سليمان شفيق
تعزيزات عسكرية تركية تغادر معيتيقة نحو قاعدة الوطية
الجيش الوطني الليبي : نتوقع هجوما تركيا في أي وقت .. وسنردع أي اعتداء
كل دول العالم تنظر الي ليبيا بقلق ، حتي ان الولايات المتحدة الامريكية كما صرحت المتحدثة بأسم وزارة الخارجية بأن التطورات والحشود العسكرية في محيط سرت تثير قلقنا، ووفق تصريحات نشرت في وكالة الانترفاكس الروسية فأن روسيا اتهمت السراج بتجاهل الحل وتدعم إعلان القاهرة وتضيف : الوضع في ليبيا مستمر بالتدهور وحكومة الوفاق لم تبد استعدادآ للحوار ، و النمسا : لدينا وثائق تثبت تورط المخابرات التركية فى أعمال العنف فى فيينا.
ألمانيا .. أنجيلا ميركل .. في الوقت الذي أغلق فيه العالم بأكمله حدوده ، إستمرت السفن والطائرات والشاحنات التركية المحملة بالأسلحة المتطورة والمرتزقة بالوصول إلى المدن الليبية
الفاتيكان .. البابا فرنسيس يندد بـ"الجحيم" في مخيمات احتجاز المهاجرين في ليبيا ويعبر عن تضامنه معهم.
بريطانيا تعلن عن خطة إنعاش اقتصادي بقيمة ٣٠ مليار جنيه إسترليني لمواجهة تداعيات أزمة فيروس كورونا
الجزائر: وزير الخارجية الجزائري يحذر من خطورة تدهور الوضع في ليبيا.
رئيس قبرص للاتحاد الأوروبي : "أوقفوا أطماع تركيا الاستعمارية".
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس .. قوات حكومة الوفاق الليبية "تواصل بدعم خارجي كبير ، تقدّمها نحو الشرق وهي حاليا على مسافة ٢٥ كلم من سرت".
الاتحاد الأوروبي :" من جعل ليبيا مسرحا لحرب بالوكالة عليه أن يتوقف".
الأمين العام للأمم المتحدة يندد بـ"تدخل خارجي غير مسبوق" في ليبيا مع حشد قوات عسكرية وتسليم معدات متطورة وتزايد أعداد المرتزقة المشاركين في المعارك إذ تحشد الأطراف المتنازعة قواتها على الخطوط الأمامية بين مدينتي مصراتة وسرت".
تغيير في الموقف الفرنسي :
الغريب موقف فرنسا ورغم انها ، اكدت علي ان البحرية التركية تنقل السلاح إلى طرابلس وانتهاك صارخ لمقررات مؤتمر برلين وقرارات مجلس الأمن، الان أكد وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان الأربعاء أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أن باريس لا تنحاز في النزاع الليبي لأي جهة، مشددا على أن بلاده تجري محادثات مع جميع الأطراف"."
وقال لودريان "أتحدث بانتظام مع جميع الأطراف. نتحدث مع بعضنا البعض، نحاول جعل الأمور تتقدم ولكن في بعض الأحيان، هناك ألاعيب خداع" يمارسها البعض. وأضاف "أسمع أشياء كثيرة عن أن فرنسا اختارت معسكر المشير حفتر. من المهم توضيح كل هذا"، مشيرا إلى دور "الجيش الوطني الليبي" في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية".
وأشار وزير الخارجية الفرنسية إلى أن "الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر حارب تنظيم "الدولة الإسلامية" حين كان التنظيم الجهادي يسيطر على بعض المناطق في ليبيا، مضيفا أن حفتر حاول بعد ذلك في أبريل 2019 الاستيلاء على طرابلس.
وقال لودريان "نحن ندعم الجيش الوطني الليبي الذي اشتهر على الصعيد الدولي بقتاله ضد تنظيم الدولة الإسلامية، نحن لا نقدم له دعما عسكريا فعالا بل المشورة والدعم السياسي"، متحدثا عن "تغيير في الموقف" مع الهجوم الفاشل الذي شنه حفتر على طرابلس".
وأكد الوزير الفرنسي أن باريس وروما وبرلين على الموجة نفسها بشأن الوضع الليبي، متجاهلا التوترات التي سادت في الماضي بشأن هذه المسألة بين فرنسا وإيطاليا، القوة الاستعمارية السابقة في ليبيا.
وقال "نحن الثلاثة نتكلم اللغة نفسها مع بعضنا البعض لنقول لهم إن من الملح التوصل إلى اتفاق لتحقيق الاستقرار في جبهة سرت-الجفرة والتحقّق من الهدنة وبدء العمل على عناصر وقف إطلاق النار".
وأشار لودريان إلى أن "الأعمال القتالية هدأت تقريبا في منطقة سرت والجفرة"، داعيا إلى اغتنام الوضع الراهن لتحويل هذا الهدوء "إلى هدنة ثم إلى وقف لإطلاق النار".
ويواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولودريان بانتظام انتقادات لإعطائهما شرعية دولية لحفتر بعد استقباله في 2017 و2018 في باريس إلى جانب فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة.
اهمية سرت :
تعد مدينة سرت، واحدة من أهم المناطق في خريطة النزاع الليبي، لامتلاكها ميزات جيوستراتيجية، وتاريخية، واقتصادية عدة، فهي تقع في منتصف المسافة تماماً، بين عاصمتي النزاع الليبي بنغازي، وطرابلس، حيث تبعد عن كليهما مسافة 500 كيلو متر، وهي حلقة الوصل بين شرق ليبيا، وغربها، وجنوبها
اقتصادياً، تحوي أرض سرت في باطنها، أكبر مخزون غاز مكتشف في ليبيا، في حوض جوفي يحمل اسمها "حوض سرت"، الذي يعد واحداً من أهم أسباب التنافس المحموم بين إيطاليا، وفرنسا في الملف الليبي، حيث تخوض الشركتان العملاقتان "إيني وتوتال" صراعاً منذ سنوات، للفوز بحصة الأسد في الامتيازات المستقبلية
للتنقيب، والاستثمار في هذا الحوض الكبير، الذي يحوي أيضاً مخزوناً لا بأس به من النفط، بحسب المعلومات الواردة عن المؤسسة الليبية للنفط
كما تمتلك سرت، ميناءً يعد بين الأكبر في ليبيا، يطل على خليج طبيعي واسع، ومطاراً دولياً، وقاعدة جوية عسكرية كبيرة، تكمن أهميتها في موقع المدينة في قلب البلاد تماماً، ما يجعل القاعدة نقطة انطلاق مناسبة للطائرات، في أي اتجاه أرادت المضي إليه في ليبيا.
خط دفاع الهلال النفطي
تتمتع سرت بميزة أخرى إضافة إلى ما سبق، كونها خط الدفاع الأخير، عن الهلال النفطي الليبي، الذي يحوي أهم أربعة موانئ نفطية في البلاد، التي تصدر 80 في المئة من النفط الخام، الذي تنتجه ليبيا يومياً، وهذه الموانئ هي "رأس لانوف والبريقة، والسدرة، والزويتينة".
لا يفصل هذه الموانئ عن مدينة سرت، سوى 150 كيلو متر باتجاه الشرق، ما يفسر الاستماتة في الدفاع عنها، والهجوم عليها في المعركة الحالية من الطرفين ، فسقوطها يفتح أبواب المنطقة التي تمثل عماد الاقتصاد الليبي، وشريانه الرئيسي.
تكمن أهمية المنطقة الممتدة من سرت إلى الهلال النفطي في الصراع الحالي، في احتوائها على الجزء الأكبر من الثروة النفطية الليبية، ما عبّر عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات تلفزيونية، أمس الاثنين بقوله "إن مدينة سرت ومحيطها مهمة لوجود آبار النفط، وبعد ذلك ستكون العمليات أكثر سهولة، لكن وجود آبار النفط والغاز يجعل هذه العمليات حساسة".
سرت كلمة الفصل في الصراع :
إضافة الى كل المزايا الاستراتيجية السابقة لسرت، التي تمنحها أهمية كبرى في الصراع الليبي، اكتسبت السيطرة على المدينة مزايا جديدة، بعد التحولات الأخيرة في المشهد الليبي، حتى باتت كلمة الفصل، في حسم جزء كبير من النزاع الحالي، على رأس تلك التحولات، مبادرة القاهرة التي رسمت ضمنياً خطاً أحمر غرب سرت، لا يمكن السماح بتجاوزه، بالنسبة إلى الأطراف الثلاثة التي أطلقت المبادرة، الحكومة المصرية، والبرلمان والجيش الليبيين
ويبيّن الباحث والأكاديمي الليبي فرج الجارح، في حديث لـ "اندبندنت عربية" خطر سقوط سرت بالنسبة إلى الأضلاع الثلاثة لمبادرة القاهرة، قائلاً إن "مصر من جانبها ترى في تجاوز سرت من قبل قوات الوفاق، خصوصاً بعد تحالفها العسكري مع تركيا، توغلاً في العمق الاستراتيجي للأمن القومي المصري، الممثل في إقليم برقة أو المنطقة الشرقية من ليبيا".
لذلك تعدعلي رأس تلك التحولات، مبادرة القاهرة التي رسمت ضمنياً خطاً أحمر غرب سرت، لا يمكن السماح بتجاوزه، بالنسبة إلى الأطراف الثلاثة التي أطلقت المبادرة، الحكومة المصرية، والبرلمان والجيش الليبيين.
لذلك يري الرئيس السيسي ان تدخل مصر المباشر في ليبيا أصبح له شرعية دولية وأهداف واضحة.