كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
تحتفل الكنائس الكاثوليكية بمصر، اليوم الأربعاء بعيد تذكار مار أوغسطينس رسولا لانجلترا ومطران كنتربري، وفي إطار المناسبة نشرت الصفحة الرسمية للكنيسة السيرة الذاتية للقديس وجاءت :
ولد القديس اوغسطينس يوم 13 نوفمبر عام 534 في مدينة روما ، ان القديس غريغوريوس الكبير قبلما رفع إلى الكرسي البطرسي الروماني كان قد عزم أن ينطلق إلى أقوام انجلترا الذين كانوا وثنيين لكي يضئ لهم بنور الانجيل ويهديهم إلى الإيمان بالمسيح . ولكن أهل روما لم يتركوه أن يفارقهم . فلما حصل في مرتبة الرياسة العامة على الكنيسة المقدسة باشر هذا العمل السامي . فاختار راهباً من دير القديس اندراوس اسمه اوغسطينس وعمد ان يرسله مع رهبان آخرين إلى بلاد الانجليز ليبشرهم بالانجيل أولئك القوم الوثنيين وينيروا لهم بأشعة إيماننا المقدس فسلحهم بغيرة وشجاعة وسرحهم إلى محاربة ملك الظلمات عدو الجنس البشري . وكانوا فارحين بالرجاء الذي كان لهم في هداية أمة جديدة إلي يسوع المسيح وبنوال اكليل الاستشهاد ، وبعدما سار هولاء المرسلون مدة ايام ضعفت شجاعتهم فعيوا الامر وارادوا أن يرجعوا .
فارسلوا مقدهم اوغسطينس إلى القديس غريغوريوس البابا ليطلب الأذن لهم بالرجوع لأنهم ليسوا بقادرين أن يتكلفوا هذا العمل لعدم معرفتهم طباع أولئك القوام الوحشيين ولصعوبة تعلمهم لغتهم ولخوفهم إن أتعابهم لا تجدي نفعاً فاما البابا فلم يرد أن يسمح لهم بالرجوع فكتب لهم رسالة وبعثها مع رئيسهم اوغسطينس . فيها يحثهم على اتباع رسالتهم ويشجعهم بقوة العناية الإلهية على مقاومة جميع الموانع التى كانوا يخافونها ، فلما قرأ الرهبان المرسلون تلك الرسالة أخذوا بالحزم وواصلوا سفرهم بشجاعة . فأوصلهم الله سالمين إلى جزيرة ثانت الواقعة في شرقي بلاد كنت وكان ذلك سنة 596 وكان عددهم اربعين رجلاً مع المترجمين الذين اخذوهم معهم من فرنسا ، ولما وصلوا أرسل اوغسطينس يقول لآثلبرت ملك بلاد كنت : اننا جئنا من مدينة روما جالبين إليك بشارة سعيدة من قبل الله بمملكة ابدية فبعث الملك خبراً غلى المرسلين أن يمكثوا في تلك الجزيرة وأمر أن يقدم لهم كل لوازم المعيشة إلى أن يأتي بنفسه إليهم ، وبعد ايام جاء هذا الملك إلي جزيرة ثانت وطلب أن يري المرسلين . فاجتمع هولاء الرهبان وأتوا إلي الملك حاملين الصليب ويرتلوا ترانيم دينية . ولما مثلوا أمام الملك وعظوه بكلمة الحياة ( الانجيل ) فسمع لهم باصغاء وسمح لهم أن يكرزوا بين رعيته ، وعين لهم راتباً لقيام حياتهم الجسدية .
فشرعوا حينئذ بالوعظ بانجيل يسوع المسيح وكانوا منعكفين على الصوم والصلاة والسهر وسائر أعمال التقشف وكانوا يجتمعون في كنيسة كان البريطانيون قد بنوها على اسم القديس مرتينس وكانت قد تركت . وهناك صاروا يقربون الذبيحة الإلهية ويخدمون الاسرار ويبشرون بكلمة الله . فنجحت رسالتهم واهتدي الملك آثلبرت وعدد كبير من أهل مملكته إلى الإيمان واعتمد عشرة آلاف نفس في نهر التايمز . ولما راى اوغسطينس تلك المبادئ الناجحة انطلق إلي فرنسا ورسم هناك اسقفاً . ثم رجع إلى بريطانيا وثبت كرسي اسقفيته في مدينة كنتربري فصار القديس اوغسطينس أول اسقف لمدينة كنتربري . ثم انه ارسل اثنين من رفاقه إلى مدينة روما يخبران البابا غريغوريوس بنجاح رسالتهم ويطلبان منه فعلة آخرين لأن الحصاد كان كثيراً والفعلة قليلين لا يكفون للرسالة . فلما سمع البابا ذلك فرح فرحاً عظيماً وارسل مع الرسولين رجالاً غيورين للتبشير مع اوغسطينس ورفاقه . وبعث معهم كل ما كان لازماً لخدمة الكنائس ولخدمة الأسرار كالاواني المقدسة والثياب الكهنوتية . وأمرهم أن لا يدكوا هياكل الأوثان بل أن يطهروها بالماء المبارك ويجعلوها كنائس .
وكانت أعمالهم هناك لا تزال متقدمة في سبل النجاح حتى ان اصنام بلاد الانجليز دكت بأجمعها وانتشرت المسيحية بمعجزات باهرة . فكتب البابا غريغوريوس رسالة إلى القديس اوغسطينس يهنئه هو روفاقه على النجاح العظيم وسمح له أن يرسم اثني عشر اسقفاً ويكون هو مطراناً رئيساً عليهم . وعمل هذا القديس معجزات مختلفة من ذلك انه رد البصر لأعمي أمام الناس وقضي حياته في هذه الأعمال الرسولية إلى أن توفاه ربنا يسوع المسيح يوم 26 مايو 604 م . ودفن في كانتربري ، في الدير المخصص للقديسين بطرس وبولس والذي سمي اليوم باسم القديس أوغسطين . فلتكن صلاته وشفاعته معنا دائما.