كتبت – أماني موسى
قال الكاتب والإعلامي أحمد العسيلي، أن الآباء عليهم التخلي عن أفكارهم عن الأطفال دول جايين وظيفتهم إيه في الدنيا؟ بمعنى آخر أن يدرك الأباء أن أبنائهم ليسوا لهم وليسوا ملكيتهم الخاصة، وهذا يحتاج إلى درجة من الوعي وتدريب التخلي.
وأضاف في فيديو عبر قناته باليوتيوب ضمن سلسلة تربية الأبناء ولماذا ننجبهم؟ وماذا سنترك لهم؟ التخلي هو ألا يكون أي شيء خاص بي مرتبط بآخرين أو بأمور خارج إطاري، كأن يربط البعض بين كونهم بخير وبين وجود أبناءهم مثلا أو وجود أشخاص معينة بحياتهم، أنك تبقى بخير مشروط بوجود شخص بيحبك، أنك تبقى كويس وبخير مشروط بحدوث أشياء مخك مرتبها بداخله للحدوث، أنك تبقى بخير في حال حدوث الأشياء التي تراها أنها تنقصك، مشيرًا إلى أن هناك فارق بينها وبين الأشياء التي تحتاجها، دي الحاجات اللي أنت فاكر نفسك أنك محتاجها.
وأشار إلى أن الإيجو الخاص بالأباء يجعلهم يشعرون تجاه أبنائهم أنهم ملكية خاصة لهم، وعليك أن تخاطب الأنا لديك أن أبناءك ليسوا ملكك ولكنهم ملك نفسهم والحياة والله، مستطردًا أن تعامل الأباء مع أبنائهم باعتبارهم ملكيات لهم يجعلهم يقتربون منهم كثيرًا ويضيقون عليهم ويريدون تدريبهم ليكونوا بطريقة ما معينة وأن يكونوا امتداد لهم.
وتابع، من هنا ينشأ فكرة الحب المشروط لأبنائنا، أي أننا نحبهم في حال أصبحوا متفوقين دراسيًا ونغضب منهم في حال حدث العكس، وهكذا..
موضحًا أن التخلي يحدث بالتدريب، والتدريب يحدث بوجود الوعي لنفسك ولتصرفاتك ومراقبتها ومن ثم التدريب على تغيير السلوك والتخلي، كأن تفرض عليهم نوعية لبس معينة أو شكل حياة معين، يتناسب مع رؤيتك وتصوراتك أنت.
وحول الطريقة الأفضل لتربية الأبناء، وهل نعلمهم فضائل حب الخير والحق والجمال في زمن انتشر فيه القبح فيعيش غريب عن مجتمعه، قال العسيلي: البعض يعلم أبناءه أن يكون قاسي عنيف مع كل من حوله ظنًا منه أنها الطريقة الصحيحة التي تنشأ شخص قادر على مواجهة المجتمع، لكنه لا يعلم أنه ينشأ وحشًا قد يبتلعه هو ذاته في أحد الأيام.
وعلى الجانب الآخر هناك من يفضل أن يعلم أبناء الأشياء الجيدة والقيم الأخلاقية والضميرية، لكن لا بد أن تكون أنت نفسك الخير والحق والجمال ليتعلم منك أبنك أن يكون هكذا، وليس أن تنادي بأمور أنت لاتفعلها ومنفصلة عن واقعك وحياتك، فحينها سيعلم ابنك حتى بينه وبين نفسه أنك شخص كاذب منافق.
مشددًا: أنت لن تستطيع أن تعلم أولادك عن الخير والحق والجمال إذا لم تكن أنت كذلك، لن تستطيع أن تعلمهم قيم وفضائل غير موجودة بحياتك وأنت لا تفعلها، يعني هل تعتقد أنك تعلم ابنك أن يكون غير أناني وأنت أناني؟ متقدرش أصلاً، الدرس بتاعك هيبقى بايظ وكذاب وهو هيبقى شايفك وشايف كذبك لأنه بيشوف ما تفعل وما لا تفعل، مشيرًا إلى أن أبنائك يتعلمون من أفعالك وليس من كلامك.
