- القس "أثناسيوس بطرس" يروي أسرار علاقته بالبابا في برنامج "الصحافة العالمية تقول"
- عادل إمام والسجن ثلاثة أشهر لازدراء الإسلام
- رغم تمسك الاسلاميون بشرعية البرلمان؛ ينجح الميدان في اقرار تعديلات قانون مباشرة الحقوق السياسية
- محام "عادل إمام": أخذنا الحكم من الحاجب بعد أن تركنا المستشار دون أن ينطق بالحكم
- حلقة خاصة جدًا من ساعتين على الهوا في ذكرى الأربعين لمثلث الرحمات قداسة البابا شنودة
كلمتى فى تأبين قداسة البابا شنودة الثالث
بقلم : مدحت قلادة
بدعوة من القمص جرجس لوقا كاهن كنيسة السيدة العذراء ومارقص بشاتني ما لابرى بفرنسا واخى وصديقى الجميل الاستاذ جميل جورجى رئيس جمعية اصدقاء الاقباط بفرنسا تلقيت دعوة للمشاركة فى حفل تابين قداسة البابا شنودة الثالث بفرنسا وشارك فى الاحتفال مندوب عن الرئيس الفرنسى ساركوزى والقى كلمة مؤثرة عن قداسة البابا شنودة الثالث كقائد روحى للاقباط وتاريخ قداسة البابا لمدة 40 سنة راعيا للكنيسة القبطية الارثوذكسية فى العالم وارسل وزير الداخلية الفرنسى رسالة كما حضر جميع رؤساء وممثلى الكنائس المسيحية فى فرنسا وكانت كلمتى هى :
ولد الطفل"نظير جيد روفائيل" البابا شنودة الثالث في قرية سلاَّم التابعة لإيبراشية أسيوط في 3 أغسطس 1923م ,من عائلة متوسطة الحال وتوفت والدته بعد ثلاثة أيام بحمى النفاس ورضع من سيدات القرية المسلمات منهن على سبيل المثال السيدة "زينب سيد درويش"وكان له أخوة في الرضاعة مثل زهري حمدان... ومن الغريب أن طبقاً لنظريات علم النفس أن الطفل نظير جيد لا بد أن يعاني في تكوينه النفسي من حرمان عاطفي وحسب المنطق يصبح لديه شعور قوي للإحتياج العاطفي ولكن هذا الإحتياج العاطفي وبالبيئة المصرية والوضع في الكنيسة القبطية شبع من الله فأصبح هو لا يعاني احتياج عاطفي بل منحه الله شبع لكل احتياجاته وجعله أباً للكنيسة القبطية كلها وأشبع شعبه من الحب والحنان والأبوة الصادقة ومعروف عنه أن كل من اقترب منه شعر بالحنان والحب..
هناك ترتيبات إلهية لحياة قداسة البابا شنودة الثالث منها:
أولاً: لقائه بأمه الجسدية بعد 89 عاماً من العمل الشاق... ترى كيف كان لقاء روح قداسة البابا مع والدته؟ أترككم للتأمل..
ثانياً: كان الطفل نظير جيد نابغة فأخذ شهادة الثانوية ثم التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم تاريخ وحصل على الليسانس في الآداب سنة 1947م بتقدير امتياز فدرس التاريخ ولم يعلم أنه سيصير إحدى صفحات هذا التاريخ.
ثالثاً: تميز عصر قداسة البابا شنودة بوجود شخصية عظيمة في تاريخ الكنيسة "حبيب جرجس"الذي أسس مدرسة الإسكندرية اللاهوتية بعد وقف عشر قرون فمدرسة الإسكندرية اللاهوتية توقفت في القرن السادس وانتقلت من القرن السادس إلى القرن الحادي عشر ثم توقفت تماماً إلى أن أحياها الأستاذ حبيب جرجس فكان قداسة البابا شنودة أحد الأعمدة الرئيسية التي ارتكز واعتمد عليها حبيب جرجس..
رابعاً: ليس غريباً أن يصبح التعليم الشغل الشاغل لقداسة البابا شنودة الثالث أسقف التعليم الذي كان يردد دائماً "هلك شعبي من عدم المعرفة" فإهتم بالتعليم لأنه تتلمذ على يد حبيب جرجس باعث نهضة التعليم في الكنيسة القبطية.
خامساً: أحب قداسة البابا شنودة الثالث الإعتزال والخلوة مع الله مثل العظيم الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة لذلك دخل البرية لكي لا يعود للعالم فإختار مغارة مكث بها حوالي خمس سنوات كاملة.
سادساً: تميز عصر البابا شنودة بوجود أب بطريرك روحاني له موهبة الكشف عن أعماق من يقابله فطلب من رئيس الدير إرسال الراهب أنطونيوس "البابا شنودة أثناء الرهبنة" فوضع عليه يده ليصلي له ولكن البابا كيرلس السادس بدلاً من أن يباركه ليعود للدير صرح بصلاة"أدعوك يا شنودة أسقفاً للتعليم" فإختياره عمل إلهي" غير مدروس وغير مرتب وكانت فكرة أن يُقام أسقفاً للتعليم لم تكن معروفة منذ كرازة مارمرقس الرسول وأراد الله اعطاءه اسماً خاصاً في الكرازة والكنيسة.
