عند الحديث عن علاج إدمان الحشيش يجب أن نذكر ما يدور في عقل كل متعاطي للمخدر الأكثر رواجا بين الفئات الباحثة عن علاج الإدمان في مصر والوطن العربي، ونجد دائما أن السؤال الأول الذي يستحضره المدمنون يتمحور حول إماكنية التخلص من تعاطي الحشيش دون تدخل طبي أو تلقى المساعدة من مستشفيات علاج الإدمان، بالتوقف مرة واحدة أو اللجوء لعلاج الإدمان في المنزل.

علاج إدمان الحشيش
ولكن تظل الحقيقة الواحدة في هذا الأمر أن مدمن المخدرات الذي فكر في التوقف عن التعاطي من تلقاء نفسه، قطع شوطا كبيرا في رحلة علاج إدمان الحشيش بامتلاكه عزيمة تقوده للتخلص من مرض الإدمان، ومن هنا يجب أن يضع نفسه في مسار واقعي يساعده في التعافي والتخلص نهائيا من المخدر، يعتمد بشكل كلي على إحاطته بالمعلومات الكاملة عن طبيعة المادة المخدرة التي أدمن عليها، والمراحل التي يجب أن يمر بها حتى الوصول إلى التعافي.

معلومات عن إدمان الحشيش
في البداية يجب أن نتفق جميعا أن تعاطي الحشيش المتكرر يصيب المتعاطي بالإدمان، إذ أن اعتياده على تناول جرعة من المخدر المستخرج من نبات القنب الهندي يصيبه بالاعتماد النفسي والجسدي، وهذا هو تعريف الإدمان (الاعتماد والاعتياد) الأمر الذي يجعله دائما في حاجة إلى التعاطي بجرعات أكثر تدمر الصحة العامة لجسم الإنسان، حتى يصل في نهاية المطاف إلى مرحلة الإصابة بمرض الفصام.

وقبل الاستناد إلى النتائج التي توصل إليها الطب في مجال علاج الإدمان على المخدرات حول أضرار إدمان الحشيش على الإنسان، يمكن أن يسأل المتعاطي نفسه عن أشياء يعلمها جيدا تثبت له الخديعة الكبرى المنتشرة في أوساط المتعاطين بأن الحشيش ليس إدمان، من بينها حالته المزاجية والنفسية عند الاستيقاظ من النوم، وانفعالاته الغير مبررة في كثير من المواقف التي تصادف عدم تناوله جرعة المخدر، كل هذه الأمور يعلمها المدمن جيدا وتكشف عن حالته النفسية والصحية، حتى نمط الحياة ودائرة الأصدقاء يتحكم فيها المخدر.

وعند الحديث عن علاج إدمان الحشيش لا بد أن تضع أمامك أيضا أضرار إدمانه التي تعاني منها حتى تكون دافعا للتخلص منه نهائيا، فمن المعلوم والمحسوم علميا أن الآثار الجانبية الناتجة عن التعاطي تبدأ بإصابة المدمن بارتفاع ضغط الدم، ويُعرف مدمن الحشيش بعلامات مصاحبة للتعاطي مثل النوم لساعات طويلة، وإصدار ردود أفعال غير طبيعية في كثير من المواقف، والكسل، وإحمرار العين، وإصفرار الوجه نتيجة تضرر الكبد، ويؤدي ذلك إلى ضعف جهاز المناعة حتى يصبح حاضنة للأمراض، ناهيك عن الخلل النفسي والعقلي ومرحلة الدخول في أنواع جديدة من المخدرات أكثر تأثيرا من الحشيش.

مراحل علاج إدمان الحشيش
وتبدأ رحلة علاج إدمان الحشيش بمرحلة التخلص من السموم ومواجهة أعراض الانسحاب وهي أول خطوة نحو الحرية والتعافي، وينصح دائما الأطباء باللجوء إلى المساعدة من أحد المراكز المتخصصة أو مستشفيات علاج الإدمان، للحصول على الدعم الكافي في تلك المرحلة بالكشف الطبي لمعرفة الأضرار الناتجة عن التعاطي ومعالجتها، وتوفير المساعدة الدوائية والدعم الصحي خلال سحب السموم من الجسم حتى لا يشعر المريض بأعراض مؤلمة.

ويدخل المريض بعد ذلك في برنامج علاجي متكامل يصاحبه تغيير في العادات الغذائية، واتباع نظام غذائي صحي يتم وضعه بناء على معايير طبية، مع تخصيص وقت يومي لممارسة الأنشطة والتمارين الرياضية التي تساعد فى علاج تعاطي الحشيش من حيث اتباع حياة صحية متكاملة، ثم الدخول في مرحلة التأهيل النفسي والسلوكي تمهيدا للاندماج في المجتمع كفرد طبيعي متعافي.