نعتقد أن الحجر الصحي وارتداء الكمامات ومراعاة المسافة الفاصلة 1.5 متر عن الآخرين تحمينا من الإصابة بـ "كوفيد-19"، ولكنه مع ذلك مستمر في حصد الأرواح. فلماذا؟
تفيد مجلة Clinical Infectious Diseases، بأن البروفيسورة ليديا موراوسكا، مديرة المختبر الدولي لجودة الهواء والصحة، ودونالد ميلتون من جامعة ميرلاند في كوليدج بارك، أجريا دراسة شاملة عن انتقال الفيروس التاجي عبر الهواء، وعلى ضوء نتائجها وضعوا توصيات ومقترحات جديدة لمنع انتشار المرض، صادق عليها 239 خبيرا من مختلف الاختصاصات الطبية والعلمية، يمثلون 32 دولة.
وقد بينت نتائج الدراسة، أن الفيروس ينتقل عبر الهواء إلى مسافة أبعد بكثير من المسافة المقترحة الفاصلة بين الناس (المسافة الاجتماعية).
وتقول البروفيسورة، "تسقط قطرة حجمها 5 ميكرومترات على بعد 10 أمتار في حالة سرعة الهواء الاعتيادية. وهذا أكبر بكثير من أبعاد الغرف الاعتيادية، وتسقط على الأرض من ارتفاع 1.5 متر". وهذا يعني وجودنا في مكان مغلق: واسطة نقل أو مقهى من دون كمامة، مع شخص مصاب، يزيد من خطر الإصابة كثيرا حتى في حالة مراعاة المسافة الاجتماعية.
ومع ذلك، عندما تتحرك القطرات المجهرية المحتوية على الفيروس بسرعة كافية، لن يكون لديها ما يكفي من الوقت للدخول إلى الجهاز التنفسي أو السقوط على الغشاء المخاطي.
واستنادا إلى نتائج الدراسة، يقترح الخبراء الإجراءات التالية لتقليل احتمال انتقال الفيروس عبر الهواء.
أولا، ضرورة توفير تهوية جيدة للمكان من خلال توفير الهواء الخارجي والتقليل قدر الإمكان من دورانه داخل المكان. وهذا مهم بصورة خاصة في دور السينما والمؤسسات التعليمية والمستشفيات وغيرها.
ثانيا، من الضروري تطهير الهواء في منظومة التهوية، وذلك باستخدام هباء مطهر والأشعة فوق البنفسجية.
ثالثا، تجنب تجمع الناس في أماكن سيئة التهوية.
وتعلن البروفيسورة، باسم المجموعة العلمية "نحن قلقون، لأن الناس يعتقدون باتباعهم هذه التوصيات سيمتلكون الحماية التامة. ولكن في الواقع من أجل تخفيض انتشار الفيروس، يجب اتخاذ تدابير وقائية إضافية".