سليمان شفيق
رغم القطيعة وان العلاقة بين الحركتين فتح وحماس'> فتح وحماس في شبه قطيعة منذ العام 2007، بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة إثر معارك دامية بين الطرفين انتهت بطرد حركة فتح وأجهزة السلطة الفلسطينية من القطاع، وفشلت جميع الجهود لإجراء مصالحة بين الجانبين.
اجتمع أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل رجوب مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري عبر تقنية الفيديو، في أول لقاء بين الطرفين منذ أكثر من عامين. وأعلنا امس الخميس عقب الاجتماع أن الحركتين متفقتان "لإفشال صفقة الضم (الإسرائيلي لأراضي في الضفة الغربية) ومشروع تصفية قضيتنا كقضية جاء ذلك في وقت يستكمل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مشاوراته مع المسؤولين الأمريكيين والقادة الأمنيين حول آلية تنفيذ خطته المدعومة من البيت الأبيض.
وأكد الرجوب "أن المرحلة الحالية هي الأخطر التي يعيشها شعبنا وتتطلب أن نكون على مستوى هذا التحدي"، مشددا أنه وفي حال "أعلن الضم، سنتعامل مع الاحتلال كعدو". وأضاف "نريد أن نخرج برؤية إستراتيجية كاستحقاق لمواجهة التحديات الحالية مع كافة فصائل العمل الوطني".
وأكد صالح العاروري من جهته على "الوحدة" بين الحركتين، مضيفا "هذا المؤتمر المشترك فرصة لنبدأ مرحلة جديدة تكون خدمة إستراتيجية لشعبنا في أكثر المراحل خطورة". وأضاف "مشروع الضم لن يمر (...) هو مشروع إقصائي واحتلالي، فرض علينا ألا نسمح بتنفيذ هذه الخطوة".
وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس أن تنفيذ إسرائيل مخطط الضم يمثل "مستوى من الخطورة غير المسبوقة ضم أي مساحة من الضفة الغربية يعني استمرار مسلسل الضم وفتح شهية الاحتلال (...) لتوسيع مجاله الإستراتيجي".
وبارك رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، اجتماع رجوب والعاروري. وقال في بيان "شهد شعبنا الفلسطيني اليوم خطوة متقدمة نحو تحقيق وحدة الموقف والجهد الوطني إن هذه الجهود تمثل الموقف الموحد ضد مخططات الاحتلال، وتدشين مرحلة جديدة من العمل المشترك".
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني غسان الخطيب أن الاجتماع المشترك يشير إلى "أهمية قضية الضم في عيون الفلسطينيين على اختلاف توجهاتهم السياسية". ويقول "فتح وحماس لم تتوحدا منذ فترة طويلة، ويبدو أنهما تنظران إلى الضم على أنه تطور خطير للغاية"، ما يدفعهما إلى "وضع خلافاتهما جانبا".
ودعت حركة حماس مؤخرا إلى "الوحدة السياسية" في مواجهة الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط. ودعت الشهر الماضي "إلى مواجهة مشروع الضم بكافة أشكال المقاومة".
ورفض الفلسطينيون بشكل قاطع الخطة الأمريكية التي أعلن عنها في أواخر يناير/كانون الثاني، ولاقت معارضة عدد من دول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
وتدعم الخطة الأمريكية ضم إسرائيل المستوطنات ومنطقة غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة. وتدعو إلى إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، عاصمتها في ضواحي القدس الشرقية المحتلة.
وأكد العاروري أن "الضم إعلان حرب وهذا هو موقفنا شعبيا وسياسيا وميدانيا وعسكريا.
وخرج آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة الأربعاء للتظاهر ضد مخطط الضم. كما شارك العشرات في مدينة رام الله حيث مقر القيادة الفلسطينية، بمظاهرة انتهت عند المدخل الشمالي للمدينة إذ جرت مواجهات بين شبان مشاركين فيها وجنود إسرائيليين عند حاجز عسكري في المكان.
الموقف الامريكي :
ويستكمل نتانياهو مشاوراته مع المسؤولين الأمريكيين والقادة الأمنيين حول الضم الذي وصفه بأن "فرصة تاريخية" منحه إياها حليفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبموجب الاتفاق الذي تشكلت على أساسه الحكومة الائتلافية في إسرائيل، حدد الأول من يوليو موعدا يمكن اعتبارا منه الإعلان عن آلية تنفيذ المخطط، لكن أي شيء في هذا الشأن لم يصدر بعد.
والتقى نتانياهو هذا الأسبوع في القدس المستشار الخاص لترامب آفي بيركوفيتش والسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان للتشاور حول آلية تنفيذ المخطط. وقال رئيس الوزراء "ناقشت مسألة تطبيق السيادة التي نعمل عليها وسنواصل العمل في الأيام المقبلة".
ويقول الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب دانييل شابيرو الذي شغل في الماضي منصب مبعوث الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إلى الشرق الأوسط، "يبدو أن جزءا من المناقشات مع الأمريكيين تتمحور حول المبادرة تجاه الفلسطينيين."
ويرى السفير السابق أن جزءا من المحادثات يدور حول توسيع سلطة الفلسطينيين في المنطقتين أ: مناطق الضفة الغربية الواقعة تحت السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية، وب :مناطق الضفة الغربية الواقعة تحت السيطرة الإدارية الفلسطينية والسيطرة الأمنية الإسرائيلية، وبناء المساكن، وغيرها من الأمور.
ويشير شابيرو إلى أن نتانياهو "يصعب عليه استيعاب هذا. هو يريد ضمّا أكثر اتساعا لذلك أعتقد أن هناك توترا بينه وبين البيت الأبيض". ويشير أيضا إلى سعي البيت الأبيض للحفاظ على توافق في الآراء بين نتانياهو ومنافسه السابق بيني غانتس، الأمر الذي يحد من خيارات رئيس الوزراء. وأبدى غانتس تحفظه على تنفيذ مخطط الضم، محذرا من التداعيات الإقليمية.
ترحيب من تيار الاصلاح:
ويبدو ان هذة الخطوة التوحيدية جعلت تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح يرحب في بيان له ، بكل جهدٍ وطنيٍ يساهم في إنهاء الانقسام البغيض، ويطور أدواتنا الكفاحية في مواجهة مخططات تصفية قضيتنا الوطنية، ويبارك في هذا الإطار كل اللقاءات والدعوات والمبادرات الهادفة إلى استعادة الوحدة الوطنية وبناء الشراكة السياسية بين مختلف القوى الوطنية.
يدعو تيار الإصلاح الديمقراطي كافة قوى شعبنا وفصائله السياسية إلى الاستجابة الفورية للدعوة التي أطلقها التيار وأكد عليها مراراً بضرورة عقد لقاءٍ وطنيٍ يفضي إلى إنهاء حالة التشرذم والهوان التي تمر بها قضيتنا الوطنية، ويعيد إصلاح المؤسسات الفلسطينية ويجدد شرعيتها، ويؤسس لحقبةٍ جديدةٍ يتعافى فيها شعبنا من آثار الانقسام، ويستعيد بوصلته باتجاه تحقيق طموحه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.