كشفت دراسة علمية أن مشاعر الحب نحو أبناء الجنس ذاته يمكن أن "تصيب" أفضل صديق للإنسان، فتجعله هائماً بالحبيبة ليشكو آلامه بالعواء نحو القمر، وأظهرت أيضا علاقة هرمون الأوكسيتوسين في العلاقة بين الكلاب وأصحابها؟
شعور مرّ به أغلب البشر بالتأكيد حين تكابد الفؤاد آلام العشق. لكن هل تعشق الحيوانات أيضاً. قد يكون الشاعر العربي قد تنبه قديماً إلى ذاك حين قال "أحبها وتحبني.. ويحب ناقتها بعيري". لكن ما هو الحال لدى أفضل صديق للإنسان: هل يمكن للكلاب أن تشعر بالهيام أيضاً؟ عن ذلك تقول الطبيبة البيطرية كارين أوبليت (56 عاماً) من مدينة هامبورغ الألمانية: "نعم يمكنها أن تفعل ذلك! لكن السبب لا يعود إلى ارتباط عاطفي، وإنما للغريزة من أجل المحافظة على النوع".
تكون أنثى الكلب مستعدة للتزاوج مرتين في العام، وفي الأغلب بالربيع والخريف. وخلال هذه الفترة تكون رائحة الكلبات مكثفة للغاية وجذابة لدرجة أنها يمكن أن تدير رؤوس الذكور. العلامات التي تتركها أنثى الكلب من خلال تبولها يمكن أن "تعبث" بالتركيبة الهرمونية لأي كلب.
وتضيف البيطرية الألمانية لصحيفة "بيلد" الألمانية: "حين يشم الذكر هذه الرائحة المكثفة فإنه ينسى كل "انشغالاته" الأخرى، وتبقى في ذهنه "أولوية" واحدة فقط: كيف يمكنني الوصول إلى هذه الحبيبة؟ وليس من النادر أن تصاب الكلاب باضطراب جراء ذلك، لتدور بلا هوادة في المنزل دون هدف وتشكو آلامها للقمر بالعواء".
من جانبه يقول الدكتور مارك بيكوف، أستاذ سلوك الحيوان وعلم الأخلاقيات المعرفية وعلم البيئة السلوكي في جامعة كولورادو: "بالطبع. إن عرّفنا الحب كعلاقة انهماك طويلة الأمد، بمعنى الحزن عند الفراق والسعادة باللقاء مجدداً والرعاية المتبادلة وإنجاب الصغار وتربيتهم، فيمكننا أن نتحدث بالطبع عن حب غير بشري لدى الحيوانات أيضاً".
ويضيف الدكتور بيكوف لموقع "فايس" الألماني بالقول بأننا لو عرّفنا الحب بمعنى علمي أكثر، فإن الخبراء يتوصلون إلى نفس النتيجة، موضحاً: "على الرغم من وجود دراسة مؤكدة بعد، إلا أن هناك الكثير مما يوحي بأن هرمون الأوكسيتوسين له تأثير إيجابي على مزاجنا وعلاقاتنا".
كما توصل باحثون بحسب الموقع الألماني أيضاً إلى أنه عندما يجتمع الإنسان والكلب، يطلق كلاهما المزيد من هرمون الأوكسيتوسين، الذي يُطلق عليه أيضاً "هرمون الدلال". وهذا هو الحال أيضاً عندما تلتقي الكلاب، وفقاً لدراستهم المنشورة مؤخراً في مجلة الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم.
ويقول الباحثون في دارستهم: "يعزز الأوكسيتوسين الدوافع الاجتماعية للتوجه والتقرب إلى الكلاب الأخرى ومع والشركاء من البشر، مما يشكّل الأساس لتطوير أي شكل من أشكال العلاقة الاجتماعية المستقرة". ويتزايد توزيع الأوكسيتوسين أيضاً "عندما تكون الكلاب مع أصحابها من البشر".
تماماً كما هو الحال لدى البشر، فلا تحتاج الكلاب إلى رسوم بيانية توثق إطلاق هرمونها، لمعرفة بأن ما تشعر به هو الحب ليس إلا. في هذا السياق يقول بيكوف: "إنه شعور جيد حتى لدى الكلاب أيضاً أن تكون في علاقة إيجابية".