محرر المنيا
طرح القطاع الثقافي لجمعية القاهرة الخيرية الأرمنية العامة، البرومو الدعائي لأحدث إصداراته وهي رواية "الباشا" للكاتب الروائي سمير زكي، والتي تصدر بدعم من صندوق "ساتينج شاكر" التابع للجمعية، والذي يهتم بإصدار الكتب التاريخية والثقافية والفنية المهتمة بالتاريخ الأرمني ورواده ممن أسهموا في التاريخ المصري والعالمي، وبلغت إصدارتها حتى الآن ما يقارب المائة إصدار منذ عام 1995.
رواية "الباشا" هي أحدث الإصدارات الشيّقة التى تعرض حِقبة من التاريخ المصري عمومًا والأرمني خاصة؛ حيث تتناول في أسلوب سردي مُلهم فترة من أزهى فترات الحكم المصري ألا وهي فترة حكم محمد علي باشا ومَن خلفه مِن حكام، وذلك من خلال تسليط الضوء على مجموعة من موظفي المَعِيَّة السنية الذين عملوا تحت إمْرَة نوبار باشا متناولين تاريخ حياته الحافل بالإنجازات التي ساهمت في تغيير شكل السياسة المصرية وقتها بشكل عام.
ونوبار باشا شخصية لا يختلف عليها أحد فى أنه بذل من جهده وعرقه وحياته في سبيل خدمة الأسرة العلوية ما يقارب الستين عامًا دون كلل أو ملل، وكان مثالًا للموظف المجتهد المخلص الذي قدم الغالي والنفيس من أجل رفعة شأن اللواء المصري عاليًا، وله مواقف مشرفة داخل البلاط العلوي والتاريخ المصري لا يمكن أن تُمحى من ذاكرة الزمان حتى وإن حقد الحاقدون ومكر الواشون إلا أنه كان دائمًا ثابتًا على مبادئه التي تشرَّبها من خاله باغوص بك يوسفيان وزير التجارة الافرنجية في عهد عزيز مصر محمد علي باشا.
وصرح الدكتور فيكن جيزماجيان رئيس الجمعية بأن هذا العمل هو التعاون الأول مع الكاتب الروائي والمخرج السينمائي سمير زكي من خلال إصدار رواية "الباشا" التى تتناول حياة نوبار باشا أول رئيس نظار لمصر في ذلك الوقت، وأشاد بالمجهود المبذول في الرواية من تجميع المادة التاريخية التى أجاد «زكي» في صياغتها بأسلوب متقن وحبكة فريدة من نوعها؛ حيث يشاهد القارئ فيلمًا سينمائيًا داخل أروقة الكتاب مما شجع إدارة الجمعية على دراسة تحويل هذه الرواية إلى عمل درامي خلال الفترة المقبلة كى تصل إلى أكبر قدر من الشغوفين بالتاريخ الأرمني الذى يعتبر جزءًا لا ينفصل عن تاريخ مصر .
ونوه السيد فيكن إلى أن وجود الأرمن ضاربٌ في تاريخ وعمق الشعب المصري منذ أيام الدولة الفاطمية إلا أنه كان يظهر ويختفي على الساحة المصرية تبعًا للظروف المحيطة ألا أن فترة حكم الأسرة العلوية كان شاهدًا على ظهور الأرمن بشكلٍ ملفتٍ داخل فسيفساء الشعب المصري مما نسج تضافرًا قويًا صَعُب أن يمحوه الزمان أو أن يأتي عليه بأى شكل من الأشكال. ولا يستطيع أحد أن ينسى جهود الشعب المصري في احتواء ضحايا الشعب الأرمني وقت المذابح الحميدية بدءًا من عام 1896 وحتى 1915 حيث فتحت أرض النيل الخصيب ذراعيها واحتضنت الهاربين الفارين من الإبادة البشعة، وانتشر الأرمن في ربوع مصر ينهلون من خيرها ويتآخون مع شعبها مقتسمين معه لقمة العيش وسبل المعيشة حتى يومنا هذا.
رواية «الباشا» هي العمل الروائي الأول الذي تصدره الجمعية عن طريق دعمها الثقافي من خلال صندوق "ساتينج شاكر". والجمعية هى إحدى ذخائر باغوص باشا ابن نوبار باشا الذى قام بتأسيسها عام 1906 لرعاية الشأن الأرمني في مصر والعالم.