بقلم الدكتور ماهر حبيب
ما هو أردوغان وما هو قصده ومن وراءه قصة عجيبة متشابكة تراها يوم كان هناك أربكان أم يوم جاء أوباما أم تراها بدأت بمصر من مئة عام ؟
قصة عجيبة غريبة مريبة تنسج خيوطها أمام العالم والعالم يتفرج على النسيج المشوه الذى يكبر يوما بعد يوم ولا يجد أحد من يوقف ماكينة الغزل التى تخرج لنا قماشة بها ألوان غير متناسبة وخيوط عجيبة تتداخل لتكون منظر عبثى لن يستطيع أحد ان يرتديه أو حتى يحتفظ به.
نعود للوراء عنما نكب العالم بحسن البنا الذى أنشأ تنظيما يريد أن يحكم العالم تنظيما متسلقا متطفلا يصيب الفرد الذى يعدى أسرته ثم يعمل على عدوى المجتمع الصغير الذى حوله على أمل أن يعدى مزيدا من الأفراد فتتسع رقعة العدوى حتى تصيب المجتمع فالدولة ثم تمتد العدوى إلى باقى العالم فتتحول إلى وباء أو جائحة متخذه من كورونا أو وباء الأنفلونزا الذى أصاب العالم فقتل ملايين منذ مئة عام مثالا يحتذى للإستيلاء على العالم.
خرج البنا ثم جاء قطب وجاءت حركة ناصر وزملاؤه الذين كانوا جزءا من الجماعة ثم إنقلبوا عليها عند الصراع على السلطة فبدأت الحرب بين الجماعة والدولة لأن الجماعة فقدت الأرض الذى كانت تبنى عليه خلافتها المزعومة وظلت فى السجون حتى جاء السادات والذى خرب الفكر المصرى وأطلق العنان لمجذوبى الدولة الدينية فأطلق الإرهابيين فى أفغانستان وغيرها وإرتدت سهام التيار لتقتله ليأتى غباء مبارك وبدلا من أن يرد مصر للحضارة ترك لهم الشارع فى صفقة بينهم هو يحكم وهم يحكموا الشارع فصاروا كالسرطان الذى نهش المجتمع فصار مريضا ووقع فى براثنه مع وصول الكائن الغريب المسمى أوباما الذى دعم سقوط الدول الشرق أوسطية فرأينا إنهيار الدول أسهل من إنهيار بيت طينى تعرض لزلزال فإمتد الخراب فأصاب مصر ثم ليبيا فسوريا واليمن وكان العراق قد تحول أبضا إلى دولة كارتونية فإشتعل الشرق الأوسط فسقطت مناعته فنمى الكائن الطفيلى الجماعة ونجت مصر من المقصلة وهو ما عطل كل المخطط فتتعقدت الأمور ومازالت المحاولات قائمة لإستكمال مشروع الإخوان السرطانى وأصبحت المنطقة كلها فى العناية المركزة تنتظر الشفاء أو الموت.
وكان هناك المحرك الخفى والذى يرقد فى الأستانة وهو أردوغان الزعيم الحقيقى لعصابة الإخوان فقد كان ينتظر سقوط المنطقة فيرتدى عباءة السلطان ويقول للعالم أنا السلطان التركى الذى أسقطتم خلافته فى الحرب العالمية الأولى سأعود لأحكمكم فقد تسلل كالأفعى بعد أن فشل أربكان فجاء يزحف كالحية التى أغوت حواء ثم تخلص من جيشه فى ظل غباء أوربا فكانوا يقايضوه بالدخول للإتحاد الأوربى فباس الأحذية للدخول ولكه فشل ولكنه وجد منهم الدعم بإسم وهم الديموقراطية فتخلص من كل قادة الجيش وعمل إنقلاب تلفيزيونى ليخرج منها جنوده بملابسهم الداخلية وقضى على كل معارضيه وأحكم قبضته على تركيا وأحكم قبضته على أوربا مهددا إياهم باللاجئين فصاروا مثل الخاتم فى أصبعه يضربهم على مؤخرتهم وهم سعداء جبناء ثم إستدار ليخرب سوريا وبحث عن من يخرب مصر فوجد ضالته فى بقايا جماعة الإخوان فساند السراج كى يكون خادمه الذى يقلق حدود مصر الغربية وأصبح كالمجنون يضرب هنا وهناك وعندما أحس بضعف قبضته على تركيا عاد ليمثل نفسه حامى الدين فحول كاتدرائية أيا صوفيا إلى جامع كى يصدر نفسه
كأحد أجداده الإرهابيين الذين غزوا العالم فخربوه
إنها حكاية معقدة نحكيها ونقصها ونعيد حكايتها ولكن المصيبة الكبرى أن من يدعون أنهم حماة العالم وأصحاب الحريات والديموقراطيات يقفون أمام تلك الحكاية المعضلة بسذاجة وكأنهم أغبياءمرضى مصابون بضمور بالمخ ويعتقدون أن يقودوا طائرة دون أن تتحطم فنحن أمام ملهاة حكام أغبياء وضباع جائعة تنهش البشرية بدون رحمة وشعوب ضائعة ضحية هذه الملهاة يدفعون ثمن صراع الفيلة مع الضباع