سابعاً: بعد نياحة البابا كيرلس السادس جاء ليقود الكنيسة في أصعب العصور لأن ما أن جلس على كرسي مار مرقس الرسول حتى تحركت حركات الإسلام السياسي في الشرق الأوسط ومحاولة أسلمة مصر واضطهاد الأقباط بدأت بالخانكة آخر عام 1970 وتميز عهد الرئيس السادات الذي كان مناوئاً لهذا التيار وبدأ الصدام مع البابا شنودة الثالث فحاول البرلمان المصري تطبيق حد الرده...وهو "شهادة اثنين من المسلمين على شخص مسيحي أنه أسلم "فإن رفض الإسلام فالحكم بالقتل"... وهنا اعترض البابا شنودة ولم يجد حلاً مع السادات فلجأ إلى الدير وأقام صوماً على الشعب القبطي ثلاثة أيام واعتكف فأُهمل القانون ولم يطبق...
حادث الزاوية الحمراء واستشهاد 81 قبطياً وهدم وحرق عشرات البيوت ومحلات الأقباط وعدد من الكنائس... وهنا حدث الصدام مع الرئيس وأخيراً خطب السادات في البرلمان المصري يوم 5 سبتمبر عام 1981 بسحب الإعتراف بالبابا شنودة الثالث وتحديد إقامته في الدير وبعد سفره للدير أرسل السادات كتيبة هدمت قلاية البابا شنودة في الجبل وكان على بعد 12كيلو متر من الدير وبعدها لم يمر شهر يوم 6 اكتوبر 1981 قتل السادات فى حادث المنصة واغتيل السادات على يد من احتضنهم وأخرجهم من السجون.
وقداسة البابا تميز بحالة خاصة في كل الأمة فحينما لم يجد حلاً على الأرض يجد الحل في السماء والخلوة والاختلاء بالله فيحل مشاكله وكان دائماً بشوش ذو وجه محب يضحك دائماً والمرات المعدودة التي رأيناه فيها باكياً مرتين أول مرة بعد الهجوم عل كنيسة سبورتينج بالاسكندرية وثانى مرة كانت بعد تفحير كنيسة القديسين.
وترك الرئيس مبارك البابا شنودة في الدير 41 شهراً محدداً إقامته ولكن الكنيسة وشعبها لم ترض عنه بديلاً فأبقاه الرئيس مبارك محدد الاقامة في الدير 40 شهراً إلا أنه تواجد داخل قلوب كل الأقباط المصريين الذين لم يرضوا بغيره بديلاً... مما أفشل خطة الدولة في القضاء عليه.
البابا شنودة هو:
البابا الوحيد الذي ظل يعظ لآخر نفس في حياته ظل 40 عاماً يعظ شعبه ولو على كرسى متحرك.
البابا شنودة كان يعلم ويعظ شعبه 3 مرات أسبوعياً يوم الأربعاء بالقاهرة والأحد بالإسكندرية والثلاثاء لطلاب الكلية الإكليركية بالقاهرة.
البطريرك الوحيد طوال فترة جلوسه على كرسي ما رمرقس المحافظ على كينونته الرهبانية فكان له 3 أيام أسبوعياً إختلاء في الدير نصف الأسبوع في العالم يعظ شعبه والنصف الآخر في الدير راهباً وناسكاً.
لم يأكل لحماً قط كان ناسكاً.
كتب 70 كتاباً روحياً وبحثيا للكنيسةالقبطية.
كان شاعراً وكاتباً وعضواً في نقابة الصحفيين وواعظاً وناسكاً ومصلياً.
لم يهتم بشيء في العالم لأن نظره كان مهتماً بالسماء.
قبل رحيله بعام تجمع عشرات الآلاف من السلفيين والأخوان المسلمين حول الكاتدرائية حاملين صوره وكانوا يبصقوا عليها ويهددون ويسبون ويشتمون... وكانت عظة البابا شنودة بعدها بيومين عن الغفران...تماماً مثل سيده.
البابا شنودة رجل سلام فحمل داخل قلبه الطيب الوديع آلام شعبه ووضعها أمام الرب وعمل للسلام...
أختم بكلمة أحد الإعلاميين المصريين أن "البابا كان رجل سلام لأنه بكلمة واحدة منه يستطيع تحريك 15 مليون قبطي في مصر وخمس ملايين في العالم... ولكنه كان دائماً يعمل للسلام والوئام الاجتماعي"
إذا أتى السيد المسيح على السحاب الآن ليتسلم الكنيسة سيجد فى استقباله 120 أسقفاً رشمهم البابا شنودة الثالث ومئات الشمامسة وآلاف الأطفال قام بتعميدهم بنفسه
البابا شنودة هو البابا الوحيد الذى حزنت على رحيله قارات العالم الخمس لأنه تميز عهده بنشر الكرازة فى قارات العالم أجمع ونحن منهم.
أخيراً أُنهي كلمتي لقداسة البابا لقد رأيناك وعرفناك أباً روحياً عطوفاً وواعظاً مفوهاً رائداً محباً معلماً عظيماً... وأخيراً اكتسبناك شفيعاً لنا جميعاً فاشفع فينا أبينا الغالي.
مدحت قلادة
Medhat.klada.com
Medhat00_klada@hotmail.com
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :