الأقباط متحدون | دار المعنفات وإعادة تأهيل الرجل
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٣٥ | الأحد ٢٩ ابريل ٢٠١٢ | ٢١ برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٤٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

دار المعنفات وإعادة تأهيل الرجل

الأحد ٢٩ ابريل ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : مرثا فرنسيس
 
نوع جديد من الدور التي أخذت مكانها على ارض الواقع في الاسكندرية، ورغم أنه حلا مؤقتاً لمشكلة المشاكل التي تواجهها المرأة وهي تعرضها للعنف من قبل الرجل كأب وأخ والنسبة الأعلى كزوج، وهو قطعا ليس حلا جذرياً للمشكلة ولكنه مجرد توفير مساعدة مؤقتة حتى يتم رفع قضايا والحكم فيها وهذا يتطلب وقتاً ومالا ومساندة لنفسية للمرأة المعنفة.

وفي حديث للاستاذة عزة سليمان رئيس مركز قضايا المرأة المصرية  وهي ناشطة وحقوقية مصرية-أعطت فكرة عن هذه الدار والهدف منها وفي الاساس الهدف منها هو حماية المراة المعنفة والمتعرضة للضرب المبرح مرات عديدة وبعض السيدات يتعرضن للحرق والاعتداء عليهن بالآت حادة  من الزوج ،وهذا يؤدي الى إصابات خطيرة وجروح عميقة وكثيرا ماتحدث تشوهات جسدية وبكل تأكيد لاحصر للتشوهات النفسية للأم والزوجة والاطفال.
 
تستقبل دار المعنفات هؤلاء السيدات وكثيرا مايكن مطرودات بأولادهن فتوفر لهن اقامة مؤقتة ومعالجة جسدية ونفسية وتختلف فترة العلاج حسب الحالة وعدد مرات التعرض لهذا العنف، وتقوم الدار بعقد ندوات ومحاضرات لتوعية السيدات وايضا لتوعية الاسر بشكل عام .
 
والزوجة المضروبة والمصابة تترك بلا علاج ولا اسعاف فالمستشفيات ترفض استقبالها  خاصة وانها مطرودة ولا تستطيع توفير المال اللازم لعلاجها، وكما هو معروف أن دفع مبلغ من المال اصبح شرطا للدخول للمستشفى، والزوج يرفض تحمل مسئولية مافعله بها، بل أنه ينكره تماماً وقد يؤدي عدم اجراء جراحات معينة او اسعافات ضرورية في وقتها الى مضاعفات تصل الى حد الوفاة ومشاكل يصعب تقدير عواقبها، ولا يتم الابلاغ عن هذه الحالات خوفا من المسئولية.
 
واذا لجأت الزوجة الى اقسام الشرطة تطلب المساعدة والحماية تجد من يلقي عليها محاضرة في دور الزوجة تجاه غضب الرجل وملخص المحاضرة انها السبب الذي استفز الرجل وادى به الى ضربها وتعنيفها! وتخرج مكسورة ومظلومة اكثر مما كانت تشعر قبل دخولها قسم الشرطة.
 
في دار المعنفات ايضا تواجه المرأة مشاكل اخرى اهمها ان اقامتها في الدار تكون لفترة مؤقتة لحين ابتداء اتخاذ اجراءات قانونية ضد الزوج وهذا امر يطول لسنوات وسنوات فالقوانين تساند الرجل في مجتمعاتنا الذكورية ولا تنصف المرأة، وتكون المشكلة اكثر تعقيدا اذا قام الزوج المعتدي ببيع شقة الزوجية وضياع حق الزوجة بالكامل، اما المشكلة الثانية فهي وجود الكثيرات من ساقطات القيد وهذا يعني عدم وجود اثبات شخصية لهن فتتعطل الاجراءات القانونية 
اللازمة، رغم توفر هذه المساعدة من الدار وهي رفع القضايا عن طريق محامين متخصصين، 
 
تقوم دور المعنفات باستضافة متخصصين لالقاء محاضرات توعية للاسرة عن اهمية المساهمة في تقليل العنف ضد المرأة كأخت وكزوجة وكأم؛ وايضا توعية للمرأة عن كيفية التعامل مع هذا العنف ورفضه بدون عنف حتى لا تتحول الحياة في المجتمع الى صراع في الغابة! ويرفض عديد من الأسر وخاصة الازواج والأباء حضور هذه التوعية وهذا يجعل الأمور اصعب.
 
دور المعنفات حلا مؤقتا لمواجهة العنف ضد المرأة ومساندة المعنفات وتقديم المساعدة لهن، ولكنه لايزال حلا مؤقتا والمشكلة دائمة في ظل مجتمعات وقوانين تعطي للرجل كافة الحقوق للسيطرة وتهميش المرأة وتتيح له الفرصة لممارسة كافة اشكال العنف ضدها دون معاقبة او مراجعة، في مصر لم تتغير قوانين الاحوال  الشخصية منذ عام 1920 ولكن تم ترقيع هذه القوانين محاولة للاصلاح ولكن هذه الترقيعات لم تحل مشاكل ولم تقلل من سلطان الرجل غير المحدود .وهكذا تدور المرأة في دائرة مغلقة. 
 
رغم روعة فكرة دار المعنفات واهدافها الجميلة ودورها المؤثر الا انها لا تعالج المشكلة الاساسية ولا تقلل من عنف الرجل تجاه المرأة فما هو الحل؟ 
 
اظن ان الرجل يحتاج الى دور مماثلة يتم فيها اعادة تأهيل الرجل الذي يلجأ للعنف مع زوجته او ابنته، واعادة تصحيح المفاهيم المتأصلة في جذور افكاره عن مكانة المرأة وعن كيفية التعامل الانساني معها، كما اظن اننا نحتاج تفعيل قوانين لتجريم الاعتداء على المرأة بكل اشكاله، ولكن ماهو الحل مع المستشفيات واقسام البوليس؟ لنتخيل اليوم البنات الصغيرات ممن يشاهدن اعتداء الاب على الام امام اعينهن وافكر في ماقد يتكون داخل البنت من افكار حول الزواج والاسرة  بشكل خاص، واتابع نسبة الفتيات اللاتي يلجأن الى تعلم الرياضات العنيفة بهدف الدفاع عن النفس، واتوجس خيفة ان تتحول هذه الصور والخبرات السيئة عن الرجل وعن الزواج داخل الفتيات الصغيرات الى طاقة انتقامية لا يمكن مواجهتها فتنقلب الامور الى العكس؛ ويتحول الطرف المعروف عنه الضعف الجسدي الى اسد عنيف لا يقبل الاهانة والتعرض للضرب ويبادر الى التكشير عن انيابه حتى لا يستضعفه الطرف الآخر(اي الرجل)! كيف يكون حال البيوت في مثل هذه الحالة ؟!! أليس هذا ممكناً؟
 
ماهي الحلول المقترحة امام المرأة في عصر الثورات والحريات والجرأة والمطالبة بالحقوق! ومازالت القوانين والمجتمع والدين الذي يعطي كل الصلاحيات والحقوق للرجل وسلبية رجل الشرطة المفترض فيه ان يدافع عن المعتدى عليه بدلا من تلقينه وابل من النصائح في دور المرأة ومكانة الرجل المقدسة! ماهي المخارج المقترحة أمام المرأة بدلا من كل هذه الحلول المؤقتة، ماذا تفعل؟
 
محبتي للجميع




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :