هانى دانيال
لست من هواة التهويل أو التهوين مما يحدث حولنا بسبب #كورونا، ولكن المعركة الأكبر حاليا هى "الوعى" والانتصار للإنسانية، بعيدا عن التغنى بإنجازات الحكومة أو انتقادها.
منذ بداية الأزمة سجلت موقفي فى مارس الماضي، خاصة وأن تقديرات الدول الأوروبية كانت واضحة منذ البداية، مثلا فى ألمانيا توقعت المستشارة انجيلا ميركل إصابة 60 %- 70% من الألمان، وبعد اتخاذ خطوات احترازية وحظر جزئي، واعتماد بيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية كمصدر رئيسي للأرقام، عادت ألمانيا تدريجيا للحياة الطبيعية ولكن بعد تسجيل 182,452 ألف إصابة و8,570 وفاة، ومع ذلك عادت مؤخرا لتشير إلى أن ألمانيا لا تزال فى بدايات الجائحة وليست الذروة، والتأكيد على ضرورة متابعة الحد الأقصى لمعدل الإصابة الجديد والبالغ 50 حالة و35 حالة في بعض الولايات لكل مئة ألف نسمة، وهو الحد الذي يلزم اتخاذ آليات طوارئ في حال تجاوزه.
فى مصر، المسئولية متأرجحة بين وزارة الصحة ووزارة التعليم العالى، وربما يتم إصدار بيان رسمي يومي من وزارة الصحة ولكن بشكل لا يتماشي مع رسالة الحذر المطلوب توصيلها للمواطن، وإنما محاولة طمأنة المجتمع بتزايد حالات الشفاء تزيد من التعامل مع الموقف بمزيد من التهوين.
وإذا كانت وزارة التعليم العالى تكشف عن ذروة الأعداد خلال أسبوعين فهذا غير دقيق قياسا بالتجربة الألمانية التى تحتل المركز الثامن عالميا، ومع ذلك تري أن الذروة لم تأت بعد، أو حتى البرازيل التى أصبحت ثانى أكبر دولة عالميا بتسجيل 419,340 إصابة و 25,945 حالة وفاة، بعد أن اتبعت خطابا هادئا للتخفيف من الأزمة، حتى تفاقمت الأعداد بشكل رهيب
الذروة لم تأت بعد، والمخاوف من الموجة الثانية فى أوروبا حاضر وبقوة، وبالتالى أرى ضرورة فى البدء بتشييد مستشفيات ميدانية فى أسرع وقت، مع اتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير خدمات القطاع الصحي، وفض الاشتباك بين وزارتى الصحة والتعليم العالي، إلى جانب اتخاذ قرارات صارمة تخص تقليل حركة المواطنين والحفاظ على التباعد الاجتماعى، حتى يتم تقييم الموقف مرة آخري فى منتصف يونيو.
الانشغال بتصفية الحسابات والتلكؤ فى تشييد المستشفيات الميدانية يزيد من ارتفاع نسب الوفيات وانهيار المستشفيات الحكومية، وتأثر معنويات المجتمع فى مواجهة الجائحة، الحساب قادم ولكن بعد الانتصار للإنسانية.