لم يدر "ك. أ. م" الشاب الثلاثيني أن خلافاته مع جاره على حد فاصل في أرض زراعية، ستكتب الفصل الأخير من حياته في مشهد مأساوي أضحى حديث الأهالي داخل مركز طهطا بمحافظة سوهاج، وفي يوم الواقعة نشبت بينهما مشادة كلامية تطورت لمشاجرة قام على إثرها بإطلاق الرصاص صوب المجني عليه، الأمر الذي أسفر عن إصابته بطلقة في الصدر، ليسقط على الأرض غارقا في دمائه، ويلقي مصرعه في الحال.

 

قبل وصول عقارب التاسعة صباحا يوم الواقعة، كان المقدم محمد كمال، رئيس مباحث مركز شرطة طهطا، قد وصل مكتبه للتو، بعد ليلة عمل شاقة من المرور على الكمائن والنقاط الأمنية بدائرة المركز، خلال فترة حظر التجول التى فرضها مجلس الوزراء للحد من انتشار فيروس «كورونا» المستجد، يقطع انهماكه في العمل صوت جهاز اللاسلكى القابع أمامه معلنا بداية ساخنة ليوم عمل جديد «مقتل شاب ثلاثيني على يد جاره في أحد الشوارع بدائرة المركز، اعتدل الضابط في جلسته وأمسك هاتفه ليخطر اللواء عبدالحميد أبو موسى، مدير مباحث سوهاج، ليأمر بسرعة الانتقال وفحص البلاغ والوقوف على ملابساته».
 
خلال دقائق معدودة انتقلت قوة أمنية من وحدة المباحث، على رأسها المقدم محمد كمال، والنقباء، محمد دياب، وأحمد فارس، معاونى مباحث المركز، لمسرح الجريمة، وفور وصوله عاين الضابط الشاب مسرح الجريمة، واطلع مدير المباحث على ما يدور بمسرح الجريمة، وأن الجثة لشاب ثلاثيني، ومصابة بطلقة نارية في منطقة الصدر، ليوجه بسماع أقوال شهود العيان ومراجعة كاميرات المراقبة بمحيط الجريمة حال وجودها.
 
أول خيوط القضية كانت أقوال شقيق المجني عليه المدعو "م. أ. م" 36 سنة، سائق، والذي اتهم عاملا ويقيم بذات الناحية بالتعدي على شقيقه المذكور وإطلاق عيار من سلاح ناري كان بحوزته، ما أدى لحدوث إصابته التي أودت بحياته، ‏‎بسبب خلافات على حد فاصل بين أرضهما الزراعية، بعد أقوال شقيق الضحية، بدت الصورة جلية أمام رجال المباحث، وأصبحت الصورة أكثر وضوحًا، وبات فريق البحث الجنائى يطارد شخصًا معلومًا وليس مجهول الهوية، فكانت الخطوة التالية هى تكثيف التحريات وجمع المعلومات عن المتهم وضبطه في أسرع وقت.
 
خلال وقت قصير توصلت جهود البحث والتحرى لرئيس مباحث مركز طهطا عن اختفاء المجنى داخل أحد الأماكن بدائرة المركز، وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، انطلقت مأمورية قادها النقيب محمد دياب، ونجحت في ضبط المتهم وتم اقتياده إلى المركز للتحقيق، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وتحرر المحضر اللازم عن الواقعة، وتمت إحالته للنيابة العامة لمباشرة التحقيقات.