إنتخاب البطريرك من يريد أن يكون أولاً ؟
Oliver : كتبها
لن تتوه منا الألفاظ .بل ستبقي أداة طيعة لنعبر بها عن موضوعنا الشائك دون أن ننجرف لتجريح أحد أو لتهييج أحد.
ليست مسيحيتنا عقل جامد بل مسيحية الفكر الإنجيلي الثري الذي يشجع علي الحوار و الآراء التعددية و حق الجميع في التفكير و التنوير .
ليست مسيحيتنا جماعة منغلقة علي ذاتها بل شعب منفتح حتي أفق السموات.
البطريرك ليس بابا الأساقفة بل الشعب.فليس للأساقفة بابا لأنهم و البابا رتبة كهنوتية واحدة.فإذا كان البطريرك هو بابا الشعب فلا يمكن تجاهل الشعب عند إختياره.
لا أنادي بإلغاء القرعة الهيكلية لأننا لا يمكن أن ننادي بإلغاء إختيار الله للراعي بطريقته السماوية التي مارسها الجميع في كل الأجيال بدءاً من الآباء الرسل القديسون عند إختيار متياس الرسول .لكننى أنادي بعدم إلغاء الشعب و التعامل معه بسلطة في غير موضعها.
ولا يمكن إعتبار لائحة إختيار البطريرك شأناً كهنوتياً خالصاً . فهذا ليس ما يعلمه آباء الكنيسة القدامي و لا المجامع سواء المسكونية أو المكانية.و لا حتي الآباء البطاركة الأوائل و الذين أتوا بعدهم و حتي العصر الحديث.
إذا كنا نقول عن الدستور الوطني أنه لابد أن يوضع ممثلاً لجميع الفئات فبالأحري يكون الأمر عند محاكم القديسين.
فلنبدأ بالحديث عن بند اللائحة الباب الثالث الخاص بالناخبين أي الذين لهم حق إنتخاب البابا.
الناخبون
و تنص اللائحة علي الآتي:
فى انتخاب البطريرك
النــاخــبون
مادة 8 : يعد بديوان البطريركية جدول لقيد أسماء الناخبين، ويشترط فى الناخب أن يكون مصرياً قبطياً أرثوذكسيا، وأن يكون معروفاً بصادق إيمانه واتصاله المستمر بالكنيسة، وألاَّ يكون قد سبق الحكم عليه فى جناية أو جنحة ماسة بالشرف
بالإضافة إلى ما تقدم فإنه يشترط فيمن يقيد بجدول الناخبين من الأراخنة:
أ ـ أن يكون قد بلغ من العمر خمسة وثلاثين سنة ميلادية على الأقل فى تاريخ خلو الكرسى البطريركى.
ب ـ أن يكون حاصلاً على شهادة دراسية عالية أو أن يكون موظفاً حالياً أو سابقاً فى الحكومة المصرية والهيئات ولا يقل مرتبه عن أربعمائة وثمانون جنيهاً سنوياً، أو موظفاً بأحد المصارف أو الشركات أو المحال التجارية أو ما يماثلها ولا يقل مرتبه عن ستمائة جنيه سنوياً، أو يكون ممن يدفعين ضرائب لا تقل عن مائة جنيه سنوياً ويشترط فى الحالة الأخيرة أن يكون الناخب ممن يجيدون القراءة والكتابة.
ج ـ أن يتم اختياره بمعرفة إحدى الجهات الموكول إليها ذلك فى المادة التالية وبالطريقة التى تحددها لجنة الترشيح.
مادة9: تقوم بتحرير جدول الناخبين لجنة تؤلف من ثلاثة من رجال الدين واثنين من أعضاء المجلس الملِّى العام أو نوابه الحاليين أو السابقين، ويختار القائمقام البطريرك أعضاء اللجنة وتكون رئاستها لأعلى رجال الدين من أعضائها رتبة أو لأقدمهم رسامة.
وتقوم هذه اللجنة طبقاً للبيانات الكتابية التى تتلقاها بقيد أسماء الناخبين من الفئات الآتية
المطارنة والأساقفة ورؤساء الأديرة ووكلائها وأمنائها
تعليق : لا خلاف علي أن الفئات المذكورة أنها جديرة بالإشتراك في إنتخاب البطريركو لكنني أراها مشرفة علي الإنتخاب و ليست مساهمة في ممارسته حيث أن الأساقفة ليس لهم بابا يختارونه .بل الشعب .فليدعوا للشعب إختيار البابا و ليكتفوا هم برقابة الإنتخابات و الإشراف عليها . كما أن البند الذي يسمح بترشيح أساقفة للبابوية و هو بند مخالف للقوانين .لكن كلامنا هما مركز علي أن ترشيح الأساقفة و في نفس الوقت إعطاء الأساقفة حق الإنتخاب هما أمران متعارضان و يسمحان علي أهون الظنون بالتربيطات أو علي أسوأ الظن بالتلاعب أيضاً.
أعضاء المجلس الروحى بالقاهرة ووكلاء المطرانيات ووكلاء الشريعة فى المدن والبنادر.
أربعة وعشرون كاهناً من كهنة القاهرة وسبعة من كهنة الإسكندرية
تعليق :لا خلاف هنا
الوزراء الأقباط الحاليون والسابقون، وأعضاء مجلس الأمة الحاليون من الأقباط
أعضاء ونواب المجلس الملِّى العام الحاليون والسابقون
تعليق هذا البند مرفوض شكلاً و موضوعاً .شكلاً لأنه نوع من محاباة أصحاب الشهرة و موضوعاً لأنه مدخلاً مقلقاً يتيح التدخل و الضغوط من أية قوي خارجية في زمن نري فيه لقب الوزير لا يعط إلا لمن يجيد ممالأة النظام و تنفيذ رغباته. فلماذا الوزراء و بنفس المنطق لماذا أعضاء مجلس الشعب الذين يتم إختيارهم من النظام و تعيينهم بواسطته فيبقوا مجاملين النظام منفذين لرغباته دون أي وازع روحي يردعهم.فهل لمجرد إختيار أحد المنافقين مثل نبيل بباوي كعضو برلمان يجعله مؤهلاً لإنتخاب البطريرك.؟
أما أعضاء المجلس الملي فأري أن يشترط فيهم أكبر أعضاء المجلس الملي سناً.حتي نتفادي وقوعهم تحت ضغط أم محاباتهم لأحد.و لا يجب أن نقبل جميع أعضاء المجلس الملي حتي لا تكون المجالس الملية تحت سلطة الأسقف يوجه أصواتها لمن يرغب .فلنكتف بخمسة منهم و هم الأكبر سناً .
أثنان وسبعون من أراخنة مدينة القاهرة، وأربعة وعشرين من أراخنة مدينة الإسكندرية تختارهم لجنة الترشيح.
تعليق أما الأراخنة (و هم كبار شعب الكنيسة و المشهود بتقواهم).فلا يجب أن يكونوا أعضاء من المجلس الملي.و إلا صار لهم صوتان مرة لأنهم أعضاء المجلس و مرة لأنهم أراخنة مختارين.
