الأقباط متحدون | الفنانة The Artist (الأخيرة)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٠٤ | الأحد ٢٩ ابريل ٢٠١٢ | ٢١ برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٤٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الفنانة The Artist (الأخيرة)

الأحد ٢٩ ابريل ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

تأليف: انطوني ولسن/استراليا
 
[ بعد ان شاهدت سلوى الرواية المسرحية التي قدمتها الفرقة المصرية للتمثيل في سدني.. شعرت بشيء جارف بداخلها يؤكد لها أنها تستطيع ان تقوم بدور البطلة دون ما حاجة الى حفظ الدور او اجراء بروفات. اسرعت خلف الكواليس وهنأت رامي واخبرته بما في داخلها من تحدي للقيام بتمثيل دور بطلة الرواية.
 
تحدد الموعد ولم تخبر زوجها بما تنوى عمله. ذهبت ونجحت في التحدي لدرجة ان البطلة اعترضت وشككت في معرفتها المسبقة بالرواية، بل وقيامها بتمثيل نفس الدور.
 
هدأ رامي ما بينهما وشكر سلوى على اهتمامها بالمسرح. لكن في داخله صراع شديد. فهو لايريد لزوجة طبيب مشهور له مكانته العلمية والاجتماعية ان تقف على خشبة المسرح وتمثل.
 
ازدادت رغبة سلوى وأصرت على التمثيل.. نجحت في اقناع رامي بالانضمام الى الفريق بحجة ان التمثيل هواية وهي تهوى التمثيل ومن حقها ممارة هوايتها.
 
اخبرها عن روايته الجديدة «المولد». رواية تحكي قصة غازية.. لها مبادئ واخلاق لا تتحلى بها الكثيرات من سيدات المجتمع الافاضل.]
 
أحبت سلوى شخصية هذه الغازية. ومن الغريب ان موهبة سلوى الفنية لم تكن في التمثيل فقط.. لا بل في الرقص ايضا، وقد رفع هذا من رصيدها في الفريق. كانت تحظى باحترام العاملين معها، وكانت تشعر انها بين اخوة لها يحافظون عليها ويحترمونها. والذي اضفى عليها كل هذا، اصرارها على عودة خيرية الى الفريق، وهي السيدة التي كانت تقوم بدور البطولة في الرواية السابقة، وعادت خيرية فعلا وقبلت القيام بالدور النسائي الثاني في هذه الرواية. بهذا صار الفريق فريقا متماسكا متفاهما يعمل من اجل الفن.. من أجل تثبيت قواعد فريق تمثيل مسرحي مصري في المهجر قادرة على العمل في ألفة ومحبة وتفاهم.. فريق هواة.. لكنه لا يقلّ عن اي فريق محترف. لقد أسبغ الجميع على سلوى لقب «الفنانة».. لا يتحدثون اليها الا بهذا اللقب.. الفنانة جاءت.. الفنانة ذهبت.. نعم الفنانة هنا. كانت عندما تسمع هذا اللقب تشعر بالسعادة والفرحة يغمرانها، لكنها لم تتعال او تتكبّر على احد، لا من ناحية مركزها الاجتماعي.. ولا من ناحية تفوقها الفني.
 
ساد الهدوء، العلاقة بين سلوى وزوجها، اخبرته بما تعمل. لم يمانع  ولم يعترض. قالت لنفسها، إنها تريد ان تقطع على فضيلة كل طرق الدناءة والخسة. ظنت انها فعلا نجحت في ذلك. لم تعرف ان مدام فضيلة وراء هذا الهدوء الذي بينها وبين زوجها. لم تعلم أن مدام فضيلة تحوك مؤامرة من خلفها لتُحطم بها حياتها. انها ترصد تحركاتها وتعرف كل شيء عنها. لم تستطع في بادئ الامر ان تمسك عليها ما يمكنها ان تتخذه ضدّها.. لا مع رامي.. ولا مع غيره.. لكنها لم تيأس. لقد جاءتها الفرصة ذات يوم ارادت فيه سلوى ان ترتدي ملابس الغازية لتقوم بالتمثيل وتشعر انها تُمثل الدور بالفعل وتعيش فيه.
 
نعم جاءت مدام فضيلة الفرصة التي كانت تحلم بها. استطاع اعوانها التقاط صورة لسلوى وهي بالملابس الداخلية فقط.
في اليوم التالي لالتقاط الصورة، عاد عزت الى منزله مبكرا على غير عادته، كانت سلوى على وشك الخروج للتدريب على تمثيل الفصل الثاني في الرواية، فوجئت بعزت وقالت له..
 
سلوى: ايه مالك جاي بدري.. فيه حاجة يا حبيبي..
عزت: "في تهكم " لا.. يا حبيبتي.. بس انت رايحة فين؟
سلوى: مال صوتك كده مش عاجبني.. ايه فيه حاجة..
عزت: لا.. بس عايز اعرف الهانم رايحة فين..
 
سلوى: ايه.. انت نسيت.. انا مش قلت لك اني رايحة النهار ده كمان علشان البروفه على الفصل الثاني..
عزت: انت متأكدة انك رايحة هناك..
سلوى: مش فاهمة حاجة من الغازك دي اللي جاي تكلمني عليها.
عزت: يا سلام.. بقى انا عندي الغاز.
 
سلوى: اتكلم يا عزت على طول.. الملعونة عايزة ايه.
عزت: بلاش قلة أدب والكلام على الناس.. شوفي نفسك يا هانم بتروحي فين.
سلوى: انا ما اسمحلكش.. تتكلم معايا بالشكل ده.. ثم انك عارف كويس اني بروح مكان محترم.
عزت: اذا كان المكان محترم.. تقدري تقوليلي ازاي الصورة دي اتخذت لك.
 
«يخرج من جيب سترته بصورة ويلقي بها في وجهها..»
سلوى: صورة.. صورة ايه.
عزت: صورتك.. دي.. شوفيها.
« تلتقط الصورة من الارض.. صرخت عندما رأتها لم تصدق عينيها».
 
سلوى: نجحت هذه المجرمة الحقيرة.. ازاي.. ازاي..
عزت: مين اللي نجحت دي..
سلوى: انت عارف كويس انا بقصد مين..
عزت: لا أنا مش عارف.. لكن انا عايز تفسير لوجود الصورة دي.
 
سلوى: ما فيش اي تفسير.. انا لازم  أغير هدومي علشان البس الهدوم اللي امثل بيها.
عزت: قوم تقلعي بالشكل ده.. وكمان ما فيش حته تقلعي فيها ماحدش يشوفك.. واللا بتقلعي علني قدام الممثلين.. ما هو تمثيل.. مافيش عيب كلكم زملاء.. 
 
سلوى: انا ما اسمحلكش ابدا تكلمني بالشكل ده انا ست محترمة واشرف مليون مرة من الست اللي جابتلك الصورة دي.
عزت: تقصدي مين
سلوى: مين غيرها مدام فضيلة بتاعتك.
«صرخ عزت فيها وصفعها بالقلم على وجهها».
 
عزت: لا.. انا ما سمحلكيش تتكلمي على الناس بالشكل ده يا فاجرة يا قليلة الادب.
سلوى: اخرس.. اوعى تمد ايدك دي ثاني.. اذا كنت وصلت للدرجة دي من الانحطاط. انا مش قاعدة في البيت لحظة واحدة.. انا خارجه وسيباهو لك.
 
عزت: طبعا خارجة وسيباه.. طبعا رايحة تعيشي مع عشيقك رامي.. مش كده برضه يا.. فنانة..
سلوى: رامي.. يا ريت انت زي رامي وفي اخلاقه.. على العموم خليك وراء فضيلة.. يظهر انك.. من الصنف اللي ما يعرفش يعيش من غير قذارة.
 
خرجت من المنزل، استطاعت ان تجد مسكنا وعملا في احدى محلات  بيع «السندويتشات»، كان اسعد يوم في حياتها يوم حصلت على أول مرتب تقاضته من عملها. انها تستطيع ان تعمل، وان تكسب.. انها امرأة شريفة، وستظل شريفة الى النهاية.
 
فشل رامي في اقناعها بضرورة العودة الى بيتها وزوجها، هدّد بعدم عرض المسرحية، لأن حياتها العائلية اهم عنده من المسرح والتمثيل. هدّدته هي بانها سوف تذهب الى اي فريق تمثيل عربي في المهجر، في احتياج الى العنصر النسائي، وجد منها تصميما غريبا فرضخ لها.
 
