بقلم : شتيوى عبدالله
عليك – لكي تعرف ما يفكر فيه الناس حقًا ... أن تنتبه إلى ما يفعلونه لا إلى ما يقولونه، بهذه الكلمات العظيمة التى قالها الفيلسوف العظيم "رينيه ديكارت " ، أشعر الآن إنني بصدد أن ابدأ في استثمار أموالي في تجميع بعض الأنواع الخاصة من البشر، وتحديدًا بعض الأقباط سواء في مصر أو خارجها، فى مبنى أصممه لمعرفة هؤلاء الناس لعلاج مرضى الشعور بالذات، والنرجسية، والثقة بالذات، وكارهي سماع صوت الآخر المختلف معي في حرية الرأي والتعبير ...
الحقيقة وحتى لا أتجنى على أحد فأننا جميعًا نحتاج إلى العلاج من هذه الأمراض الخطيرة، نحتاج تلقي العلاج حتى لا نشكل خطرًا على مصرنا الحبيبة، وكل جزء فيها، ولأن الكنيسة ليست بعيدة عن الكل، فإنها عرضة للخطر – وهى تمر بمرحلة حرجة للغاية – كما تمر مصر بنفس الظروف، ولأن هذه هى طبيعة البشر والمصريين فأن هناك أناس ضاقوا بالآخرين المختلفين معهم ، وحاولوا إستمالاتهم بشتى الطرق حتى اللجوء إلى الرشوة النفسية حتى يتبعوا أرائهم المريضة، ويلغوا العقل نعمة الله التي تميز الإنسان عن غيره ...
ولأن الافكار من وقت لآخر، ومن شخص لآخر فأنني وجدت مقالاً يحمل أفكاري نشرته صحيفة "الأقباط المتحدون" لأبونا "أثناسيوس" والذى أقتبس منه قوله :" كنيستنا لا تقوم على الحُكم الفردي المُطلق، فعلى مستوى الكنيسة الشعب يزكّي كاهنه، وعلى مستوى الإيبارشية يزكي أسقفه، وعلى المستوى العام ينتخب البابا البطريرك؛ لأن للشعب حق التزكية وللأساقفة وضع اليد (انتخبوهم أنتم؛ فنقيمهم نحن) وعلى هذا النحو يشترك الشعب في اختيار راعيه.
إن صراحة الإيمان تستلزم الإبتعاد عن التعتيم والتكميم والإلهاء والقمع؛ ما دُمنا لا نبتغي إلا سلامة الكنيسة في وقار وعدل... إن صراحة الإيمان تحتاج إلى محبة الصلاح والشجاعة؛ بل والرجولة الروحية (كونوا رجالاً)؛ فالرجولة لا تعني الذكورة؛ لكنها تعني التعقل والغيرة والمصارحة... بحيث أننا نحلم أن يترشح للبطريركية مَن يزكيه الناس لعطر سيرته وحُسن عبادته وتقواه؛ لا أن يتكالب أحد ليزكّي نفسه بذاته... نحلم بمن يترشح محمولاً من الناس إلى المقدمة؛ لا بمن يحفظ المتكأ الأول لنفسه؛ معتبرًا أنه الأقدر والأليق. نحلم بمن يشير عليه الروح ويدفع به عبر الشهود الأتقياء والمختبرين؛ لا مَن تتقدمه الأهواء والمطامع ليقول ها أنذا؛ نحلم برجاء في من تسعى إليه الكرامة؛ لأنه يهرب منها؛ بينما هو جدير بها؛ لا عبر وساطات ولا بأيادي أية سلطة زمنية؛ لكن بيد القدير الحكيم العارف القلوب والخفايا" .
إلى هنا وبكلمات وأفكار أبونا "أثناسيوس" والتىيتشابهت وتوحدت مع ما بداخلي، فأنه وجب الآن علينا أن نتعاطف مع هؤلاء المرضى وأن نمسك بيدهم ونرشدهم إلى العلاج، وأولى خطوات العلاج هي إرسال سماع صوت العقل وإستعادة أفكار الآخرين المخالفة للرأي التى أرسلها هؤلاء المرضى إلى مزبلة التاريخ دون النظر أوالتمعن فيها – وهذا رأيي الشخصى- وكما قلت فأنا من هؤلاء المرضى وإنه ليس على المريض حرج، فأنا أقول لمن لا يستطيع القراءة بين السطور أن يتنحنوا جانبًا بعيدًا عن المشهد العام وعدم الدخول فى مستنقع الثقافة الحالى الذي هو بعيد المنال عن الفهم .
والمقترح الثانى أن يكون الأطباء المعالجين من رجال السحر والشعوذة والعارفين ببواطن الأمور، حتى نوضح للآخرين أن أفكار الدراما الحالية تحتاج إلى "ورك هدد يتيم" و"عرق بخور جاوا " لتحضير شياطين.