بقلم : جوزيف شفيق
 
إن أزمة الثوره المصريه الحقيقية هى فى هذه الجدليه و هى أن الثوره المصريه كانت ثوره على نظام فاسد ولكنها لم تقترب من العقول الفاسده و بالتالى يظل المواطن المصرى لديه أزمة العقل الفاسد و كل ما حدث من إنكسارات فى مسار الثوره المصريه منذ بدايتها هى إنعكاس لأزمة العقل المصرى و ليست إنعكاساً لأزمة فى الثوره أو إصلاح المجتمع نفسه 
 
المجتمع المصرى يعانى من أزمتين مرتبطتين ببعضهما البعض هما فساد المجتمع و فساد العقل و أعنى بفساد المجتمع هو الفساد السياسى و الاقتصادى و الاجتماعى أى فساد ما يسمى بالنظام الحاكم أما فساد العقل فالمواطن الفرد نفسه عقله قد فسد و يظهر هذا واضحاً فى أزمة المواطن مع التابوه و الدوجما سواء العقائديه أو حتى فى تعامل الثوار أنفسهم مع الثوره فلقد تحولت فكرة الثوره لدى الكثير من النشطاء المصريين إلى دوجما فى حد ذاتها غير قابله للمناقشه و النقد , أضف إلى ذلك تحكم السلطه الدينيه فى عقل الإنسان المصرى و الإيمان بالخرافات و التفكير الدائم فى الماضى 
 
فى 25 يناير ثار المصريين على المجتمع ولكنهم منذ عام و نصف لم تحدث ثوره على العقل أو عملية إصلاح لهذا العقل الفاسد و بالتالى تعثر إصلاح المجتمع و قد تفشل الثوره على فساد المجتمع تماماً نتيجة لفساد العقل 
 
" إن الثوره قد تُسقط طاغيه و لكنها لا تستطيع أن تُغير أسلوب التفكير بل على الضد من ذلك فإن الثوره قد تولد سوء طويه تكبل الدهماء " ايمانويل كانط
 
و إذا حاولنا تفسير لماذا تعانى الآن الثوره المصريه من أزمه سوف نجد : 
 
- قبول تكليف مبارك للمجلس العسكرى بإدارة شئون البلاد و التهليل للمجلس و فرعنتهم هو فساد عقلى 
- الثوره على رئيس وزراء والموافقه على عصام شرف و هو إنعكاس لتقديس الأشخاص و شخصنة الثوره نفسها فى نفس الوقت الذى صمت فيه الثوار على التعديلات الدستوريه التى كان البشرى يقوم بطبخها 
 
- الإستفتاء على مواد الدستور و إستخدام الدين فى تسيير الناخبين هو إنعكاس لأزمة العقل 
- الإعتصام أمام السفاره الإسرائيليه و إعتصام ماسبيرو و محمد محمود و مجلس الوزراء كلها نتائج لأزمة العقل المصرى 
 
- التصويت فى مجلس الشعب لتيار الإسلام السياسى و خاصة السلفى لمجرد أنه سوف يطبق شرع الله هو إعلان واضح لأزمة العقل 
- إعتصام العباسيه القائم بالأساس على كذبة شخص هو إنعكاس واضح لأزمة فى العقل 
 
أغلب خطوات الثوره المصريه و التى ساهمت بشكل كبير فى حدوث إنكسارات فى مسار الثوره هى نتاج أزمة عقل المواطن المصرى 
ما أود أن أقوله أن العقل الفاسد قادر على تدمير الثوره أو إصلاح المجتمع و بالتالى فإن إصلاح العقل أولاً هو ضروره لأى إصلاح أو ثوره على النظم الفاسده 
و قد يحتاج إصلاح العقل إلى سنوات و لكنه ضروره إن لم تتم لن يمكن لثوره أو إصلاح فى المجتمع المصرى أن ينجح لأن العقل المكون لهذا المجتمع فاسد 
فما الحل لإصلاح العقل ؟؟ 
 
الحل هو التنوير و التنوير يحتاج إلى الحريه و لا توجد حريه فى مجتمع فاسد و إصلاح المجتمع الفاسد يحتاج إلى إصلاح العقل