لم يستطع رامي معرفة كيفية اخذ الصورة التي حدثته عنها. وبناء على هذا منع عمل البروفات، بملابس التمثيل. لم يحاول الذهاب الى حيث تعمل او تسكن. كانت ليزا خطيبته اكبر عون وتشجيع لها في محنتها. لم تخبر صديقتها ميرفت بما حدث. طلبت من رامي ألاّ يقول لها او لزوجها شيئا. كل الذي طلبته من ميرفت ان تتصل برامي اذا احتاجتها في شيء. وكان رامي خير درع لها وخير عون هو وخطيبته ليزا.
 
في أول محاولة من زوجها للأتصال بها، كانت التهديد بالطلاق حاول بهذا التهديد ان يجعلها تعود اليه. ومع الأسف كان هذا التهديد سببا في عنادها اكثر واكثر، بل صمّمت فعلا على الطلاق وطلبته عن طريق محام قانوني.
 
فشلت كل المساعي التي بذلت للتقريب بينهما واستمرت في عملها المتواضع البسيط والذي يتنافى مع دراستها وثقافتها وبيئتها التي نشأت فيها، بل وجدت في عملها نفسها وشخصيتها المكافحة القادرة على التحدي والصمود ضد كل ما تحاول ان تفعله فضيلة. لن تعطي هذه المرأة بغيتها، لن يخدعها رجل ولن ينالها انسان. بهذا تستطيع ان تفاخر بأنها ابنة وكيل الوزارة الذي غرس فيها القيم والمبادئ والاخلاق. وليس بقيمة العمل الذي تقوم به.
 
مضت على هذه الحال، اكثر من ستة اشهر، حان موعد عرض الرواية «المولد» تحدّد العرض، الاسبوع المقبل، وها هي كل الاستعدادات لهذا الافتتاح العظيم. انها أول رواية لها. انها المرة الاولى التي ستواجه فيها الجمهور. سوف يرى الناس.. هل تستحق فعلا وعن جدارة لقب الفنانة.. ام لا؟!
 
رُفع الستار عن الفصل الأول من مسرحية «المولد» حضرعدد كبير من افراد الجالية المصرية، وايضا من افراد الجالية العربية في المهجر. رامي له شعبية بين صفوف الجالية. لذا كانت الصالة مكتظة بالحضور. اضف الى ذلك ان قصة سلوى، وخلافها مع زوجها كانت قد انتشرت بسرعة عجيبة وقد اضفى عليها الناس الكثير من الاقاويل. مما جعل منها انسانة شاذة في نظر البعض. وانسانة تتمتع بشخصية خرافية حتى تترك زوجها الطبيب المشهور من اجل التمثيل.
 
اطفئت الانوار في الصالة، اضيئت انوار المسرح.. بدأت المسرحية بمنظر قرية من قرى الريف المصري. تحتفل القرية بمولد احد ابنائها من اولياء الله الصالحين. الكل فرح، اصوات الباعة مختلطة مع اصوات الناس، تدخل الغازية «سلوى» مع زميلتها والطبال «رامي». يلتف الناس حولهم وهم يصفقون ويهللون للراقصة.
 
انثاء هذا المشهد، دخل الدكتور عزت ومعه مدام فضيلة، واثنان من رجالاتها. ما ان رأت سلوى قدومهم، حتى صرخت وطلبت اضاءة انوار الصالة.
 
عندما أُضيئت الانوار، توقف الجميع عن التمثيل، حبس الجمهور انفاسه ولم يتحرك احد من مكانه. بل حملق الجميع بعيونهم واخذوا ينقلونها تارة الى المسرح، واخرى الى الواقفين في الصالة على بعد حوالي ثلاثة امتار من خشبة المسرح.
 
فوجيء الجميع بسلوى وهي تتقدم الى الامام على المسرح ورامي يتبعها، صرخت في وجه زوجها الدكتور عزت قائلة::
سلوى: عايز ايه.. انت جاي هنا علشان ايه.
 
عزت: علشان تيجي معايا دلوقتي، تسيبي المهزلة والكلام الفارغ ده وترجعي لبيتك.
سلوى: اشمعني دلوقتي افتكرت ان لي بيت وعايز ترجعني له.
 
«لم تدعه يجيب على سؤالها، بل استمرت في حديثها». طبعاً فضيلة هي اللي اترجتك علشان تيجي وترجعني البيت.
عزت: ايوه.
 
سلوى: ما سألتش نفسك اشمعنى مدام فضيلة هي اللي تقبل وساطتها وتتنازل وتيجي في مكان زي ده عشان ترجعني.
عزت: تعالي دلوقتي وفي البيت نتفاهم.
 
