د. مينا ملاك عازر
اهتمام الرئيس باثنين حدثت لهما حادثة وتوقفه لأجلهما، وإهداءه لهما خوذتين لا أستطيع فصله على الإطلاق عن اهتمام نفس الرئيس بكرامة المصري في اي مكان في العالم، مثل اهتمامه ب23 مصري محتجزين، أهينوا في ليبيا حتى أنه استطاع إعادتهم لأرض الوطن سالمين خلال 48 ساعة من اختطافهم، أظن أيضاً أنه سينتقم من الذين فعلوا بهم هكذا، ودفعوهم غصبا بالتقول والتلفظ على مصر ونظامها الحاكم.
لكن السؤال الذي يسيطر على عقلي ورأسي، كيف ننجح في ليبيا باستعادة المصريين المختطفين من قبل أعدائنا أو مليشيات تابعة لهم، وهذا مع العلم بأن مصر على خلاف بين مع حكومة الوفاق التي كانت وراء احتجاز هؤلاء المصريين، بل على خلاف وعداء بين مع من وراء تلك الحكومة، سواء النظام التركي أو القطري، فكيف أدرنا المفاوضات مع الأنداء؟ وكيف أقنعناهم بهذا العمل؟ أ لعلهم شعروا أنه لا فائدة من احتجاز المصريين أكثر من هذا، بعد ما أخذوه منهم من تصويرهم وهم يتلفظون بالتطاول على مصر ونظامها؟ أم أن ما حدث أغضب دول صديقة لمصر، مما هدد الأمر بالتفاقم فاختاروا السلامة لعدم استفزاز مصر ومن معها، وهل لن تستخدم مصر القوة الغاشمة مع هؤلاء الذين اختطفوا مواطنيها حتى وإن أعادوهم وأطلقوهم؟ السؤال يتزايد تصاعد في رأسي، هل حقاً ثمة علاقات خفية بين الجيش الليبي الذي يقاتل حكومة الوفاق وحكومة الوفاق بدليل أن الأموال تصله من جراء بيعه النفط للخارج، وحصة منه توضع في حسابات الوفاق، بالرغم من الخلاف بينهما فيصله نصيبه منها في أمر عجيب اقتصادياً وسياسياً.
المسألة زادت تعقيداً، هل علاقاتنا بأثيوبيا تخطت مرحلة العداء الذي نناصبه لحكومة الوفاق ومن معها؟ حتى أننا نجحنا في استعادة المحتجزين والمنكل بهم، ولم نستطع في مفاوضات بريئة مع أثيوبيا أن نقنعها بألا تتخذ موقفها هذا من ملء السد.
الثقة كل الثقة في أن الرئيس الذي أبى أن يهدر دماء 21مصرياً مسيحياً دون أن ينتقم لهم، ورفض إهدار كرامة 23مصرياً محتجزين، واهتمامه بشابين في حادثة، واهداهما بخوذتين لن يقبل تركيع وإذلال أكثر من مئة مليون مصري جراء ما تفعله إثيوبيا من تعنت، ولن يترك المصريين يدفعون ثمن تخاذل وتراخي وتواني أنظمة سابقة اختارت التباعد عن أفريقيا، فتركتها نهباً لأعدائنا، كما أنه لن يتركنا ندفع ثمن تعنت أثيوبي يهدف لتركيع مصر وتعطيشها، كما أنه لن يصمت أبدا على تراجع حصة مصر المائية، ما يؤثر على شعبها بسبب تصريحات مسؤولين سابقين صرحوا عن امتلاك مصر مياه جوفية تكفيها مئة عام، وما شابه حتى أن أثيوبيا تتاجر بتلك التصريحات ضدنا عالمياً مع مجموعة من الأفعال والمواقف التي اتخذها بعض المسؤولين أثناء المفاوضات وضعتنا في هذه الخانة الحرجة.
المختصر المفيد لم يبقى لنا في هذا الملف إلا الرئاسة وإلا....