سليمان شفيق
كر وفر بين حفتر والوفاق وخوف من سورتة الصراع
على خط الأزمة الليبية تأخذ التطورات وثيرة متسارعة. فمع توجه أنقرة لتقديم دعم عسكري لحكومة الوفاق، يأتي ذلك فيما كشفت مصادر تركية مطلعة لوكالة رويترز بأن تركيا تدرس إرسال مقاتلين سوريين متحالفين معها إلى ليبيا، يحدث ذلك وسط وسط اتهامات امريكية لروسيا بأرسال طيران الي قوات حفتر
ولازال الكر والفر بين قوات حفتر ومليشيات الوفاق حول طرابلس بين سقوط بعض المواقع الاستراتيجية من حفتر ثم استعادتها مرة اخري ، في صراعات غير ثابتة الملامح عسكريا وسط قلق كبير من القوي الاوربية والدولية .
من فرنسا أبدى وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان الأربعاء أسفه لـ"سَوْرَنة" النزاع في ليبيا حيث انخرطت روسيا وتركيا في الحرب الأهلية الدائرة في هذا البلد، داعياً طرفي النزاع للعودة إلى طاولة المفاوضات."
وقال لودريان أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي إنّ "الأزمة تزداد سوءاً لأنّنا --وأنا لست خائفاً من استخدام الكلمة-- أمام +سورنة+ لليبيا".
وتشهد ليبيا فوضى وصراعاً منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. وتتنازع السلطة في هذا البلد حكومتان: حكومة الوفاق
الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة ومقرّها في طرابلس وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها المشير خليفة حفتر الذي يشنّ منذ أكثر من عام هجوماً عسكرياً واسع النطاق على طرابلس.
وأضاف الوزير الفرنسي أنّ "حكومة الوفاق الوطني مدعومة من تركيا التي تجلب إلى الأراضي الليبية مقاتلين سوريين بأعداد كبيرة، بآلاف عدّة".
وتابع "من جهة أخرى، جهة حفتر، (الأمر نفسه يحصل ولكن) بدرجة أقلّ، لأنّ عديد القوات أقلّ، هناك روسيا التي تجلب بدورها مقاتلين سوريين" لدعم معسكر حفتر.
وفي مطلع مايو الجاري أكّد تقرير أممي وجود مرتزقة في ليبيا تابعين لمجموعة فاغنر المعروفة بقربها من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبحسب حكومة الوفاق فإنّ مئات من العناصر التابعين لهذه المجموعة الأمنية موجودون حالياً في ليبيا.
وأتى تصريح لودريان غداة إعلان القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا أنّ روسيا أرسلت إلى ليبيا مؤخّراً مقاتلات لدعم المرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب حفتر، في اتّهام لم تعلّق عليه موسكو حتّى اليوم.
وشدّد الوزير الفرنسي على خطورة الوضع في ليبيا الواقعة قبالة السواحل الجنوبية لأوروبا.
وقال "لا يمكننا أن نتصوّر نزاعاً من هذا النوع: +سورنة+ على بُعد 200 كلم من السواحل الأوروبية"، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر يهدّد "أمننا وأمن الجيران، بمن فيهم تونس والجزائر".
وطالب لودريان طرفي النزاع الدائر في ليبيا باحترام اتفاق برلين المبرم في يناير والذي ينصّ على العودة إلى وقف لإطلاق النار واستئناف العملية السياسية.
وقال "يكفي تنفيذه (الاتفاق)، ومن ثم احترام حظر (الأسلحة المفروض على ليبيا)، وبعدها انسحاب القوات الأجنبية" من هذا البلد.
ولفت لودريان إلى أنّه سيبحث الوضع في ليبيا مع نظيره الإيطالي الأسبوع المقبل في إيطاليا.
ويحظى حفتر بدعم من مصر والإمارات والسعودية وروسيا، في حين تحظى حكومة الوفاق بدعم من تركيا التي ساعدت طائراتها المسيّرة ومنظوماتها الدفاعية قواتها على تحقيق انتصارات هامة في الأسابيع الأخيرة.
وعلى الرّغم من أنّها تنفي ذلك، إلا أنّ فرنسا متّهمة بدورها بدعم حفتر.
أبدت الأمم المتّحدة الأربعاء "قلقها البالغ" إزاء الأنباء الواردة من ليبيا بشأن "تدفّق هائل للأسلحة والمعدّات والمرتزقة" على طرفي النزاع الدائر في هذا البلد، مناشدة الدول احترام الحظر الأممي المفروض على إرسال أسلحة إلى الدولة الغارقة في حرب أهلية طاحنة.
وقال المتّحدث باسم المنظّمة الدولية ستيفان دوجاريك للصحافيين "نحن نتابع بقلق بالغ التقارير الأخيرة حول تدفق هائل للأسلحة والمعدات والمرتزقة دعماً لطرفي النزاع الليبي".
وأتى تصريح المتحدّث الأممي خلال مؤتمره الصحافي اليومي ردّاً على سؤال بشأن ما أعلنته القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا الثلاثاء من أنّ روسيا أرسلت إلى ليبيا مؤخّراً مقاتلات لدعم المرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب الرجل القوي في شرق البلاد المشير خليفة حفتر.
وإذ لم يشِر مباشرة إلى هذا الاتهام الأميركي لروسيا، حذّر دوجاريك من أنّ أيّ إرسال لأسلحة أو عتاد أو مرتزقة إلى ليبيا "يشكّل انتهاكاً صارخاً لحظر الأسلحة" المفروض على هذا البلد منذ2011 .
وأضاف "ندعو جميع أعضاء المجتمع الدولي إلى احترام حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة ودعم تنفيذه بالكامل".
وأقرّ المتحدّث الأممي بأنّ المعلومات الواردة بشأن حصول انتهاكات لهذا الحظر "سجّلت زيادة كبيرة في الأسابيع القليلة الماضية، إذ تمّ الإبلاغ عن عمليات نقل (للأسلحة) شبه يومية عن طريق الجوّ والبرّ والبحر".
وحذّر دوجاريك من أنّ "هذه الزيادة في انتهاكات حظر الأسلحة لن تؤدّي إلا إلى تكثيف القتال، مما سيؤدّي إلى عواقب وخيمة على الشعب الليبي".
وبحسب "أفريكوم" فإنّ مقاتلات روسية حطّت أولا في سوريا حيث "أعيد طلاؤها لتمويه أصلها الروسي" قبل أن تقلع مجدّداً إلى ليبيا. غير أنّ موسكو، التي تنفي باستمرار أي تورّط لها في النزاع الليبي، رفضت التعليق على هذه الاتهامات الأميركية.
وتشهد ليبيا فوضى وصراعاً منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. وتتنازع السلطة فيها حكومتان: حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة ومقرها في طرابلس وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها المشير خليفة حفتر.
وتفاقم النزاع عندما شنّ حفتر، المدعوم من مصر والإمارات والسعودية، هجومًا على طرابلس في أبريل2019 .
وتحظى حكومة الوفاق بدعم تركيا التي ساعدت طائراتها المسيّرة ومنظوماتها الدفاعية قواتها على تحقيق انتصارات هامة في الأسابيع الأخيرة.