40 يومـًا على رحيل البابا.. ثقوب فى عباءة الكنيسة
40 يوما مرت على رحيل «عمود الكنيسة الأرثوذكسية» البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية وبابا الإسكندرية، شهدت خلالها الكنيسة عدة هزات، أشبه بصداع فى رأس أساقفة المجمع المقدس. أزمات كان أبرزها تشكيل البرلمان اللجنة التأسيسية لوضع الدستور «متجاهلا ممثلى رجال الدين من الكنيسة»، ليصبح المجمع المقدس فى حالة انعقاد دائم لبحث قرار سحب ممثليه ( مجدى شنودة، المحامى، والمستشار نبيل ميرهم)، وهو القرار الذى انتهت إليه الكنيسة بالفعل، قبل أن ينتهى الأمر فى النهاية بحل الجمعية التأسيسية بحكم القضاء.
أعقبت ذلك أزمة الحج إلى القدس، بعدما خالف نحو 4 آلاف قبطى، قرار البابا الراحل، بحظر السفر إلى القدس تحت حكم الاحتلال، علاوة على أزمة ظهور ائتلافات جديدة تنادى بنقل مطالب الأقباط إلى الدولة بدلا من الكنيسة، مثل لجنة التوعية الوطنية بالإسكندرية، مما يعنى أن الأقباط فى طريقهم للخروج من عباءة الكنيسة التى ظلوا داخلها حتى قيام ثورة 25 يناير.
إحدى هذه الهزات التى تتعلق بسفر آلاف الأقباط للقدس «لن تؤثر على ترابط الكنيسة فى هذا الفترة الانتقالية حتى يتم انتخاب البطريرك» كما يرى كمال زاخر موسى، مؤسس فريق «العلمانيون الأقباط»، مؤكدا أن «الأقباط يحجون إلى بيت المقدس منذ سنوات، قبل رحيل البابا»، موضحا: «هذه الرحلات لم تحظ بصخب إعلامى، مثلما حدث فى أعقاب رحيل البابا، بعدما ربطت وسائل الإعلام بين الرحلات إلى القدس وتوقيت رحيله ومواقفه الوطنية من القضية الفلسطينية».
ويرى زاخر أن «الصداع الحقيقى الذى تشهده الكنيسة الآن، هو البابا القادم، لأنه فى كل الأحوال لن يكون مثل البابا شنودة من حيث القبول والكاريزما، فقد كان رجل دين قويا داخل الكنيسة، واستطاع أن يختزل الأقباط فى الكنيسة وفى شخصه، بعيدا عن الدولة ،اعتمادا على خبرته الطويلة، فهو من أبناء ثورة 1919، وهو الأمر الذى ستفتقده الكنيسة».
وأضاف زاخر: «البابا القادم تنتظره ملفات عديدة، أهمها ترتيب أوراق الكنيسة من الداخل، ولم الشمل.. البابا القادم دون إرادته، سيكون فى مواجهة الملفات السياسية الملحة فى هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ مصر، والتى كان يديرها البابا شنودة بخبرته العميقة،ومنها صعود التيار الإسلامى ووصوله إلى الأغلبية بالبرلمان وكيفية التعامل مع هذه التيارات بعد أن كانت هذه التيارات محظورة فى النظام السابق على مدار 30 عاما مضت».
وتابع :» هذا بالإضافة إلى ملف الأحوال الشخصية للأقباط الأرثوذكس، فهناك ألاف الحالات التى تبحث عن أكثر من طريقة للحصول على الطلاق، ليمكنها الزواج مرة أخرى، بعد إلغاء البابا العمل بلائحة 1938 للأحوال الشخصية للأرثوذكس وتحديده الطلاق لعلة الزنا دون أسباب أخرى، مما يدفع الكثيرين للخروج من الكنيسة إلى طوائف أخرى للحصول على أحكام قضائية بالطلاق، ناهيك عن قضية بناء دور العبادة المسيحية فى ظل تصاعد التيارات الإسلامية».
وقال زاخر عن أزمة: «الخروج من عباءة الكنيسة»: ستتحول الكنيسة من الالتفاف حول الأفراد، إلى الالتفاف حول مؤسسات الدولة، ويتجلى هذا فى ظهور عدة ائتلافات قبطية، خاصة أن الدولة بصدد تشكيل المؤسسات السياسية من جديد، وبات هذا أكثر وضوحا بعد رحيل البابا شنودة الثالث الذى كان يمثل الأقباط أمام الدولة».
مينا منسى، عضو جماعة لجنة التوعية الوطنية بالإسكندرية، قال: «هناك نسبة كبيرة من الشباب القبطى استطاعوا الخروج من عباءة الكنيسة عقب قيام ثورة 25 يناير، بتنظيم عدة ائتلافات قبطية، وفى الوقت نفسه توجد فئة من الشباب القبطى ممن هم فى العقد الثانى من العمر والخريجين، مازالت تؤمن بالوجود داخل أسوار الكنيسة، ولكن هذه الفئة باتت يتيمة بعد رحيل البابا شنودة، لا يعلمون ماذا سيفعلون فى ظل تصاعد التيارات الإسلامية».
وأضاف: «كانوا يعتبرون البابا شنودة ملاذهم فى حل مشاكلهم وخلاصهم، ولا يرون أحدا فى مكانته حتى الآن، ولن يستطيع المجمع المقدس لم شمل هؤلاء الشباب داخل الكنيسة إلا عن طريق الأنبا موسى أسقف الشباب، فهو الوحيد القادر على التفاهم والتفاعل معهم لكونه ملما بالتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعى ويستطيع أن يتحدث معهم بلغتهم».
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :