يعاني الكثير من الآباء من القلق والتوتر، خوفا من تأخر أطفالهم الصغار في المشي، ما يكشف عن التساؤل الأشهر في أذهان الكثيرين والذي نجيب عنه الآن بالتفصيل، وهو متى يمشي الطفل الرضيع على قدميه؟

متى يمشي الطفل الرضيع؟

في البداية، يسعى الطفل الرضيع خلال عامه الأول إلى تطوير قدراته على التنسيق بين عضلات جسمه المختلفة، حيث يتعلم خلال تلك المرحلة الجلوس والدحرجة والحبو، قبل أن يحاول الوقوف بصورة منتصبة تأهبا للمشي فيما بعد.

يرى المتخصصون أنه من المعتاد أن يبدأ الطفل الرضيع في اتخاذ أولى خطواته وهو في عمر يتراوح بين الـ9 والـ12 شهرا، حيث يكون من البديهي أن يسير بصعوبة خلال تلك المرحلة المبكرة، قبل أن يتمكن من المشي بصورة جيدة مع تجاوز عامه الأول، وتحديدا في الشهر الـ14 أو الـ15، ليصبح هذا هو العمر الطبيعي لمشي الطفل، أو ربما لأغلب الأطفال وليس جميعهم.

أحيانا ما يتأخر الطفل الرضيع في المشي عن التوقيت المتوقع، حيث ينجح بعض الأطفال في تلك المهمة بعد بلوغ الشهر الـ16 أو الـ17 من العمر، وهو ما قد يثير قلق بعض الآباء على الرغم من أنه من الأمور الواردة والتي لا تكشف عن أزمة صحية لدى الطفل، فقط يتطلب الأمر تمتع الطفل بالثقة التي ستسمح له بتجربة المشي بصفة يومية، حتى يكتسب الاتزان المطلوب بمرور الوقت.

كيف يتعلم الطفل المشي؟

ربما تعد معرفة كيفية تعلم الطفل للمشي، التساؤل الأكثر أهمية بعد الإجابة عن تساؤل متى يمشي الطفل الرضيع، وهو أمر بسيط يستدعي قيام الأبوين بمساندة الطفل بهدوء، من أجل إنجاح مهمة المشي والحصول على قليل من الاستقلالية بين جدران المنزل.

يعاني الأطفال الرضع في البداية من ضعف الأقدام التي لن تسمح لهم بالوقوف والمشي بالصورة السليمة، لذا ينصح الأب أو الأم بالإمساك بالطفل من أسفل ذراعيه، كي تتدلى قدماه بصورة تحفيزية من أجل الضغط على الأرض لتقويتها يوما بعد الآخر وعلى مدار أشهر قليلة.

من المتوقع أن يبدأ الطفل في محاولة المشي وحده، مع الاعتماد على بعض قطع الأثاث للاستناد عليها، مع بلوغ الشهر الـ9، لذا يجب أن نحرص على إحاطة الطفل بأشياء قابلة للاستناد عليها دون أن تضر الطفل بأي شكل من الأشكال، خلال مرحلة يطور خلالها القدرة على الحركة وثني الركبتين بالإضافة إلى الجلوس بعد الوقوف دون مساعدة.

يرى المتحصصون أن تشجيع الطفل على المشي بمفرده تعتبر من أبرز الوسائل التي تضمن نجاحه في المهمة في التوقيت المناسب، حيث يمكن للأب أو الأم أن تقف على مسافة آمنة منه لتحفيزه على المشي في اتجاهها، كما يمكنها الإمساك بيديه في المرحلة الأولية لتسمح له بالمشي قليلا في أمان تام.

تحذيرات ضرورية

على الجانب الآخر، يحذر الخبراء من الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، من لجوء بعض الآباء إلى المشايات أملا في تعويد الأطفال الرضع على الحركة، إذ تمنع العضلات العليا للقدمين من التطور بالصورة الصحيحة، ما يضرهم دون شك في السنوات اللاحقة، كذلك قد تؤدي تلك المشايات إلى وقوع كارثة، في ظل سهولة حركة الطفل بسرعة شديدة وأيضا نظرا لإمكانية وصوله لأدوات أو معدات خطيرة في المنزل.

ينصح المتخصصون أيضا بعدم التسرع فيما يخص شراء الأحذية للطفل الرضيع، حيث ينصح بتأجيل تلك الخطوة حتى يكون الطفل قادرا على المشي وحده، مع الوضع في الاعتبار أن المشي حافيا يسهل من مهمة حفظ الاتزان وكذلك التنسيق بين عضلات الجسم.

لا يفضل كذلك أن تطيل الأمهات فترات حمل الطفل الرضيع على مدار اليوم، حيث يؤخر ذلك من فرص مشيه على الأرض، نظرا لأنه لن يتحفز على الاعتماد على نفسه من أجل الحركة باستقلالية طالما لم يجد الفرصة لذلك، من هنا ينصح بتقليل فترات حمل الطفل بين ذراعي الأب أو الأم، مع إعطائه المساحة الكافية من أجل اكتشاف كيفية التحرك والمشي اعتمادا على الاستناد على قطع الأثاث من حوله، طالما توفرت البيئة الآمنة لذلك.

في كل الأحوال، لا يتطلب الأمر إحساس الآباء بالذعر في حالة تأخر الطفل في المشي، فقط ينصح بزيارة الأطباء إن بدا الطفل غير قادر على الوقوف وحده بعد تجاوز عامه الأول من الولادة، أو في حالة عدم نجاحه في المشي بعد بلوغه عاما ونصف.