كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
ترأس الأنبا باخوم، النائب البطريركي لشئون الايبارشية البطريركية الكاثوليكية بمصر، احتفال عيد دخول العائلة المقدسة لمصر، في احد مواقع المسار المقدس، التابع للكنيسة القبطية الكاثوليكية، بالمطرية، وشاركه في القداس الإلهي الأب جورج سليمان راعي الكنيسة، وعدد من الشمامسة بدون حضور للشعب، نظرا للظروف الراهنة.
ونشرت الصفحة الرسمية للكنيسة نص كلمته خلال القداس، وجاءت :
سلام ومحبة فى الرب يسوع
نحتفل اليوم بعيد دخول العائلة المقدسة لمصر، على كلمة ملاك الرب ليوسف "قم وخذ الطفل وامه واهرب الى مصر لان هيردوس يرغب فى قتله". نعم بعد رحيل المجوس من عند الطفل، بعد النبؤات ومظاهر الملك الذى يعلنوه على الطفل. بعدها تبدأ المحن والصعوبات، هيرودس يرغب فى قتل الابن، وبالفعل قد قتل ابناءه لكى لا يصعدوا للسلطة.
امر معتاد فى الكتاب المقدس : شاول يرغب فى قتل داود فيهرب داود، يظهر ملاك الرب ليربعام ويقول له ان يهرب الى مصر لان سليمان يرغب ان يقتله، وها هو الطفل مدعو ان ينزل الى مصر.
يقول القديس متى وهكذا تتحقق كلمة هوشع النبى "من مصر دعوت ابنى". ابنى هنا تعود على الشعب. الشعب هو هذا الابن الذى دعاه الرب من مصر ليخرج ويختبر التحرر.
وها هو الابن هو أيضا مدعو ان ينزل الى مصر وان يخرجه منها الله الاب، تسبق لما سيفعله معه على الصليب.
كيف؟ ماذا يعنى هذا؟
مصر كلمة بالعبرية تعنى "مزرائيم" وهى تعنى بالعبرية الضيق، او الشدة، الالم او المحنة.
مصر كانت لليهود ولشعب الله عاماً مكان خارج عن سلطتهم، خارج عن حدودهم، ابداً ما استطاعوا ان يخضعوها. مصر كانت بالنسبة لهم تذكار للعبودية، للسخرة، للالم فعلاً مصر كانت بالنسبة للشعب مكان الغربة.
ولكن كانت فى عينى الرب المكان الآمن لانها بالفعل بعيدة عن سلطة الشعب، عندما اراد ان يهرب يربعام أرسله الى هناك عندما أراد ان يحمى يوسف، سمح ان ينزل الى مصر. فما هو ضيق للشعب الرب يجعل منه الامان والذى يحمى فيه مشروعه، ابنه.
نعم عيد اليوم يقول لنا : ما هو ضيق لنا فى اوقات كثيرة الرب قادر ان يحوله الى امان، الى مخبأ يحمى فيه مشروعه، ونحن اليوم، في مواقف حياتنا نختبر ضيق، الم، غربه، حزن، نختبر ما اختبره الشعب بمصر.
ولكن إيماننا يؤكد أن الرب قادر يخرج منه أمان وسلام وخلاص وتحرر. مشروع الرب على حياتنا يمر أيضا من هذا. ضيق العالم الرب يجعل منه امان، حزن العالم الرب قادر ان يحوله الى خلاص، فلنثق فى هذا، لا تخافوا.
حتى الموت يصبح بلا شوكه كما يقول القديس بولس، لان الرب يخرج منه قيامه الان، حياة الان.
أحبائي مع غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم اسحق، نصلى من اجل كل المرضى و المنتقلين وأهاليهم فليشفى الرب ويعزى ويرحم ويمنحنا الايمان، نصلى من أجل الأطباء وكل العاملين بالصحة وغيرهم من هم فى محك يومي مع الوباء، الرب يحمى، الرب يرفع عنا هذا الوباء.
ختاماً : تشجعوا لا تخافوا، من مصر دعوت ابني، مما كنت تراه ضيقة أقمت ابني.