بالفيديو.. أزمة كورونا تصعد بأسعار الذهب.. خبير: شراؤه حاليا خطر.. ومحلل اقتصادي: الملاذ الآمن

تعصف أزمة فيروس كورونا بالعديد من الجوانب في المجتمع، وتفرض واقعا جديدا على جميع سكان العالم، في جميع المجالات سواء السياسية أو الاجتماعية، أو الاقتصادية، خاصة مع اقتراب أعداد الإصابات من 6 ملايين إصابة، وأكثر من 360 ألف حالة وفاة.

 

وفي مجال الاقتصاد، أسفرت الأزمة عن خسارة ملايين الوظائف، واغلقت الكثير من المصانع والشركات والمحال، إلا أن مجال الذهب كان له شأن آخر، حيث هناك مبدأ اقتصادي معروف، أنه عندما ترتفع المخاطر، يلجأ الناس إلى الاستثمار في الملاذات الآمنة التي تحمي قيمة أموالهم ومدخراتهم، والذهب أحد أشهر هذه الملاذات الآمنة، وبالتالي فقد تسبب ذلك في ارتفاع أسعار الذهب خلال هذا العام، وتقديم أداء جيد.

 

ويقول نور الدين محمد، رئيس مجلس إدارة شركة تارجت للاستثمار، إنه في الأزمات بصفة عامة، يكون الاتجاه العام ناحية المعادن الثمينة، خاصة الذهب، لأنه يعتبر المعدن المستخدم في التحوطات المالية ضد التقلبات السوقية، وهذا ظهر جليا في الشهور الأخيرة بسبب فيروس كورونا.

 

وأضاف "محمد"، أن طباعة العملات التي تقوم بها بعض الدول تؤدي إلى التضخم، وهذا التضخم يؤثر على القيمة السوقية للعملات، ما يؤدي إلى ارتفاع قيمة أسعار الذهب، وبالتالي فإن المستثمرون يلجأون إلى شراء الذهب للحفاظ على أموالهم.

 

وأشار رئيس مجلس إدارة شركة تارجت للاستثمار، في تصريحات لقناة "سكاي نيوز عربية"، إلى أن شراء الذهب حاليا يعتبر مخاطرة، لأن السيولة موجودة بشكل كبير، موضحا أن الذهب لن يصل إلى ثلاثة آلاف دولار للأوقية كما زعمت بعض التقارير لأن فتح الاقتصاد في الكثير من الدول سيخفض من قيمته، وفتح الاقتصاد لابد وأن حدث لأنه إذا لم يحدث سوف يتعرض العالم لكارثة كبيرة جدا لن يتحملها.

 

وأوضح أنه إذا تم فتح الاقتصادات، فإن الاتجاه العام لن يكون ناحية الشراء بل ناحية البيع.

 

وعن الأوضاع في الهند، والتي تعتبر السوق الأول لشراء الذهب، فقد قال "محمد"، إن الركود فيها بسبب توصيل الطلبيات والانكماش الاقتصادي الذي حدث، وهو ما يقلل حجم الطلب على الذهب، مشيرا إلى أن رفع سعر الذهب سببه شراء صناديق الاستثمار للذهب.

 

أما وليد أبوسليمان، الخبير الاقتصادي، فيرى أن الذهب هو الملاذ الآمن للمستثمرين حيث أن الاستثمار في الذهب هو أسهل طريقة لديهم، والجميع ييمكنهم الاستثمار في الذهب في ظل عدم الرؤية الواضحة لدى الجميع، كما أصبح هو الملاذ الآمن في هذه الأوقات.

 

وأشار "أبوسليمان" إلى أن المصارف المركزية مؤخرا استثمرت في الذهب، مثل روسيا، التي بنت محفظة مهمة من الذهب، كما أن الصين أيضا رفعت احتياطياتها من الذهب وبعض البلدان الأوروبية، ولكن روسيا الآن توقفت عن شراء الذهب من خلال المصرف المركزي. 

 

ولفت الخبير الاقتصادي، إلى أنه في ظل أزمة كورونا، فإن شراء الذهب يعتبر ملاذًا آمنا حاليا، ولكن من منظور الاستهلاك وصناعة المجوهرات فإن هذا القطاع تضرر جدا، ولكن في ظل الركود العالمي سيبقى الطلب على الذهب مرتفع، ولكن بعد رفع القيود قد تنخفض مرة أخرى.