كثرت الحكايات القديمة التي تفيد بأن الاحتفاظ بالبصل النيء وغير المقشر يبقي المواطنين في مأمن عن الأمراض، مثل الإنفلونزا والفيروسات، فعلى مدار سنوات، وانتشرت تلك القصص على وسائل التواصل الاجتماعي، ومع ظهور فيروس كورونا المستجد وتفشيه في البلدان، عادت للظهور مرة أخرى مثلما حدث خلال تفشي "إنفلونزا الخنازير" في عام 2009.
وفي هذا الصدد، تم تداول منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت تلك القصص، فمنهم مواطنة أمريكية نقلت قصة عن جدتها كنصيحة لحماية الأسر والعائلات من نزلات البرد والحمى، وقد اكتسبت تفاعلا قويا، وفقا لما ذكرته صحيفة "أريزونا ريبابليك" الأمريكية.
ويقول منشور المواطنة الأمريكية، إنه خلال جائحة الإنفلونزا في عام 1919، اكتشف طبيب مجهول أن وضع البصل غير المقشر في الهواء يمتص البكتيريا، مما يحافظ على صحة الأسرة، في حين ذكرت قصة أخرى أنه في الآونة الأخيرة استخدم مصفف شعر، البصل غير المقشر، في متجره لامتصاص الفيروسات والجراثيم، وتحدث منشور آخر عن صديق يستخدم البصل لعلاج الالتهاب الرئوي.
وأضاف منشور آخر: "إذا وضعت بصل بقشره في برطمان فارغ، ووضعت البرطمان بجوار شخص مريض ليلًا، سيكون البصل أسود في الصباح من امتصاص الجراثيم، التجربة أكيدة، لقد قمت بتجربتها، كان البصل في حالة فاسدة وبدأت أشعر بتحسن".
وبالرغم من أن المنشورات لا تتحدث على وجه التحديد عن فيروس كورونا المستجد، إلا أنها تدعي أن البصل يمكن أن يمتص الفيروسات والجراثيم والسموم من الهواء، وأيضا أنه قد يسبب التسمم الغذائي لأنه "مغناطيس" للبكتيريا.
ولكن، هل يكون البصل مغناطيسًا للبكتيريا والفيروسات ويسبب التسمم الغذائي في حالة تركه في الهواء فعليا؟
• البصل كعلاج شعبي
وفقا لموقع "سنوبس" الأمريكي، الذي يعرف كمرجع الأساطير العصرية، فإن الاستشهاد بترك البصل غير المقشر كعلاج شعبي للتخلص من الأمراض والجراثيم منذ القرن الخامس عشر على الأقل، ليس سوى أسطورة شائعة لدرجة أنها انغمست في حلقة من مسلسل "عائلة سيمبسون" الأمريكي.
وبالتقصي في حقيقة القصص، قد وجدت صحيفة "وول ستريت جورنال" ووكالة "أسوشيتد برس" وموقع "سنوبس" الأمريكيين، أنه لا يوجد أي دليل علمي على أن البصل يقوم بتصفية الهواء وتنقيته من الفيروسات والجراثيم.
وأوضحت الرابطة الوطنية للبصل في الولايات المتحدة الأمريكية، عبر موقعها على الإنترنت، أنه "لا يوجد دليل علمي على أن قطع البصل أو البصل غير المقشر يمتص الجراثيم أو يزيل السموم من الهواء"، مؤكدة أن "عصير البصل نفسه مضاد للميكروبات، ما يعني أنه يحارب البكتيريا بدلاً من امتصاصها".
وأشارت الرابطة الوطنية إلى أن فيروسات البرد والإنفلونزا تنتشر في المقام الأول عن طريق الاتصال وليس البقاء في الهواء، ليكون باستطاعة البصل امتصاصها وتدميرها.
• الفوائد الصحية للبصل
لكن، البصل لديه بعض الاستخدامات الطبية والعلاجية المعترف بها من قبل منظمة الصحة العالمية، فعصير البصل يستخدم كوسيلة للمساعدة في علاج العديد من الأمراض كنزلات البرد وسيلان الأنف.
وأشارت منظمة الصحة العالمية، خلال 4 مقالات علمية على مر السنوات، إلى أن البصل يقتل الأمراض ويمنع التسمم الغذائي، وهي تصريحات أكدتها الرابطة الوطنية للبصل أيضًا، التي قالت إن "مركز سلامة الأغذية في جامعة جورجيا أكد أن عصير البصل معروف بقتل أو منع نمو عدة أنواع من الكائنات الحية الدقيقة، بما في ذلك بعض الكائنات القادرة على التسبب في التسمم الغذائي لدى البشر".