سلوى: لا.. لا يا دكتور.. لا وبأعلى صوتي.. لا انا مش راجعة معاك.. لا دلوقتي ولا بعد كده. اجراءات الطلاق حتم، وتاخد المدام ورجالتها معاك وتختصر الشر.
 
عزت: انت بتهدديني.. ثم انا ما اسمحلكيش تتكلمي على مدام فضيلة بالشكل ده.
سلوى: طبعا.. علشان كده اصريت على أن اتعرف عليها وانضم الى مجتمعها. مجتمعها الراقي اللي بيضم ستات المجتمع الراقيات.. مش كده برضه يا.. دكتور.
 
عزت: ايوه طبعا.. واشرف لنا كلنا اننا نعرف واحدة محترمة زيها.
سلوى: محترمة.. وانا اللي غير محترمة.. مش كده برضه يا.. محترم.
عزت: كفاية كلام وانزلي وفي البيت نناقش مشاكلنا.
 
سلوى: لا.. لا مرة ثانية وثالثة ورابعة كمان.. لا يا دكتور انامش نازلة من على المسرح.. انا حاخليهم يطردوك انت واللي معاك.. وحا كمل دوري في الرواية.. دوري كرقاصة.. غازية في مولد. ما فيش مرة حاولت فيها تحضر الرواية من غير ما حد يشوفك واحنا بنعمل بروفات، وتحكم بنفسك على الغازية اللي بترقص في الموالد. الغازية دي.. عندها مباديء وقيم واخلاق مش موجودين عند ناس كتيرة في مجتمعكم الراقي يا دكتور.. انا بنت وكيل وزارة واستاذك في كلية الطب. انا مش اقل منك تعليم او ثقافة أو شخصية.. انا حاصلة على الثانوية العامة علمي بمجموع 92%. يعني كان ممكن اكون دكتوره زيك واحسن منك. اخترت كلية الحقوق.. مش علشان غاوية حقوق.. لا علشان اتخرج واطالب بحقي كاإمرأة اني اكون وكيل للنائب العام.. افتكر اتقابلنا يوم ظهور نتيجة الليسانس وكان تقديري جيد جدا.. نسيت يا دكتور.
 
عزت: لا ما نسيتش.. حانحل مشاكلنا في البيت.
مدام فضيلة: اعقلي يا بنتي وانزلي وروحي مع جوزك.
سلوى: المصيبة انه جاي وانت معاه.
فضيلة: انا يا بنتي عايزة مصلحتك.
 
سلوى: طبعاً مصلحتي.. مصلحتي يا دكتور عزت.. تعرف قالتلي الكلام ده امتى.. حا قولك يا استاذ الاساتيذ.
فضيلة: يا بنتي ما فيش داعي للفضايح قدام الناس.. دا انت من عائلة محترمة.. وجوزك راجل محترم وله مكانته بين الناس.
سلوى: «في عصبية» شوفي يا ست انت «مش» عارفه بأي عين بتكلميني وانت عارفه كويس رأيي فيكي.. ان كان على الناس.. فدول جمهوري اللي بيصفق لي وأنا بمثل.. واللي بيجي ويحضر علشان يشاهد الرواية ويكلمني بكل ادب واحترام.
 
تتحدث مدام فضيلة الى الدكتور عزت..
فضيلة: افتكر يا دكتور كفاية لغاية كده.. سيبها مدام هي عنيده بالشكل ده.. مش عارفه مصلحتها.
سلوى:  لا يا مدام فضيلة «كمن تتذكر شيئاً» انا مش مفروض اندهلك بالاسم ده .. كلمة فضيلة كلمة مقدسة.. لها معنى كبير.. كبير قوي.. لكن انا حا سميكي مدام رذيلة.
 
عزت: كفاية بقى وبلاش مسخرة.
فضيلة: دي باين عليها مش في وعيها، احنا جايين علشان مصلحتها.. على العموم انت حر.. دي مراتك وانت حر التصرف معاها.. انا ماشية.
سلوى: لا.. لا يا مدام رذيلة.. ماشية رايحة فين.. ومين قال اني مش في وعيي.. لعلمك ما فيش فنان يوقف على خشبة المسرح الا لما يكون في كامل وعيه.
فضيلة: «توجه كلامها الى الدكتور عزت» عن اذنك انا ماشية.. يللا يا رجالة.
 
