سليمان شفيق
الي اين تقودنا الازمة الامريكية الاخيرة ؟
يرفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدعوات المطالبة يتغيير أسماء قواعد عسكرية، تعود إلى قادة من الحقبة الكونفيدرالية إبان الحرب، كان معظمهم مدافعا شرسا عن نظام الرق ويتمسك أيضا بالحفاظ على تماثيل مرتبطة بحقبة العبودية. المحلل السياسي عاطف عبد الجواد يرى أن هذا الرفض يمكن تفسيره بـ"تعاطفه مع العنصرية".. نقلا عن فرنسا 24 ؟
منذ الحرب الأهلية الأمريكية، وهي صراعات داخلية حدثت داخل الولايات المتحدة في الفترة من عام 1861 إلى 1865. واجه فيها الاتحاد الانفصاليين في إحدى عشر ولاية جنوبية مجتمعة معا لتكون الولايات الكونفدرالية الأمريكية. وقد فاز الاتحاد بهذه الحرب التي ما زالت تعدّ الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة، وحتي اغتيال مارتن لوثر كنج رجل دين أمريكي وزعيم الحقوق المدنية. وقد تم إطلاق النار عليه في فندق لورين في ممفيس، تينيسي، في 4 أبريل 1968. وتم نقله إلى مستشفى سانت جوزيف، وأُعلن عن وفاته وحتي الان لم تشهد الولايات المتحدة هذا الانفصال المشاعري الذي نشهدة في الولايات المتحدة حتي بعد بعد أسبوعين على مقتل جورج فلويد الأمريكي من أصول أفريقية، مثل الشرطي المتهم بقتله أمام قاضية محكمة في مينيابوليس
الاثنين. وحددت كفالة مالية قدرها مليون دولار لإخلاء سبيله بشروط، وهي أعلى كفالة مالية يمكن فرضها في القانون الأمريكي. وتم تحديد موعد الجلسة المقبلة يوم 29 يونيو.
مثل الاثنين الشرطي الأبيض المتهم بقتل جورج فلويد، الأمريكي من أصل أفريقي الذي أثار مقتله موجة احتجاجات واسعة في الولايات المتحدة وخارجها، للمرة الأولى أمام قاضية محكمة في مينيابوليس حددت كفالة مالية قدرها مليون دولار لإخلاء سبيله بشروط.
وتحول جورج فلويد إلى رمز لدى المنددين بالعنف الممارس من قبل الشرطة بعد انتشار فيديو صوره أحد المارة يظهر الشرطي الأبيض ديريك شوفين وهو يضغط لنحو تسع دقائق بركبته على عنق فلويد المثبت أرضا على بطنه مكبل اليدين، وهو يردد "لا يمكنني التنفس".
ومن سجنه المشدد الحراسة مثل شوفين بزي السجناء البرتقالي عبر الفيديو أمام القاضية.
وفي الجلسة الأولى التي عقدت بعد أسبوعين من مقتل فلويد، حددت القاضية جانيس ريدينغ بمليون دولار قيمة الكفالة المالية مقابل إخلاء السبيل المشروط للشرطي البالغ 44 عاما، وتم تحديد موعد الجلسة المقبلة يوم 29 يونيو.
وبعدما وُجّهت لشوفين بادئ الأمر تهمة القتل من الدرجة الثالثة (القتل غير المقصود)، أعادت النيابة العامة توصيف الوقائع وشدّدت التهمة إلى القتل من الدرجة الثانية (القتل العمد)، التي قد تصل عقوبتها إلى الحبس 40 عاما في حال إدانته.
أما الشرطيون الثلاثة الذين كانوا يرافقونه عند توقيف فلويد، فوجهت إليهم تهمة التواطؤ ووضعوا قيد الاحتجاز، بعدما لم توجه إليهم أي تهمة في مرحلة أولى".
وعلى وقع المظاهرات، تعهد المجلس البلدي في مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأحد الاستغناء عن النموذج".
لكن رئيس بلدية المدينة جيكوب فراي أعلن أنه يفضل "الإصلاح البنيوي الواسع النطاق" على تفكيك النموذج بالكامل".
"التخلي عن الشرطة"
وفي نهاية الأسبوع، تظاهر آلاف الاشخاص في الولايات المتحدة وحول العالم ضد العنصرية، من غير أن تترافق هذه التجمعات التاريخية مع أعمال شغب ونهب كما حصل في الأيام التي تلت المأساة في عدد من المدن الأمريكية، ما أدى إلى فرض حظر تجول.
وأطلق المتظاهرون هتافات تطالب بوقف تمويل الشرطة بالإضافة إلى شعار "حياة السود تهم".
وفي الكونغرس ركع نواب ديمقراطيون الاثنين على ركبة واحدة في تكريم صامت لذكرى جورج فلويد، قبل كشف النقاب عن حزمة إصلاحات شاملة لعمل الشرطة ردا على مصرع أمريكيين أفارقة على أيدي قوات إنفاذ القانون.
وذكر بيان أن التشريع يسعى إلى "إنهاء وحشية الشرطة ومساءلة الشرطة (و) تحسين الشفافية في عمل الشرطة.
ومن شأن قانون العدالة والشرطة، الذي تم تقديمه في مجلسي الكونغرس، أن يسهل محاكمة الضباط على الإساءات مع إعادة النظر في كيفية تجنيدهم وتدريبهم.
لكن فرصة تمريره في مجلس الشيوخ، حيث الأغلبية للجمهوريين، غير مضمونة.
في المقابل يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي من المقرر أن يشارك الاثنين في حلقة نقاش في البيت الأبيض مع مسؤولي قوات الأمن، إلى إظهار حزم مستمر تجاه الحركة، يضمن له تأييد قاعدته الانتخابية.
وقبل خمسة أشهر من موعد الاستحقاق الرئاسي الذي يسعى من خلاله ترامب إلى الفوز بولاية رئاسية ثانية أطلق على تويتر شعاره الجديد "قانون ونظام".
وفي تغريدة له قال ترامب "اليسار الديمقراطي المتشدد فقد صوابه" متهما المعارضة بأنها تريد "التخلي عن الشرطة.
في المقابل، التقى منافسه الديمقراطي جو بايدن عائلة فلويد بعيدا من الإعلام في هيوستن، حيث عاش فلويد سنوات طويلة قبل الانتقال إلى مينيابوليس.
وعلى الرغم من الكمامات التي غطت وجوههم، بدا التأثر واضحا على وجوه الذين وقفوا أمام النعش.
وقال مالوري جاكسون، وهو كان زميلا لفلويد على مقاعد الدراسة إن الأخير "كانت قامته تفرض الاحترام لكنه لم يكن وحشا أو أي شيء من هذا القبيل. لم يكن شريرا"، مضيفا "كان دائما الشقيق الأكبر".
وأثارت قضية فلويد موجة احتجاجات لم تشهد الولايات المتحدة لها مثيلا منذ ستينيات القرن الماضي.
وانضم عشرات آلاف الأوروبيين من باريس إلى بريستول في المملكة المتحدة مرورا بأستراليا إلى الحركة الاحتجاجية وسط أزمة كوفيد-19 التي عمقت الفوارق واللامساواة الاجتماعية.
تري الي اين يقودنا الانقسام الجمهوري الديمقراطي ؟ وهل ينتهي الامر بالانتخابات الامريكية القادمة كما يظن البعض ؟ ام ان هناك عواقب اخري لاتستطيع دولة القانون العظمي تخطيها ؟ اسئلة كثيرة تحتاج من مفكرين امريكيين موضوعيين الاجابة عليها ؟.