اثنا عشر من أراخنة كل أبروشية فى الجهات الأخرى تختارهم لجنة برياسة مطران أو أسقف الأبروشية وعضوية خمسة من الأراخنة الذين يختارهم المطران أو الأسقف المذكور لهذا الغرض
تعليق يجب أن يتم إختيار الأراخنة بواسطة شعب الكنائس و لا سيما من خلال إجتماع الخدام بكل كنيسة مما يسمح للجميع بصورة غير مباشرة بالمشاركة أما إذا تسبب هذا في إرباك و خلافات فليترك الأمر للبحث أو مبدئياً توضع شروط للخدام الذين سيحق لهم ترشيح أراخنة و يتم فيما بعد إنتخاب خمسة من الأراخنة المرشحين من كل كنيسة ليمثلوا الإيبارشية علي مستوي الكرازة علي أن يتم إنتخابهم بواسطة الآباء الكهنة. و لا يترك كل شيء لسلطة الأسقف فهو الذي يختار الأراخنة ثم يختار أعضاء المجلس الملي ثم يختار و يختار و يختار و لا يدع الشعب يختار أحداً ...هذه وصاية غير مقبولة في أمر يخص الجميع أكثر مما يخص الأسقف
أصحاب الصحف ورؤساء تحريرها ومحررو الصحف اليومية من الأقباط بشرط أن يكونوا أعضاء فى نقابة الصحفيين
تعليق مع كامل إحترامي لجميع أصحاب الصحف القبطية و هم واحد فقط . و تقديري لجميع الزملاء الصحفيين لكنني لا أقتنع بوجود أي مبرر لتمييز أصحاب الصحف القبطية و محرروا الصحف من الأقباط فيصبح لهم الحق في إختيار البابا. هذا هو الباب الثاني المفتوح لتدخل الدولة في وقت لا يوجد فيه صحفي قبطي مشهود بقدرته علي أن يبقي نزيه الضمير عف القلم إيجابي التوجه تجاه الكنيسة وسط مناخ فاسد يجعل الصحفي يكتب بأمر و توجيه سياسي .هل هؤلاء لهم الحق في إختيار البابا؟ بأي حق يتميزون؟ و ما مبرر الصحفيين سواء أكانوا مقيدون أو غير مقيدين بالنقابة؟ أقول لولا أنني أعرف قليلون جداً من هؤلاء الصحفيين فقط أثق في أنهم مؤهلين لإنتخاب رتبة عظيمة كهذه لقلت أن الجميع غير مؤهلين لمثل هذه المهمة.
و لماذا لا يكون الأطباء أو الصيادلة أو المحامون أو المهندسون أو أو أو ؟؟؟
هل الوظيفة تؤهل لإختيار البابا؟ هذه محاباة لا مبرر لها. و إلا فليختاروا من كل فئة
اين هؤلاء في الناخبين؟
أين الإكليركيون؟ أين رؤساء الشمامسة في القطر كله؟ أين المكرسون و المكرسات؟ أين أساتذة المعاهد القبطية المختلفة و مديروها و أين أساتذة و مؤسسي العلوم القبطية في جامعات العالم ؟ أين مشرفي بيوت الشباب في جميع الإيبارشيات ؟ أين الحاصلون علي شهادات عليا من المعاهد القبطية سواء داخل أو خارج مصر؟ أين الخدام الذين تزيد خبرة خدمتهم علي ثلاثون سنة في سجلات كنائسهم؟ أين مرتلي الكنائس ؟ أين القانونيون وسط هؤلاء ؟ أين أهالي الشهداء الذين تنطبق عليهم بعض الشروط المؤهلة للإنتخاب ؟ أين أصحاب المواقع القبطية الألكترونية ؟ أين الحقوقيون الأقباط ؟ أين أقباط المهجر أليسوا ضمن الرعية و لهم حق الإختيار.
أليس هؤلاء أولي من الصحفيين و محررو الصحف اليومية علي الأقل لا توجد طريقة لتوجيه أصواتهم و لا للضغط عليهم و لا مصالح لهم عند أحد.
بل أدعو أن يتم إختيار خمسة من كل الكراسي البطريركية التي تشاركنا نفس الإيمان الإيمان الأرثوذكسي متطابق بين هذه الكنائس
, الكنيسة السريانية الأرثوذكسي , الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية الكنيسة القبطية
كنيسة التوحيد الأثيوبية الأرثوذكسية , كنيسة التوحيد الإريترية الأرثوذكسية
و أي كنيسة أخري أرثوذكسية في العالم لها نفس العقيدة. لإختيار البابا كوجه من أوجه شركة الكنيسة الواحدة.علي أن يتم التعامل بالمثل مع هذه الكراسي البطريركية حين تختار البطريرك الجديد في كنائسها.
ملاحظات حول الذين لهم حق الترشيح
نص اللائحة فى الترشيح للكرسى البطريركى
مادة2 : يشترط فيمن يرشح للكرسى البطريركى
أ ـ أن يكون مصرياً قبطياً أرثوذكسيا
تعليق مع أن هذا النص يبدو منطقياً حيث أن منصب البطريرك منصباً روحياً و أيضاً منصباً يمثل مصر في المحافل الروحية و المجالات الدينية فمن المنطقي أن يكون موجوداً .لكن لماذا نقبل أن يوجد أساقفة أقباط ليسوا مصريين كأساقفة فرنسيين أو أستراليين أو أمريكان أو سودانيين أو أثيوبيين و أريتريين وغيرهم .ما الفرق في الرتبة بين الأسقف و البطريرك؟
أظن أن شرط أن يكون أرثوذكسياً يعرف القبطية و يجيدها.شرطاً كافياً .فالأنجيل لم يفرز أحداً بسبب الجنسية. فهوذا تيموثاؤس الرسول يوناني بالإضافة لكونه يهودياً.و بولس الرسول روماني بالإضافة لكونه يهودياً. و تاريخ بطاركة كنيستنا يشمل بابوات سريان
و أنا حين أدعو لإلغاء شرط أن يكون مصرياً أعرف أنه في جميع الأحوال سيكون مصرياً و لن يكون أجنبياً .لكن من فكر مسيحي أدعو لإلغاء هذا اللفظ حيث أن إيماننا الأرثوذكسي المشترك يتيح للجميع ( ما داموا في الكنيسة المرقسية) أن تتساوي الفرص امامهم دون النظر إلي الجنسية .
كان البابا داميانوس ال35 أنطاكي الأصل.البابا إبرام إبن زرعة كان سريانياً.
بل حدث أن أقباطاً مصريون كانوا بابوات للسريان أيضاً مثل البابا بولس الثاني الأسود 550 –575
بل عندنا دير السريان و كل من يترهب فيه نطلق عليه لفظ سرياني.حتي و هو مصري الأصل.مع أن أسمه دير السيدة العذراء
و كان العلامة القديس إيسيذوروس سرياني الأصل و رسم رئيساً لدير البراموس 1867- 1942 ثم عينه البابا السرياني نائباً بابوياً له في مصر في نفس الوقت لرئاسته دير البراموس.
الخلاصة أن الجنسية لا تعوق رئاسة الكنيسة بل العقيدة و الإلمام بقوانين الكنيسة و اللغة القبطية تبدو شروطاً كافية و مقبولة.
ب ـ أن يكون من طغمة الرهبنة المتبتلين الذين لم يسبق لهم الزواج سواء كان مطراناً أو أسقفا أو راهباً، وأن تتوافر فيه جميع الشروط المقررة فى القوانين
والقواعد والتقاليد الكنسية
تعليق شرط الرهبنة هو نص صريح من نصوص مجمع نيقية لإختيار البطريرك و الأسقف و لا يمكن مخالفته و المناداة بترشح علمانيين متزوجين هي مخالفة لتعاليم و قوانين الطنيسة . و التحجج بأن بعض البطاركة كانوا متزوجون مردود عليه بأن القوانين المسكونية قررت التوقف عن إختيار المتزوجين ليكونوا أساقفة. و إشترطت التبتل . و أن إختار واحد أو إثنين من البابوات من المتزوجين كان أمرأً إستثنائياً لا يمكن إعتباره قاعدة تبيح إلغاء قوانين مسكونية و حرومات آبائية.
تابع نص اللائحة : سواء كان مطراناً أو أسقفا
أن يكون المرشح أسقفاً فهذا لا يتفق لا مع تاريخ الكنيسة و لا مع قوانين مجمع نيقية و لا حتي حرومات البابوات السابقين .
الكنيسة التي تنادي بشريعة الزوجة الواحدة هي نفسها التي تنادي بشريعة الأسقفية الواحدة.
و الكنيسة التي تنادي بلا طلاق إلا لعلة الزنا تنادي بأنه لا تغيير للأسقف إلا في حالة الهرطقة.
الذي يطمع في أسقفية الإسكندرية من الأساقفة هو أسقف لا يقنع بأبروشيته.و هذا ما يتعارض مع القانون الخامس لمجمع نيقية.
إذا كانت اللائحة تمكن الأسقف أن يكون بطريركاً فهذا غير شرعي لأنه يمكن بالتالي للأسقف أن يأخذ أسقفية أخيه .
الأسقف الذي ينظر إلي أسقفية أخري كمن يشتهي إمرأة أخيه.فليقف أمامه المعمدان صائحاً بصوت عظيم لا يحل لك.
الأسقف الذي يتقدم للبطريركية هو الذي يريد لإيبارشية الإسكندرية أن تبقي يتيمة بلا أسقف لأنه لا يمكن أن يكون اسقفاً لأسقفيتين.
الأسقف تمت رسامته و لا يمكن أن تعاد رسامته ليكون بطريركاً فالبطريرك اسقف هو أيضاً و لكنه يتقدم علي إخوته الأساقفة و هم جميعاً متساوون معه في رتبته .
و تبقي ملاحظة و هي مهمة : ما تعريف الأسقف العام؟ هو رأس بلا جسد أو أسقف بلا شعب.أسقف لم يزكيه أحد. فكيف يترشح أسقف لم يزكيه أحد لكي يصبح بطريركاً لكل أحد ؟؟؟
علي أن رتبة الأسقف العام هي مثار جدل في القرن العشرين كله.بل تتداخل رتبة الأسقف العام مع وصف البطريرك في عمومية الخدمة.و الحل هو تكليف الأساقفة العموميين بأبروشيات خالية لإنهاء هذا اللقب الغريب عن الأسقفية
كما أن تعيين سكرتارية البابا أساقفة ليس وضعاً معروفاً .و لا محبذاً و لم يتم تداوله فيمت سبق و لا سيما برسامة عدة أساقفة سكرتارية في عهد واحد.
هل هذا خلاف علي حبرية البابا شنودة. أقول لا بكل وضوح و بكل تأكيد.فهو قديس و معلم و راع فذ تاريخي بمعني الكلمة. و لكن هذا لا يمنع أن نقول رأينا في لائحة يضعها البشر لتحكم إختياراتهم.
و ليس كون البابا أسقفاً يمنعنا من قبول بابويته أو التشكيك فيها.فهو إختيار إلهي و لكن ليس الفضل للائحة بل لله الذي أختاره لنا. وقبولنا لإختيار الله لراعينا لا يعني أن تظل اللائحة تحكمنا طالما جاء المبارك البابا شنودة من خلالها . بل لنقل كان إختيار الرب للبابا شنودة برغم اللائحة. و لا نقل جاءت اللائحة بالبابا شنودة.
و من المثير أنه جاءتنا أخبار أن أسماء الأساقفة من الشخصيات المثيرة للجدل بشأن ترشحها قد قررت الترشح بالفعل .ضاربة بسلام الكنيسة عرض الحائط .و معرضة لوحدة الكنيسة للخطر. ليت الرب يتدخل بطريقته و يجنب الكنيسة كل إنشقاق و توتر.و ليتهم يقدمون نموذجاً لعد الأنانية و الزهد في المناصب و يتراجعون و إلا فهم سيكونون نموذجاً لمخالفة روح الوداعة .
بعض بنود هذه اللائحة هي نتيجة خلافات سياسية بين الدولة و الكنيسة ظهرت في القرن العشرين.حين بدأت السياسة تزحف نحو الكنيسة و تتدخل فيها.
الخلاصة أنه ينبغي أن يتم تغيير لائحة الإنتخاب و هذا التغيير أمر حتمي.فهي ليست أمراً إلهياً بل عملاً ليس له سوي أن يلتزم فيه بإحترام قوانين آباءنا القديسين و قادة كنيستنا الأوائل.و أن يعود الآباء الأساقفة إلي أسقفياتهم غير طامعين في مناصب جديدة .فيكفيهم أن يكونوا أمناء فيما دعيوا إليه.
يتبقي أن هناك أربعة مواد تنظم مواعيد الترشح و إعلان أسماء المؤشحين و عددهم و مواعيد الإنتخاب .
ليست لنا في كل هذه الإجراءات أية معارضة .مشكلتنا مع مخالفة نصوص و قوانين المجامع المسكونية و الآباء و ليست لنا معارضة شخصية لأحد. و سنكون أول الخاضعين لمن يختاره الرب راعياً لنا و سنقدم له إحترامنا و محبتنا لا شك في ذلك و هو سلوك كل من يريد الخير للكنيسة . فالنقد هنا بناء و لا يهاجم أو يتعدي بل يوضح و يضع علامة في الطريق ضمن محاولات من كثيرين و إجتهادات تتم الآن في الخفاء و العلانية لأشخاص يريدون فعلاً سلام الكنيسة و يفاوضون البعض من الأساقفة لكي يساهمون معهم في الإلتزام بتعاليم الكنيسة و مجامعها.
نتابع هذا المقال بمقال آخر عن القرعة الهيكلية و ماذا تحتاج الكنيسة من بطريركها الجديد و ماذا نتمني أن يكون عليه موقف الكنيسة من الدولة في المرحلة المقبلة.و موقفنا من البابا الجديد لو جاء مخالفاً لنصوص المجامع.
الرب يرشد الجميع لما فيه إرضاء حقيقي لشخصه المجيد و لنجلس الآن هنا في مرعاه الخضر و نربض.
يا راعي الرعاة الأعظم. أنت تستطيع أن تري لنفسك من يضع يده في يدك ليرع شعبك بإستقامة و بر.
من يري و يعرف القادم من بعيد سواك.من هذا يضع اليد علي البطريرك سواك.من يناديه بإسمه قائلاً قد إخترتك و ايدتك و أعنتك بيمين بري سوي أنت يا سيدي الإله القدوس يسوع.
من يعرف إحتياجاتنا سواك.و من يرسل لنا معيناً سواك.أرسل إلينا و أعنا يا مخلص .فالشعب قد تواضع جداً أمامك.أرهقته الأحزان و تذلل تحت يدك العالية.
من وسط الكرمة يخرج نبتاً سماوياً.جذوره عندك و أنت أنميته و وضعته في زق عندك حتي هذا الزمان لترسله ليصبح زهرة للكرمة.و شفيعاً لها عندك.
من وسط كرمتك يا مصر يشرق نجماً متلألأً يدعوه السيد الرب أنت إبني أنا اليوم ولدتك.
وسط الآباء يكون قلباً و وسط الأبناء يكون حباً لأنك أنت تقيمه سيداً لأخوته و عظيماً بين شعبه.
تتعالي في مشيئتك و تتنازل وتعلنها لنا. نلجأ إليك و نتكل عليك.سلمنا فإحملنا.
من يهدأ مشاجرات تلاميذك في الطريق.و لماذا تسكت عليهم طوال الطريق حتي إذا إنفردت بهم سألتهم بماذا كنتم تتكالمون.ليت المتكلمون بهذا الفكر الباحثين عمن يكون أولاً يخجلون و يطأطأون الرأس .و يسمعونك تنصحهم بغسل الأقدام و ليس البحث عن العرش.
نصلي مع العذراء لترفع المتضعين و تنزل الأعزاء عن الكراسي.
ويل للجسد الذي يكون الرأس فيه مصدراً للأوجاع.إحمنا من أوجاع الرأس. و الذين يشتهون أن يكونوا رأساً يشتهون أن يمتلئوا وجعاً.
إستجبنا أنت يا سيدي لأننا بسطاء أمامك لا حيلة لنا .
فليكن فخر لكل من يتكل عليك. و خزي لكل من يتعالي.
نقرع بابك.أدخل بيتنا.و أنظر يا مسيحنا بين قطيعك من يصلح أن يكون مسيحك. و متي إخترته فلتملأه بمواهب الروح القدس جميعها و ليكن صوتك بيننا .
أشبع شعبك فيفرح بعد حزن.و عوضه فلا يعيش اليتم.فأنت غني في عظائمك.سخي في عطاياك.لا تفتقر أبداً.و شهودك ما أكثرهم و أنت وحدك تعرفهم.
رؤوسنا خاشعة أمام شخصك المهوب.تنتظر تحننك.فتحنن.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :