كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
قال الأب الدكتور رفعت بدر مدير ورئيس المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، هل كان "جورج فلويد" ذو الأصول الإفريقية الذي قتله شرطي أمريكي، رحمه الله ، يحلم يوما بجنازة مهيبة كالتي حصلت له يوم ؟ هل كان يدرك بان انبطاحه عند إطار السيارة وتحت ركبة الشرطي ، سيؤدي به الى أن يحمل نعشه على عربة الاحصنة التي حملت عبر التاريخ القادة والكبار من المؤثرين في العالم ؟ بالطبع لا .
وتابع في رسالة له عبر حسابه الاليكتروني :" لكنّها إرادة الباري عزّ وجلّ ، أرادت أن تكون نهايته المأساوية ، فاتحة خير على بلاده الواسعة، وعلى العالم أجمع . فبعد فترة الثمانية أعوام لحكم الرئيس الأمريكي "أسود البشرة " اوباما ، ظنّ العالم بانّ العنصرية قد ولت إلى غير رجعة . لكنها عادت وبشراسة . فما كان من جورج فلويد الا ان يخترق بجنازة مهيبة افواج الالوف من الجنازات الصامتة بسبب كورونا ( 404 الف قتيل ليوم أمس ) ... وقد اعتاد العالم على "ارقام واعداد " الموتى يوميا ، دون ان يدرك بان كل رقم هو شخص بشري له تاريخه ، وكان لديه آماله وطموحاته بعالم مشرق.
مضيفا :" وحده جورج فلويد ، اخترق الصمت العالمي ، وقال بانّ كلّ شخص مهما بدا بسيطا وعاديا ، بامكانه أن يصنع التغيير في "اقوى " دولة في العالم ، وبينما هو لا يستيطع التنفس، تنفس ملايين الناس هواء الحرية وخرجوا، يتنفسون، وان من خلف الكمامات ، ويقولون حرية حرية ...ولذلك صرخت ابنته الصغيرة، عبر شاشات العالم : ان والدي قد غيّر العالم ... نعم اني مشتاقة له ، ولكنه بغيابه غيّر العالم.
واختتم :" رحمك الله يا جورج فلويد ... ورحم كل شهداء الحرية في العالم ، فالله تعالى قادر دائما ان يختار من الفقراء والبسطاء ، وان يحدث التغيير المنشود... وقد دخل اسمك في كتب التاريخ ، كونك واحدا ممن يحلمون ، وممن يحققون حلم جدكم مارتن لوثر كنيج ،،، ولقد كسرت القاعدة اليوم ، فليس الأغنياء وأصحاب السلطات هم من يغيّرون العالم ، بل انّ الرب الذي ينظر الى القلب ، هو الذي يختار أدوات التغيير والسلام في العالم . هي سياسته تعالى ... ولا نقوى اليوم الا للتسليم لارادته التي لا تدرَك.