كتبت – أماني موسى
قال الكاتب أحمد العسيلي، تعليقًا على وفاة الشاب المصرية سارة حجازي، أن الموت هو جزء من الحياة ومؤخرًا تحول الفيسبوك إلى مكان لنعي الأحباء ومن تم فقدهم خلال جائحة كورونا.
أول مشكلة تواجه الإنسان في موضوع الموت هو أنه بينساه
وتابع في فيديو بثه عبر قناته باليوتيوب، نشعر الآن وكأن الموت حاضر، هو أبدًا لم يغب ولكنه حاضر هذه الأيام بقوة، مستطردًا: أول مشكلة تواجه الإنسان في موضوع الموت هو أنه بينساه، وحتى الأمثال الشعبية المصرية تعاملت معه على أنه شر، وكشفت رغبتنا في أن نعيش جميعًا أبد الدهر، فجميعنا يرغب ببقاءه بالحياة وبقاء أحباءه، وهذه الرغبة تصيبنا بـ لغبطة وتنسينا أن أحبائنا سيموتون كما سنموت نحن أيضًا.
كل الكائنات الحية مصممة بالرغبة في البقاء
وأردف، كل الكائنات الحية مصممة بالرغبة في البقاء وحب الحياة، كل الكائنات بالكون تحاول البقاء من أول البكتيريا مرورًا بالحشرات والحيوانات والطيور وصولا للإنسان.
معضلة الإنسان هو أنه يريد البقاء وفي ذات الوقت يعلم بأنه سيموت
وما يزيد عن الإنسان في هذه الرغبة في البقاء، هي إدراكه لأنه فاني بخلاف الحيوانات والطيور الذين لا يملكون هذا الإدراك، وهذا الإدراك بالفناء يتعارض مع الرغبة في البقاء وعدم الموت، فمعضلة الإنسان هنا هو أنه يريد البقاء أبدًا وفي ذات الوقت يعلم بأنه سيموت في يوم ما، فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي يملك إدراك أنه كائن فاني سيموت والكائن الوحيد الذي يتجاهل هذا الأمر.
العودة للطبيعة وقبول فكرة الموت
لافتًا إلى أن بقية الكائنات الحية على وجه الأرض لا تتساءل متى ستموت، لماذا سأموت؟ لماذا رحل أحبائي، بعكس الإنسان، وحل هذه المعضلة يبدأ بالعودة للفطرة والطبيعة الموجودة في كل كائن حي على الأرض، وهي أن تقبل الموت وهي فكرة أصعب في تطبيقها من الأولى، وأشار إلى أنه بمشاهدة أي فيديو لأي حيوان يحتضر ربما ستجد ألم، حزن، لكنك لن تجد مقاومة.
اقبل الموت بكل ظرفه، بلغزه، واعلم بأنه لا أحد فك شفرة هذا اللغز إلا بالرحيل عن الحياة
وأضاف، الحل هو عدم الهرب منه وقبوله، تقبل الموت بكل ظرفه، بلغزه، وأنه لا أحد فك شفرة هذا اللغز إلا بالرحيل عن هذه الحياة، تقبل أنك مش عارف.
الموت ليس اختفاء لكنه مفارقة للحياة والذهاب لحياة أخرى
مشيرًا إلى أن بعض الجمل التي تتردد في مواقف الموت هي "أنا قابل الموت بس الفراق هو اللي صعب"، قائلاً: هذه الجملة مضحكة وهي خدع، فالموت هو نفسه الفراق، فراق الروح للجسد، فراق الشخص لمستقبله، خططه، حياته، عائلته، لأن الإنسان بالموت لا يختفي لكنه يفارق الحياة ويذهب إلى حياة أخرى.
الموت هو مصير الكل.. ما يفصل بيننا وبينه هو بعض الوقت
وأردف أن خوف البعض من فقدان أحبائهم يعني أنهم لم يدركوا بعد حقيقة الموت، لأنهم سيموتون آجلاً أو عاجلاً، لا مفر من الموت، وكلنا هنموت، ما يفصل بيننا وبين الموت هو شوية وقت.
الموت من أهم مكونات الحياة إذ يكبح جماح شر الإنسان
وشدد بأن الموت من أهم مكونات الحياة، لأن هذه الحياة إذا كانت بلا موت كانت ستصبح أشر وأقسى، قائلاً: "بص الحياة دلوقتي والبشر عارفين أن في موت، أمال لو مفيش موت كان حصل إيه؟"، أي أن الموت يكبح جماح شر الإنسان، لو كان الإنسان خالد لكان الشر وصل لمدى لا يمكن تصوره.
الموت أكبر مدرس في الدنيا
وأكد أن الموت أكبر مدرس في الدنيا، والكثيرين يتجاهلونه، قائلاً: محدش عايز يموت ولا عايز حد من أحباءه يموت، مشبهًا الموت بـ القطار الذي يفرم القلوب، ولكنه مدرس سيزور كل الناس، وأن هذا الأمر قدري مقدر مسبقًا لا جدال حوله، وكل شخص قادم للحياة وعنده ميعاد للرحيل.