار الله ولكن هذا لا ينفى ويتعارض ابدا مع اعمال العقل الذى هو من الله ايضا 
اخوتى الافاضل ادعوكم جميعا الى الاهتمام بدعوتى واقتراحى وادعوا ايضا اصحاب الغبطةوالنيافة اعضاء المجمع المقدس والسادة اعضاء المجلس الملى لتقبل كل الاراء بمرونة وهدوء وسعة صدر.
وفى النهاية كل الدعوات والامنيات ان يحفظ الله مصر والكنيسة ويبارك الله اختيار الراعى الامين البابا الجديد.