سلوى: خليكي مكانك ما تتحركيش خطوة واحدة.. الدكتور عزت لازم يسمع ويعرف كل حاجة. انا مش بفتري عليكي او باشتمك.. لا، انت فعلا يليق عليكي الاسم ده.. تعرف ليه يا دكتور.. علشان مراتك اللي جات معاك استراليا عشان تعيش حياة كريمة ومحترمة زي ما كانت عايشة.. بصت لقيتك انت نفسك منحرف وتعرف شخصيات زي الست دي..
عزت: يا سلوى كفاية بقى..
 
سلوى: الله.. بقالي زمان ما سمعتش اسمي كويس.. سلوى.. متشكرة انك لسه فاكر اسمي.. لكن اسمع.. اسمع كويس يا دكتور.. انا اول ما جيت استراليا كنت وحدية.. ما ليش اهل ولا اصدقاء.. المهم انت عرفتني على الست دي.. على اساس انها ست محترمة وممكن اتعلم منها حاجات كثيرة.. كثيرة جدا. حاجات لا الغازية الي في الرواية ولا اي «مومس» محترفة تعرفها.. اسمعني يا دكتور كويس.. ما فيش حد من اللي بمثل معاهم اتجرأ وقدم لي .. سيجارة. تعرف الست دي اول مرة زرتها فيها قدمت لي ايه.. سيجارة ملفوفة.. اول مرة اعرف ان فيه سيجارة ملفوفة وسيجارة غير ملفوفة.. ملفوفة يعني فيها حشيش يا دكتور.. طبعا رفضت، تاني مرة زرتها يا دكتورنا يا محترم كان موجود معانا اكثر من 6 ستات. زوجات طبعاً لاحسن ازواج في المجتمع.. بعد القهوة والكلام.. طلبت مننا الست الهانم ننتقل لمكان تاني. المكان عبارة عن صالة كبيرة فيها شاشة سينما لعرض الافلام.. ما كانش فيه كراس.. كانت مفروشة على الطريقة العربية.. يعني شلت على الارض وقدام كل شلته ترابيزة صغيرة عليها زجاجة ويسكي.. بعدما قعدنا.. وقفت الهانم وقالت لنا انها رايحة تفرجنا على آخر فيلم وصل حديثا لم يشاهده احد في استراليا.. بدأ عرض الفيلم بعد ان اطفئت الانوار. في اللحظة دي بصينا لاقينا رجالة  جاية كل واحد ناحية واحد منا.. بدأت احداث الفيلم تظهر، او بمعنى آخر بدأت الصورة تظهر.. تعرف يا دكتور الفيلم كان ايه.
 
فضيلة: بس كفاية.. انا مش مستعدة اسمع كلام واحدة باين عليها شاربه وسكرانه وبتخرف..
سلوى: لا يا هانم.. انا مش بخرف ولا أنا سكرانه حاتقفي وتسمعي.
عزت: ما فيش داعي.. نتكلم في البيت.
 
سلوى: ما قلت لك ما فيش بيت.. اسمع بس يا راجل وخليها تقف علشان الكلام يبقى قدامها. تكذبني اذا كنت كدابه. تعرف الفيلم كان ايه.. فيلم فاضح.. فيلم جنسي يا دكتور.. واسألها اللي عملته فيها.. تعرف الاثنين الرجاله اللي معاها دول مين.. واحد اكبر تاجر مخدرات، وواحد اكبر قواد، وهي ست المعلمين كلهم.. خليها تكذبني.. آه.. وفيه حاجة ثانية احب اقولها لك دلوقتي.. تعرف رامي اللي انت بتتهمني فيه.. اشرف واجدع من اي راجل عرفته انت عن طريق الهانم.. تعرف ليه.
 
لم تنهي سلوى حديثها.. انطلقت رصاصة اطلقها احد رجالات مدام فضيلة.. ارتمى رامي بسرعة على سلوى، اصابته الرصاصة في مقتل.. وقع والدم ينزف منه بغزارة.. لفظ انفاسه الأخيرة.. وسلوى محتضناه في ذهول، والجمهور واقف يصفّق في حرارة شديدة دون ان يعرف الحقيقة.
(تمت).
 
*من كتاب «زفة العروس؟ للمؤلف: انطوني ولسن، الصادر عام 1994 عن دار عصام حداد للطباعة والنشر - جبيل لبنان. حقوق الطبع محفوظة للمؤلف.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :