كتب – روماني صبري
في خضم حراك الشارع بالولايات المتحدة بعد مقتل جورج فلويد، وجدل غير مسبوق في أروقة السياسية حول التمييز العنصري بحق الأمريكيين من أصول إفريقية، يحظى يوم الحرية الذي يحيي ذكرى انتهاء العبودية بأهمية خاصة، مع تعالي الأصوات المطالبة بالقطع النهائي مع تلك الحقبة وإزالة كل رموزها وإعادة النظر في أساليب عمل رجال الشرطة التي تتهم بالتعسف والتمييز في حق الأمريكيين من أصول إفريقية، مطالب شكلت موضوع استقطاب حاد في الشارع، وموضوعا للتجاذب السياسي بين الديمقراطيين والجمهوريين، اضطر معه الرئيس دونالد ترامب إلى تغيير موعد مسيرة انتخابية كانت مقررة في مدينة "تولسا" التي اشتهرت بوقوع مذبحة عنصرية في بدايات القرن المنصرم، فما الذي تحمله ذكرى يوم الحرية هذه السنة للولايات المتحدة؟.. ما مدى حضور المزايدات السياسية والتطلعات الانتخابية في تدبير ملف التمييز العنصري؟ .
مشكلة عميقة الجذور
وعلى خلفية ذلك قال "وايت ادم مايكل"، محام ضد العنصرية والتمييز، عبر تقنية الفيديو لبرنامج "بالتفاصيل" المذاع عبر فضائية "روسيا اليوم"، العنصرية في الولايات المتحدة عميقة الجذور ، وكانت هناك العديد من الحركات من اجل التغيير في التاريخ الأمريكي حتى في الماضي القريب ولكن الحركة الأكثر حداثة هي حركة اليوم التي تطالب بإصلاح العدالة الجنائية ومنع استخدام الشرطة المحلية للقوة ضد أصحاب البشرة السمراء والتي تسبب الموت."
هل تغير المشهد كثيرا ؟
بين الماضي البعيد والقريب لم يتغير المشهد كثيرا فبحلول عام 60 من القرن الماضي قاد "مارتن لوثر كينج" حركة سلمية للحصول على حق مدني متساوي للأمريكيين من أصول افريقية وعلى رغم من نجاح حركته وتغيير القانون الذي منحهم حق التصويت والمساواة بموجبه إلا أن روائح العنصرية لا يزال كما يقال تنبعث من بعض جنبات المجتمع الأمريكي، ومنها الحادث الأخير بقتل جورج فلويد المواطن الأمريكي من أصول افريقية بدهس رقبته من قبل شرطي.
ترامب السبب
وبدوره كشف "مهدي عفيفي" عضو سابق بالحزب الديمقراطي، عن أن ما شهدته أمريكا من أحداث عنصرية مع فلويد أو آخرين أدى إلى إشعال هذه الذكرى، لافتا :" وهي ذكرى دائما ما يتم الاحتفاء بها بشكل غير تقليدي بما نعرفه الآن، لكن بسبب الخطاب العنصري الذي تبناه الرئيس ترامب وكذا نظرا لما شهده العالم من حوادث فردية غير مقبولة على الإطلاق، زادت المطالبات بدحض العنصرية.
موضحا :" الغالبية العظمى من البيض في أمريكا يرفضون هذا التعاطي مع الملونين، ويؤكدون انه لابد من إعادة النظر في هذه الديمقراطية المتجددة، لأنه لو لم يحدث شيء في هذا الملف منذ 150 عاما أو حتى منذ 20 عاما لما كان مواطن أمريكي من أصول افريقية سيصل لحكم البلاد مثل الرئيس الأسبق باراك اوباما.
ورأى :" لابد من الإصلاح واستمراره لاسيما وان ترامب للأسف شجع على العنصرية."
العالم تغير
في السياق ذاته تصاعد هذا الجدال في لندن، حيث خرجت أصوات تنادي بعدم تمجيد رموز حقبة العنصرية وتتهم تشرشل وتطالب بإزالة تماثيله من البلاد، لماذا عرفت البلاد هذا الجدل هي الأخرى؟ .
وردا على ذلك قال دكتور صباح المختار رئيس جمعية المحاميين العرب، لان التصرفات العنصرية لم تعد مقبولة في عالم اليوم، بغض النظر إذا كانت كثيرة أو قليلة من بلد لآخر."
وأردف :" عالم اليوم يرى أن التعامل بعنصرية مع الآخرين غير قانوني ويسيء للإنسانية، بالتالي هذا مرفوض من كافة الفئات حتى العناصر اليمينية والمتطرفة تخجل من الحديث عن هذه الجرائم ."
