الأقباط متحدون | شرف لـ"أمريكا"
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:١٥ | الثلاثاء ١ مايو ٢٠١٢ | ٢٣ برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٤٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

شرف لـ"أمريكا"

الثلاثاء ١ مايو ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم- مينا ملاك عازر
لا جدال عزيزي القارئ أنه شرف لـ"أمريكا" أن يحصل أهل الشيخ "حازم"- ومن ضمنهم والدته رحمها الله- على جنسيتها، كما أنه شرف لها أيضًا أن يحصل ولدي الدكتور الإستبن على الجنسية الأمريكية، وأعتقد أن هناك الكثير من الرجال المسؤولين بالتيار الإسلامي يحصلون هم أنفسهم على تلك الجنسية، هم أو ذويهم، وهو حقًا شرف لـ"الولايات المتحدة الأمريكية"، شرف سعت له ولم يسعوا هم له، وبالتالي فلا يجب علينا محاسبتهم على ذلك، ولا استبعادهم لذلك، فهم كانوا في ذلك مجبرين ومقهورين ومضغوط عليهم، وممارس ضدهم أعلى درجات الضغط النفسي والمعنوي، ومن ثم فأنا ألتمس لهم العذر.

والعذر يأتي أنهم كانوا في مهب الريح أمام عتي النظام السابق، ولم يجدوا في جنسية أي دولة عربية كـ"السعودية" مثلاً الملاذ والمأمن لأنفسهم ولذويهم، وجدوه فقط مع "أمريكا"، الدولة العبيطة في العالم هي والعالم الغربي اللذان يناديان بالحرية والديمقراطية، فأمريكا مثلاً هي الدولة التي تقبل أن تُشتم من الإسلاميين وتحميهم وتغدق عليهم بجنسيتها لتكون حماية لهم منها ومن دولهم الأم، ولذا هي سعت لأن يحصلوا على جنسيتها لكي تحميهم من غضبها ومن الأذى.. الأذى قد يقع عليهم من أنظمتهم التي تحكم بلادهم، فكيف نلومهم الآن؟ ولماذا وهم كانوا بلا حيلة؟ ونحرمهم من أن يحتفظوا بتلك الجنسية التي طالما يسعى الملايين من الشباب المصري ليس لنوالها بل للسفر فقط لبلادها ليعيشوا عيشًا كريمًا غير طامحين في جنسية ولا شيء، إلا أن "أمريكا" ترفض قبولهم كضيوف أو كعمالة، فاتحة أبوابها فقط للإرهابيين ليحتموا بها، ولينفذوا بها أعمالهم الإرهابية، أو ليخططوا لتنفيذ عملياتهم الدموية وسط حراستها وحمايتها المنعم بها عليهم.

أرجوكم، لا تلوموا الإستبن ولا الدكتور "العوا" على أن أبنائهما مجنسون بجنسية "أمريكا" و"إنجلترا"، فهي بلاد تسعى لأن تنال شرف حماية المعارضين وحماية المتطرفين، لأنها وببساطة تقدر قيمة الحرية لأُناس لا يعرفون عن الحرية شيء إلا فيما يفيدهم، والفرق بين أن يحصل مصري متطرف على الجنسية الأمريكية أو حق اللجوء بها أو حق دخولها وبين أن يحصل مصري عادي يحتاج السفر لتلك الدول، ولو لعلاج أولاده أو علاج نفسه، كالفرق بين أن تستأذن رجل قبل أن تقتله أن يفتح لك بيته فيقبل وهو يعلم أنك ستقتله، وبين أن تستأذن رجل تعرف أنه معرض لخطر أن يفتح لك بيته لتحميه فيرفض!

وبمناسبة العلاج وعلاج الأولاد، أنا شخصيًا أعرف أرملة شابة تحتاج للسفر لأمريكا لتعيش إحدى بنتيها الكفيفة عيشة كريمة، ولما قبلت "أمريكا" قبلت بشرط أن تسافر الأرملة الشابة لوالديها بـ"أمريكا" لمدة شهر واحد فقط، وضمانًا لعودتها ثانيةً لـ"مصر" وكي لا تستمر هناك، أصرت "أمريكا" أن تبقي الأم بنتها الثانية غير الكفيفة ذات الثلاث سنوات بـ"مصر" فشتتت شمل الأسرة، فرّقت الأختين التوأم لتحافظ على بلادها من أولئك المحاولين محاولات يائسة علاج بناتهم أو يعيشون مع ذويهم ولا يعيشون بمفردهم ببلدهم أو على الأقل من يحافظون لأولادهم المحتاجين رعاية لا توجد بـ"مصر" بالقدر الكافي أو بالقدر الذين يرضون عنه لأولادهم، ومن هنا فأنا أطالب أن تعترف "أمريكا" بكم الممارسات التي بها محايلة والتي مارستها على الدكتور الإستبن ليحصل ولده وبنته على جنسيتها، وكأنها تستقرأ المستقبل وتقرأ الغيب، لتعرف أنه الإستبن سيحكم "مصر" أو سيكون مرشحًا لحكمها، ولنكون أكثر تعميمًا هي ضغوط على كثير من الإسلاميين يا جماعة، فعلينا أن نفهم كيف لأمريكا أن تعرف أن أولئك الإسلاميين سيكونون يومًا ما قاب قوسين أو أدنى من حكم البلاد وقهر العباد، فتتملقهم من زمان لكسب ودهم وتعاطفهم معها، وهل في ذلك كسر لعينهم؟ أنا شخصيًا لا أظن، فدول لا يستحون وما بيختشوش، بدليل هجومهم المستمر على الغرب وعلى "أمريكا"، رغم أن هذا الغرب يوفر لهم ما لا يوفره للآخرين من رعاية وحماية وجنسية.

المختصر المفيد، عجبت من رجال أفعالهم تتناقض مع أقوالهم وأفكارهم، فهل هم رجال حقًا؟؟..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :