د. مينا ملاك عازر
دائما ما تبهرني القضايا التي يستطيع فيها الجاني أن يفعل فعلته ويقيدها المحققون ضد مجهول، نفس انبهاري بمجهولية ذلك الطيران الذي وجه لواحدة من أهم القواعد الليبية العسكرية، وجه ضرباته وعاد وهو مجهول لا يعرفه أحد، لا دليل وراءه وبالرغم من أن البعض اعتبر في المرحلة الأولى من الضربات أن الجيش الليبي الوطني هو من وجهها، وعادوا في المرحلة الثانية يجهلون الطيران، إلا أن المتحدث باسم حكومة الوفاق الليبية عارف الفولة، وقال الطيران طيران أجنبي وليس ليبي، يا سادة طيران خائن غادر خسيس ناقص، يقول بالفم المليان طيران وحش ولازم نضربهم ونقعدهم -في النوتي كورنر- ناسياً أن من وجهت له الضربات ليسوا ليبيين، بل هم أجانب أيضاً أتراك يا سيد، أم أعطيتموهم الجنسية الليبية ونحن لا ندري؟ القاعدة على أرض ليبية والقاعدة ليبية لا شك في هذا، لكن قاطنيها مستخدميها أجانب، المقتولين بها والمصابين والمعدات التي دمرت معدات تركيا الهوية أمريكية الصنع، أجنبية حتى النخاع يا سيدنا، فإن كان الطيران أجنبي خائن فالمضروبين أجانب حلوين ووطنيين مثلاً.
الكيل بمكيالين أزمة خطيرة لدى حكومة الوفاق، فهم يحكمون بمزاجهم، أما أنا فأرى أن الطيران وطني لأنه ينفذ ضربات في مصلحة الجيش الوطني الليبي، وفي مصلحة الوطن الليبي، لأنه يبحث عن وحدة ليبيا، وأنا دائما وأبدا مع وحدة الأوطان وليس تقسيمها، كما أن الطيران المجهول هذا، والأجنبي هذا، نفذ ضربات ضد جوقة من الإرهابيين حماة إرهابيين، قائدي إرهابيين، والعالم كله المتحضر والنزيه ضد الإرهاب.
أنا شخصياً أحب الطيران المجهول الأجنبي، يعجبني من زمان أيام ضرباته الجوية ضد العدو المغتصب للأرض فيه، بيني وبينه عشرة، ودائما رافع رأسي يفكرني بطيران مجهول أيضا دأب على تنفيذ العلميات الجوية الرائعة في ليبيا منذ عدة سنوات، طيران يفضل أن يكون مجهول على أن ينسب لنفسه أمجاد وقتية، فهو يعتبر أن من يضحك أخيراً يضحك كثيراً، فلا يبحث عن إعلان هويته، يبحث عن مجد وطني ليبي يؤمن لليبيين بقاءهم، واستمرارية وحدتهم بالرغم من جحافل الإرهابيين المنقولين من شمال سوريا لغرب ليبيا.
أنا لا أعرف إن كانت القضية قيدت ضد مجهول بصفة نهائية أم أن حكومة الوفاق تنوي الإعلان عن هوية الطيران المجهول، لا بأس إن أعلن ولا غضاضة أن احتفظت لنفسها بحق الرد، فليردوا حيث شاءوا، فالطيران المجهول والجيش الباسل يعرف كيف يصد غدر اعتاد عليه من أجانب أخساء أندال، ولم يشتكي ولم يبكي، بل عرف كيف يأخذ بحق شهداءه، ، وليؤمن لأبناء الوطن وطنهم، ويمهد الطريق لحل سياسي ويلقن المغرورين درساً في أنه لا داعي للتعالي.
المختصر المفيد تحية للطيران المجهول، الذي طالما عرف كيف يفعل ويحقق النجاح أينما كان، والآن على الجميع أن يحسب حساب ذلك الطيران.