«البابا شنودة» فى آخر حواراته التليفزيونية: لا يجب أن يكون البابا ديكتاتورًا
عرض برنامج «هنا العاصمة» مع الإعلامية لميس الحديدي، مساء الأربعاء، آخر لقاء أجراه البابا شنودة، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية الراحل، وذلك قبل ثلاثة أيام من قيام ثورة 25 يناير.
وعن ثورة «25 يناير» قال: «هناك من يقول إن 25 يناير ستقوم مظاهرات، ومعروف ما سبب المظاهرات من غلاء وأعباء وبطالة، ونحن نريد السلام للبلد ولا نوافق عليها، لكن المظاهرات لا تقف بالعنف بل السبيل معرفة أسباب المظاهرات ومعالجتها لأن العنف لا يحل مشاكل قائمة بالفعل»، مضيفًا «لديَّ حل لكل هذه المشاكل، أن تصارح الدولة بعدم قدرتها على حل كل هذه الأمور وتؤجل مشروعات تصرف عليها المليارات وتسد رمق الناس واحتياجاتهم».
وحول أزمة بناء الكنائس، قال «شنودة»: «ما يتعبنا هو الروح السائدة بقبول بناء الكنائس، والتى تختلف تبعًا للمحافظة والمسؤول»، مؤكدًا أن المساواة بين الأقباط والمسلمين فيما يخص المساحة «غير عادل»، لأن «المسلمين بإمكانهم الصلاة في الشوارع ونحن لا نستطيع ذلك»، بحسب قوله.
وكشف عن عرض قدمه له الرئيس أنور السادات بخصوص بناء الكنائس قائلًا «في ديسمبر 72 قال لي (السادات) إنه يرى أن الأقباط يبنون الكنائس بطريقة تثير المسلمين، وطلب مني تقديم طلب بعدد الكنائس المطلوب بناؤها أول العام وقال إنه سيزيد عليها عشر كنائس ولم ينفذ الاتفاق لتدخل الأمن أحياناً».
ونفى أن تكون عرضت عليه مطالب بـ«الرقابة المالية على أوقاف الأقباط وصناديق النذور»، مؤكدًا «نحن نقبل المناقشة في كل الأمور، وذلك رغم عدم وجود رقابة على هذه الصناديق في أي دولة».
واعتبر البابا أن «الملف القبطي مُدول بالفعل، فالأحداث يعلمها الجميع ويعلقون عليها»، مشيرًا إلى أن التدويل يتم «دون تدخل من أقباط المهجر».
وحول مطالبة بعض أقباط المهجر للكونجرس بتكوين لجنة دولية لمتابعة الملف القبطي في مصر، عقب أحداث القديسين، قال إن التعليقات الدولية سببها «الأحداث وليس تدخل الأقباط»، مفرقًا بين «حدث داخلي، وآخر يهز الضمير العالمي» كمقتل أقباط أثناء الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية، بحسب قوله.
وأوضح أنه لم يطالب بتشكيل مثل هذه اللجان، مضيفًا «لكن طريقة تفكير أقباط المهجر تختلف عن عقليتنا، هم يتمتعون بقدر كبير من الحرية التى تتيح لهم الانتقاد، ولهذا فأنا لا أستطيع تكميم الأفواه، فهم يقولون إذا كنتم فى مصر لا تستطيعون الكلام فدعونا إذن نتكلم نحن، وهذا يجعل موقفي ضعيفاً أمامهم ولا أستطيع إسكاتهم (بالريموت كنترول)».
وتساءل: «ماذا يُضير الدولة أن تحقق في هذه الأمور وترفض التدخل فى شؤونها؟»، منتقدًا في ذات السياق «بطء إجراءات المحاكمات»، ومعتبرًا إياها «أحد الأخطاء التى تقع فيها الدولة».
ورفض «شنودة» إلقاء تبعات كل التصرفات على عاتق أقباط المهجر «دون تحقيق»، واصفًا ذلك بأنه «ليس عدلاً، لأن القضية إنسانية وأثارت الضمير العالمي ولا يجب أن نلقي باللوم على أقباط المهجر رغم اختلافي معهم في قضايا كثيرة».
وفي ذات السياق، نفى بطريرك الكرازة المرقسية، أن يكون قد التقى وموريس صادق، رئيس الجمعية الوطنية القبطية الأمريكية، والمعروف بمواقفه وتصريحاته المعادية للعرب والمسلمين والمناصرة لإسرائيل، معلقًا على مطالب «صادق» بتكوين دولة قبطية بالقول إن «هذا اتجاه فردي لشخص يتحدث بصفته الفردية، ولا تسانده مجموعات قبطية أو تسانده الكنيسة القبطية أو تفكر به يوماً».
وعلق «شنودة» على قطع الأزهر للحوار مع الفاتيكان، بسبب موقف الأخير من «أحداث القديسين» بالقول إن «الأزهر حر فى قراراته، لكن قطع العلاقة ليس علاجاً للمشكلة».
وأعلن «شنودة» مساندة الكنيسة للدولة المدنية، مستدركا أن «هذا لا يعني إلغاء الدين».
ورأى البابا أن الهجوم المتبادل بين المسلمين والأقباط على المواقع الإلكترونية «يتطلب التهدئة من الجانبين»، معتبرًا أن إسكاته للأقباط وحدهم «يجعل من البابا ديكتاتورًا يكمم الأفواه»، واختتم حديثه برسالة للشباب قائلًا: «هذا الوطن وطنكم وسلامته سلامتكم، فعلينا جميعاً أن نعمل على سلامته وسمعته بالخارج».
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :