الأقباط متحدون | الـــتـــعـــاون
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٠٥ | الثلاثاء ٢٤ ابريل ٢٠١٢ | ١٦ برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٤٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الـــتـــعـــاون

الثلاثاء ٢٤ ابريل ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
** الو .. صباح الخير..
** صباح النور ..
** مين حضرتك ..
** لا صدقيني .. مش واخد بالي
.
بعد هذه المقدمة عرفت من هي . بدأ الحديث بيننا يتشعب والحوار يحمي وطيسه عندما تطرقنا موضوع الرجل والمرأة ، والزوج والزوجة والحياة الزوجية . اعرف عنها الجرأة المحببة . بعض من النساء جريئات . ولكن والعياذ بالله جرأتهن اعتبرها وقاحة . أما الجرأة الواعية  المتفهمه . فهي محببة وتشجع الأنسان على الأخذ والعطاء في الكلام ، ومناقشة موضوعات الحياة في حرية دون تحفظ .
مما ناقشناه وحمي وطيس النقاش فيه . موضوع الزوج وعمله . انها تعتبر نفسها مساوية للرجل . المساواة التي تعنيها ، انها تعمل مثلما يعمل . تكتسب من عملها مثلما يكتسب . تخرج في الصباح الباكر الى عملها وتعود بعد قضاء ساعات العمل خارج المنزل .

يعود هو مثلها ، كما خرج مثلها في الصباح . والفارق بينها وبينه . انه عندما خرج في الصباح لم يكن عليه اعداد الفطار للأولاد حتى يتناولوه قبل الذهاب الى المدرسة . لم يأخذ معه ابننا الصغير لتوصيله الى الحضانة . لم يتأكد ان كل شيء تركه في موضعه في المطبخ حتى لا يحدث للأولاد لا سمح الله من اي شيء ترك سهوا ويشكل خطرا عليهم . ليس له عمل في الصباح غير " حل ذقنه " ، ووضع العطر بعد الحلاقة والتأكد من ان " الكرافات "  يتماشى مع قميصه وحلته . الحذاء لابد وأن يكون لامعا . عليه ان يخرج وهو على " سنجة عشر " كما يقولون .

أما أنا ، فعلي ان اقوم بكل اعمال المنزل . اخرج بعد ذلك وقلبي غير مطمئن . أخشى ان اكون قد نسيت شيئا يحتاج اليه الأولاد . ما ان اصل الى العمل حتى اسرع بالإتصال بهم للأطمئنان عليهم وسماع مشاجراتهم ومتابعة بقدر الأستطاعة كل ما يدور عن طريق اذني . بعدما اضع السماعة اذا كان بالي مشغولا عليهم . لا ارتاح الا بعد الأتصال بهم مرة أخرى وأتأكد من أنهم على أهبة الذهاب الى المدرسة وكل شيء على ما يرام .

هكذا ابدأ يومي خمسة أو  ستة أيام في الأسبوع . اما  بعد ان انتهي من العمل . في طريقي الى البيت احضر ابننا من دار الحضانة ، وأدخل مباشرة الى المطبخ . لابد من اعداد الطعام . وأنا أعد الطعام أتقرب الى الأولاد كل بالطريقة التي اعرفها لأستشف منهم ما حدث معهم في يومهم . وما ضايقهم وما يحتاجون اليه .أبدأ في ترتيب البيت محاولة اشراك الأولاد معي بغض النظر عن الولد أو البنت .
ما أن يدخل هو ، حتى أستشف من نبراته هم اليوم كله الذي لقيه في عمله. أووف هذا وذاك وتلك . يخلع الحذاء في مكان ، والشراب في مكان آخر . أشكره على تواضعه ووضعه حلته في مكانها . بعدها يسألني في صوت خشن ليؤكد لي رجولته :
** متى سنأكل ..
أو يخاطبني بلهجة السيد الآمر :
** أنا داخل أنام .. لا أريد ان أسمع صوتا . بعد انتهائك من اعداد الطعام . أكون قد استرحت قليلا .
ينام هو .. وأنكوي أنا بالأولاد والتنظيف والطبيخ والزعاق ، واسكت ياواد واسكتي يا بت ، وطوا صوتكم أبوكم بسلامته نايم . بالله عليك هل تعتقد ان هذا صح ؟
فاجأتني بالسؤال . وددت ان أكون مستمعا فقط لا ادخل في نقاش معها . لأنني أعرف أنني الخاسر لأنه بالمنطق والعقل .. هي محقه في شكواها . لأنني حسب ما نشأت وتعودت . فأنا لست أفضل منه . على الرغم من أنني اقتنعت بأن المرأة هنا تعمل عملا مضاعفا وأحيانا اكثر من مضاعف . تعمل في الداخل والخارج وتربي الأولاد وترعاهم وترعاه هو .
بعد لجلجة مني اجبتها ، بأن الرجل والمرأة عندما يتزوجان تبدأ مرحلة جديدة من حياة كل منهما كما يقول المثل " الزوج كما عودتيه والإبن كما ربيتيه " فلا تأتي بعد طول العمر والعشرة وتطلبين منه ان يغير ما تعود عليه . لم تحمله أمه مسؤولية عمل شيء . وأنتِ في بداية حياتكما لم تطلبي منه تحمل أية مسؤولية أيضا . كيف بالله عليكي أن تطلبي منه الآن القيام بأعمال في قرارة نفسه هي خاصة بالمرأة فقط . فاذا قام بها سوف ينقص هذا من شخصيته امام ابناءه وامام نفسه . عن نفسي لا استطيع ان اتخيل نفسي ماسكا بالصحن وأغسله . أو أقوم بطهي الطعام . ربما لأنني لا أعرف كيف أطهو أو لأنني لم أتعود .
جاء ردها سريعا وقاطعا . أن لا أطلب من رجلي أو من أي رجل أن يقوم بأعمال المرأة في المنزل . انما أطلب منه فقط ان يتعاون مع زوجته . يوجد الكثير من الأشياء الصغيرة التي اذا قام بها تساعدني وتجعلني أشعر بأنني لست وحدي في المنزل . مثلا ماذا يحدث لو وضع حذاءه في مكانه . ماذا يحدث اذا جلس مع الأولاد يتحدث اليهم ويرعاهم ، بدلا من النوم . هل تقوم القيامة لو أعد مائدة الطعام ؟ انه بهذا العمل يضرب المثل لأبنائه عن معنى التعاون والمساعدة ، وأن البيت ليس من شأن فرد واحد بل هو مسؤولية الجميع .
قلت لها عندك حق . التعاون بين الرجل والمرأة في الحياة هو أهم شيء  . بعدها تحدثنا في أشياء أخرى الى أن انتهت المكالمة وأنا لسان حالي يقول .. يخشى الرجل التعاون مع المرأة .. لأنها ستطمع بعد ذلك فيما هو أكثر . سينقلب الحال كما هو مقلوب هذه الأيام .. تدخل هي لتستريح .. ويقف هو في المطبخ يعد الطعام .
*****
كلام .. له معنى
** أجمل ما في الحياة .. حلو ذكرياتها .
    وأحلى ما في الذكريات .. رؤية الأبناء يكبرون ، وأبنائهم من حولك .
** تحملت الأهوال بسبب قدرتي على رؤية الله في محنتي .
    فرأيت رحمته في عذابي . ونسيت عذابي في ايماني , ووجدت ايماني
    في شعوري الدائم بأن الله  معي .
    ** التجربة .. مدرس شاذ .. يمتحنك ثم يعطيك الدرس .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :