البروتوبرسفيتيروس اثناسيوس حنين
كلمة المطران جورج خضر فى رسامة شماس -جبل لبنان -عام1999
لقد قيل فى هذه الخدمة ان الانسان اذا انخرط فى الخدمة يحصل على درجة حسنة ’وكأنه يقول ان الذى تمت رسامته ليس على شئ لمجرد لمجرد أنه وضعت عليه الأيدى ’هذا مجرد بداءة للطريق ’ وأنه يحصل بالحقيقة على هذه الدرجة اذا خدم .واذا أردنا تعبيرا فلسفيا عن هذا الكلام لقلنا انك تصير شماسا ولست شماسا ’تصير كل يوم . بكلام أخر ليست الدرجة الكهنوتية عندنا اسمنتا مسلحا يكون عليه الانسان وينتهى هكذا وهو متربع فى الشموسية أو الكهنوتية أو الأسقفية ومكتمل ومصبوب وهكذا ويعبد نفسه على هذه الدرجة. هذا غير موجود .الانسان يصير كل يوم .هو فى الحركة الدائمة فى الشموسية أى الى الخدمة .هذا معنى اللفظة فى اللغة العربية .ومن جعله الله شماسا هو ذاك الذى قيل قالت عن الكلمة الطيبة فى رسالة اليوم (1كورنثوس 1 :26 -2 :5 )"اختار الله من العالم من كان جاهلا ليخزى الحكماء ’ واختار من كان ضعيفا ليخزى من كان قويا ’ واختار من كان خسيسا وحقيرا وغير موجود ايبطل الموجود ". ما نعرفه ’ما يعرفه كل منا أنه غير موجود’وأن النعمة وحدها تجعله موجودا وهو ليس بشئ . أنت لست بشئ .أنت قناة تعبر بك النعمة الى الأخرين ’ورب النعمة حر بها ’ يغنى من يشاء ويفقر من يشاء ’لكى لا يفتخر أى ذى جسد أمامه .اذا حسك بنفسك ينبغى أن يصير حسا بالفراغ وحسا فى الملء الذى يأتى من النعمة .واذا وصلت ان تدرك المسيح واياه مصلوبا ’ وهذه حقيقته الأخيرة ’ تكون قد بدأت سلوك الدرب .
كيف تصير الى هذه هذا ؟ يعيننا على هذا قول الأعميين :"ارحمنا يارب ". أنت فى حالة الاسترحام الدائم لانك فراغ دائم ’لأنك غير موجود ’لذلك أنت فى حالة الاسترحام .ماذا طلب الأعميان من يسوع ؟ هو قال "ماذا تريدان أن أصنع بكما ؟قلا له :"يارب أن تفتح أعيننا ’ أن نبصر ".لأن الانسان بلا بصر مسلوخ عن معظم الوجود هذا الحسى الذى جعله الله لمسرتنا وخدمتنا ’ والأعمى سجين ."أن تنفتح أعيننا" . كل منا يا أخى سجين خطيئته .ليس احد حرا قبل السماء ’ ولكن المهم أن يعرف أنه أعمى ’ هذا من جهة ’ وأن يعرف أن ينادى يسوع وأن يقول ليسوع أنى أعمى أريد أن أبصر .
عليك أنت شخصيا أن تعبر طرقا لم تسلكها قبل الأن ’ وهذا على كل صعيد ’ ولن أترك ما هو حميمى لأبيك الروحى .وهنا نبقى على الدرب ’ لا يصل أحد الى نهاية الدرب قبل أن يستردنا الله الى رحمته فى اليوم الأخير .ولكن ما على أن أقوله لك هو أنك أنت ومن كان أعلم منك ومن كان أعلم العلماء عليه أن يقرأ . هذه البلاد لا تقرأ.الأجيال التى سبقتنا فى الكهنوت كانت لا تقرأ ’ فرحة بنفسها ’ حاصلة على كل شئ ’ تعرف ن تقيم قداسا وجنازا وأنتهت القضية .لا يقرأون .وكذلك كانوا عميانا وما كانوا يريدون أن يبصروا لأنهم ما كانوا عالمين بأنهم كانوا عميانا .هذا يجب أن ينتهى ’حاولنا أنهائه ’ نجحنا الى حد ما ’ لم ننجح حتى النهاية . يجب أن يبطل المسيحيون أن يكونوا عميانا ’وهذا يعنى تبصرا فى الكلمة وفى كل أمور الكنيسة وتبصرا فى معرفة الناس ونفسية الناس وأحوال الناس . وهذا يقتضى شيئا أهم من القرأة .عندما طلب الأعميان أن يبصرا ’ رق (قلب) يسوع -هذا وارد فى غير محل-رق يسوع ولمس أعينهما ’ وللوقت أبصرا وتبعاه (متى 20 :29 -33 ).أن أدركت أن يسوع رقيق ’ واقتربت من هذه الرقة لتستمد منها ’ اذا لمس عينيك بحبه ’ يكون حبه لك كتابا ’ اذ ذاك تبصر ’ اذا ذاك يكتمل بصرك.لا ينبغى أن تتكل على النعمة .هذا ليس من شأنك ’ هذا من شأنه ’ يعطيها لمن يشاء . أنت تتكل على الدرس ’ على الجهد ’ على انهاك نفسك وجسدك فى المعرفة’ وفى الخدمة طبعا والخدمة تأتى من المعرفة .أنت تنهك نفسك ’ واذا فعلت يلمسك هو ’وهذا هو الدخول الى الخدر .اذا استطعت ان تكون فى خلوة مع المخلص ’ يكون هو لك وعدا بأنك على طريق الكمال.
أذا أبصرت ’ يبقى أن تبصر كل يوم وأن تتبصر .قال الكتاب الألهى "أبصراه وتبعاه". لا تبصر أنت وتركن فى زاويتك ’ فرحا ’ كاهنا فرحا بنفسه .أنت لا تركن ’ أنت تبصر وتمشى حتى الموت .هذا هو نصيبنا يا أخى. نحن ليس مكتوبا علينا شئ أخر : أن نتبعه الى حيث ذهب ’ الى حيث نام .على سرير واحد نام وهو الصليب ’ أمين.