الأقباط متحدون | الثعلب ... والذئب
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:١٩ | الأحد ٢٢ ابريل ٢٠١٢ | ١٤برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٣٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الثعلب ... والذئب

الأحد ٢٢ ابريل ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
 
خرج الثعلب والذئب ليصطادا ويأكلا .. فرأيا ثورا . قال الثعلب للذئب :
**اهجم عليه وأقتله لنأكله فهو ثور كبير ولا بد من أن لحمه لذيذ .
 
سمعهما الثور ونظر إليهما وقال لهما :
** حرام عليكما أن تأكلا لحمي وتقتلاني . آلا تعرفان أنني أحمل هذا العالم على قرني . فأذا مت     وقعت الكرة الأرضية وتكون نهاية العالم .   
نظر الثعلب الى الذئب وقال :
** قد يكون كلامه صحيحا فلا داعي للمغامرة .. وتركاه وشأنه .
 
في مسيرتهما رأيا جملا . قال الثعلب أيضا للذئب :
** أقتله فهو جمل كبير ولحمه يكفينا لأيام كثيرة قادمة .
 
فذهب الذئب ليقتل الجمل . فنظر الجمل اليه وقال له :
** ألا تعلم أني سفينة الصحراء ، وألا تعلم ان السفينة تحمل في باطنها ما تسير عليه . بمعنى أخر أن لحمي لا يؤكل لأنه مليء بالرمال .
 
نظر الذئب إلى الثعلب نظرة إستفسار وإنتظار لتلقي الأوامر من الثعلب . فكر الثعلب مليا ، ووجدانه فعلا لو قتل الذئب الجمل ووجد لحمه مليئا بالرمال ، فلن يستطيعا أكله . فلماذا القتل واراقة الدماء . فأومأ اليه برأسه أن يتركه ويتبعه .
 
سارا أياما وأياما ، ازداد الجوع وتملك منهما ، واحتارا ولم يجدا شيئا يأكلانه . فجأة ظهر لهما حمار قادم من الطريق المضاد . 
 
فكرا في الإختباء والهجوم عليه من الخلف . لم يأخذا قراراحاسما في نفس اللحظة التي رأيا فيها الحمار . مما جعل الوقت متأخرا لتنفيذ خطتهما . وأصبحت المواجهة . سأل الذئب الثعلب أن يهجم على الحمار . فرد عليه الثعلب وأفهمه أنه الأقوى ونابه حاد ويستطيع أن يمزقه . وعلى هذا تقدم الذئب للهجوم على الحمار قائلا : 
 
فعلا سأهجم عليه ونضمن الغداء بعد طول جوع وانتظار ، انه حمار ولا شك لأنه حمار لا يحمل الدنيا على قرنيه مثل الثور ، ولا هو سفينة الصحراء ولحمه مليء بالرمال ..
سمع الحمار هذا الحوار ، فنهق نهقة عالية ، مما أوقف الذئب وبهر الثعلب . بعد ان انتهى من نهيقه تقدم اليهما في خطوات ثابتة واثقة وسألهما قائلا :
** من قال لكما اني حمار ؟ قد يكون شكلي حمار ، ولكنني لست حمارا .
 
لم يصدق الثعلب الكلام واصر على انه حمار . وافق الذئب على كلام الثعلب وأكد له ذلك .
 
ضحك الحمار وأخذ يرقص يمنة ويسرة ، ومع الضحك والنهيق والرقص ، تعجب الذئب والثعلب من تصرفات الحمار . هدأ الحمار ونظر إليهما وقال أنه ليس حمارا ، وسأل :
 
من منكما يعرف القراءة ؟ 
نظر الثعلب الى الذئب وسأله ان كان يعرف القراءة ؟ رفع الذئب رأسه في زهو واعتزازوقال :
نعم واحمل شهادات علمية .. فرد عليه الثعلب قائلا :
** إذن اذهب اليه واقرأ ما يريد أن نقرأه .
 
توجه الذئب الى الحمار متغطرسا متباهيا انه المتعلم الذي يستطيع القراءة . وعندما اقترب من الحمار سأله : 
** ما الذي تريدني أن أقرأه ؟
قال الحمار له ، ان ما يثبت انه ليس حمارا مكتوب فوق " حافره " . رفع الحمار رجله .اقترب الذئب منه ليقرأ ما هو مكتوب .
 
كانت المفاجأة . رفس الحمار الذئب رفسة أطاحت به في الفضاء وجعلته يسقط والدماء تسيل من فمه وقد تساقطت اسنانه وأنيابه وصار يتأوه من الألم ويبكي حظه . اما الثعلب فقد جرى هاربا وقال لنفسه احمد الله على جهلي وإلا كان أصابني ما أصاب الذئب .
 
من له دماغ للفهم .. يا ليته يفهم ...




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :